فرانكفورت: يأمل الرئيس الأوكراني بشدة أن يزور المستشار الألماني أولاف شولتس كييف، إذ يتوقع منه تسليم أسلحة ثقيلة لبلاده على الفور، وفق ما قال مستشار الرئيس أوليكسيتش أريستوفيتش مستشار فولوديمير زيلينسكي الأربعاء.

وأضاف في حديث لقناة "تسي دي اف" الألمانية العامة أن "رئيسنا ينتظر المستشار حتى يتمكن من اتخاذ قرارات عملية على الفور، بما في ذلك تسليم أسلحة".

وقال أريستوفيتش إن مصير ماريوبول والسكان في شرق البلاد خصوصاً "يعتمد على الأسلحة الألمانية التي يمكننا الحصول عليها"، لكنها لا تصل.

تأتي هذه الدعوة العاجلة والمتجددة على خلفية توترات بين ألمانيا وأوكرانيا، بعد رفض الرئيس زيلينسكي الثلاثاء استقبال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أراد الذهاب إلى كييف مع وفود من بولندا ودول البلطيق.

واعتبرت صحيفة دير شبيغل الألمانية أنها "إهانة غير مجدية"، تسببت بمفاجأة واستياء في ألمانيا، وليس فقط في صفوف الاشتراكيين الديموقراطيين أي حزب شتاينماير.

يتعرض الرئيس الألماني، الذي يُعتبر منصبه فخرياً إلى حد كبير، لانتقادات بسبب دبلوماسيته للتقارب من روسيا عندما كان وزير خارجية في حكومة أنغيلا ميركل. وأقر بالذنب مؤخراً، معترفاً بأنه ارتكب "أخطاء" في ذلك الوقت.

وتعتبر أوكرانيا أنّ دعم ألمانيا لها خجول جداً بشكل عام، لكن أشار المستشار إلى تقدم برلين للتوصل إلى "مناقشة توريد الأسلحة الثقيلة"، بعدما كانت ترفض ذلك.

تُسلم ألمانيا حالياً أسلحة دفاعية إلى أوكرانيا، لكن يتعرض أولاف شولتس لضغوط منذ عدة أيام، حتى ضمن أغلبيته، لإعطاء الضوء الأخضر لإرسال معدات هجومية، ولا سيما مركبات مدرعة.

ودعا وزيرا الخارجية والاقتصاد وهما من كبار المسؤولين البيئيين في الحكومة، المستشار إلى اتخاذ قرار لصالح هذه التسليمات، بينما تكرر وزيرة الدفاع الاشتراكية الديمقراطية أن احتياطيات الجيش الألماني استنفدت.

واعتبرت رئيسة لجنة الدفاع في البوندستاغ (البرلمان الألماني) والعضو في حزب الليبراليين حلفاء شولتس في الحكومة ماري-أغنيس شتراك-زيمرمان أنّ "هناك شخصا واحدا فقط يجب أن يظهر الطريق إنه المستشار أولاف شولتس". ودعت المستشار مرة أخرى إلى التصرف "كقائد" في مقابلة مع صحيفة دي فيلت اليومية.

لكن تسليم المعدات العسكرية الثقيلة لا يزال يواجه مقاومة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وأشار النائب جو وينغارتن إلى خطر "الانجرار تدريجياً إلى الحرب".

وتساءل في حديث لصحيفة دي فيلت "هل من الواقعي هزم روسيا في أوكرانيا بدبابات ألمانية؟". ويعتقد آخرون أنه يمكن اتخاذ مثل هذا القرار في حال حصول تصعيد روسي جديد، لا سيما الاستخدام المحتمل لأسلحة كيميائية.

ترى أوكرانيا الأمور بشكل مختلف. الوقت يداهمها لأنه "في كل دقيقة لا تأتي فيها دبابة، يموت أطفالنا ويغتصبون ويقتلون"، وفق أريستوفيتش.

وهو يؤكد أنّ السلطات الألمانية "رأت الصور الرهيبة" للصراع، التي تُذكر بتدمير برلين عام 1945، على حد قوله، لافتاً إلى أن ما يفعله الجيش الروسي في أوكرانيا "ليس مختلفاً".