إيلاف من لندن: احتج العراق بشدة الثلاثاء لدى تركيا لاستمرار عملياتها العسكرية في اراضيه الشمالية داعيا اياها الى سحب كامل قواتها من أراضيه محذرا من انه قد يلجأ الى الامم المتحدة.

فقد إستدعت وزارة الخارجيَّة العراقية السفير التركيَّ في بغداد علي رضا كوناي، على خلفيّة الخروقات والانتهاكات المُستمِرّة للجيش التركيّ، ومنها:العمليّة العسكريّة الأخيرة واسعة النطاق التي طالَت مناطقَ متينا، الزاب، أفاشين، وباسيان في شمال العراق.

وسلّمت الوزارة السفير التركيّ مُذكّرة احتجاج شديدة اللهجة داعيةً إلى الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة والخروقات المرفوضة. وجددت مطالبة الحكومةُ العراقيّة بإنسحابِ كامل القوّات التركيَّة من الأراضيّ العراقيَّة بنحوٍ يعكسُ إحتراماً مُلزِمَاً للسيادة الوطنيَّة.

وشددت الخارجية العراقية على "إنَّ العراقَ يمتلكُ الحَقَّ القانونيّ لإتخاذ الإجراءات الضروريّة والمناسبة وفقاً لأحكام ميثاقِ الأُمم المُتحدة، وقواعد القانون الدوليّ إزاءَ أعمالٍ عدائيّة وأُحادية الجانب كهذه، إذ تجري دون التنسيق مع الحكومةِ العراقيَّة".

اللجوء الى الامم المتحدة

وقالت انه "بالإستنادِ لكلِّ ما تقدَّم نُشيرُ إلى أنَّ توظيف المادة (51) من ميثاق الأُمم المتحدة في حالات الإعتداء التي تقوم بها القوات التركيَّة، لايستندُ إلى أُسسٍ قانونيَّة فالمادةُ المذكورة لا تُجيزُ إنتهاك سيادة بلدٍ مستقل".

واضافت الخارجية في بيان تابعتها "ايلاف" الى أنَّ "تواجد معظم عناصر حزب العمال الكردستانيّ التركي في شمال العراق قد جاء نتيجةً لاتفاقٍ بين الحكومة التركيَّة والحزب المذكور، بالتزامنِ مع رفضِ واحتجاجِ العراق لما dراه من تصدير لتحدٍّ داخليٍّ تُركيّ إلى أراضيّ العراق".

وحذرت الخارجية العراقية من إنَّ إنتهاك سيادة العراق لن يكونَ أرضيّةً مناسبة لإيجاد حلولٍ تشاركيّةٍ ومستدامة للتحديات الأمنيّة،التي تضعُ أولويّة زيادةِ التعاون الامنيّ بين الجانبين، سبيلاً ناجعاً لتحقيق المصالح المرجوّة ومواجهة التحديّات.

يشار الى ان مصادر كردية تشير الى أن هناك ما يزيد عن 27 قاعدة عسكرية بما فيها مراكز تدريب لجنود أتراك في إقليم كردستان بينما أقر بن علي يلدرم رئيس الوزراء التركي السابق خلال مؤتمر صحافي في بغداد في حزيران يونيو عام 2018 بوجود 11 قاعدة عسكرية وقال " قمنا بإنشاء 11 قاعدة عسكرية وضاعفنا عدد جنودنا وقواتنا في تلك القواعد لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني قبل التوغل إلى حدودنا".

وتتواجد القواعد العسكرية التركية في كل من مناطق بامرني، شيلادزي، باتوفان، كاني ماسي، كيريبز، سنكي، سيري، كوبكي، كومري، كوخي سبي، سري زير، وادي زاخو والعمادية داخل اراضي اقليم كردستان العراق الشمالي.

تهديد للامن القومي

وفي وقت سابق اليوم اعتبرت الرئاسة ا العراقية العمليات العسكرية التي تشنها تركيا داخل الحدود العراقية في إقليم كردستان الشمالي خرقا للسيادة العراقية وتهديد للأمن القومي العراقي.

وشدد ناطق باسم الرئاسة في بيان تابعته "ايلاف" على ان الممارسات الأمنية الأحادية الجانب في معالجة القضايا الأمنية العالقة أمر مرفوض ويجب احترام السيادة العراقية". واكد رفض العراق بأن تكون أرضه ميدانا للصراعات وساحة لتصفية حسابات الآخرين والتعدي على سيادته وتهديد أمنه واستقراره الداخلي وكذلك رفض أن يكون منطلقاً للعدوان و التهديد على أي من جيرانه".

كما دانت زعامات سياسية عراقية ما اعتبرتها انتهاكات سافرة فيما هدد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بان العراق لن يسكت في حال تكرر القصف التركي للأراضي العراقية.

وأمس أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قصف أهداف وملاجئ ومخازن ذخيرة لمسلحي الحزب في شمال العراق مشيراً إلى أن قوات خاصة شاركت في العملية العسكرية.

وقال إن "عمليتنا مستمرة بنجاح حتى الآن كما هو مخطط لها وتم اعتقال الأهداف التي تم تحديدها في المرحلة الأولى".

من جهتها اشارت وزارة الدفاع التركية الى إن طائرات حربية وهليكوبتر ومسيرة تركية قصفت أهدافا لمسلحين الحزب الكردي التركي الانفصالي في شمال العراق في عملية جوية وبرية استهدفت منشآت تراوحت بين معسكرات ومخازن للذخيرة.

وأوضحت الوزارة في بيان إن العملية ركزت على مناطق ميتينا وزاب وأفاشين-باسيان في شمال العراق. وقالت إن هذه العملية استهدفت "منع الهجمات الإرهابية" و"ضمان أمن حدودنا" عقب تقييم بأن حزب العمال الكردستاني يخطط لشن هجوم على نطاق واسع. وأضافت أن المدفعية استخدمت أيضا في قصف أهداف للمسلحين في العملية العسكرية.

وتشن تركيا غارات جوية بشكل منتظم على شمال العراق كما أرسلت قوات كوماندوس إلى المنطقة لدعم هجماتها.

وفي السنوات الأخيرة كثفت تركيا عملياتها البرية في شمال العراق كما وسعت عملياتها الجوية لتشمل مناطق أوسع بعمق الأراضي العراقية أبرزها مخمور وسنجار وتوعدت في أكثر من مناسبة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد تواجد تنظيم حزب العمال التركي الكردي في تلك المناطق.