اسطنبول: أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الثلاثاء في اتّصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عن "بالغ حزنه" إزاء أعمال العنف في الحرم القدسي، محذّراً من "التهديدات التي تطال الوضع القانوني والمعنوي" للمسجد الأقصى.

ويأتي موقف الرئيس التركي بعدما أوقعت صدامات بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية 170 جريحاً غالبيتهم من المتظاهرين الفلسطينيين.

وتشهد القدس أعمال العنف هذه بعد نحو عام على توترات مماثلة أشعلت فتيل نزاع مسلّح استمرّ 11 يوما بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.

والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

وأدّت أعمال العنف التي سجّلت في نهاية الأسبوع إلى تصعيد التوترات، وقد شنّت إسرائيل الثلاثاء أولى غاراتها على قطاع غزة منذ أشهر رداً على إطلاق صاروخ من القطاع باتّجاه أراضي الدولة العبرية.

وأعلن إردوغان في حسابه الرسمي على تويتر أنّه أبلغ هرتسوغ بـ"بالغ حزنه" من جراء "اقتحام مجموعات إسرائيلية متطرفة المسجد الأقصى خلال صلاة الفجر في اليومين الماضيين"، مشدّداً على أنّ هذا الأمر "أدّى إلى انتشار التوتر باتجاه غزة"، وفق ما أوردت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية.

ردود فعل محقة

وتابع الرئيس التركي "بينما يجب أن نعيش الأعياد في أجواء احتفالية، فإنّ هذه المشاهد التي نراها كلّ عام بسبب بعض المتطرفين، تجرح قلوبنا وتدفع العالم الإسلامي إلى ردود فعل محقّة".

وأكّد الرئيس التركي لنظيره الإسرائيلي على "أهمية عدم السماح بالأعمال الاستفزازية والتهديدات التي تطال الوضع القانوني والمعنوي للمسجد الأقصى، في هذه الفترة الحسّاسة".

وجدّد إردوغان دعوته جميع الأطراف إلى "بذل قصارى جهدهم" للحفاظ على روحانية وقدسية هذا المكان في هذه الأيام المباركة، وفق الوكالة التركية.

ونقلت عنه الوكالة تأكيده أنّ تركيا ستواصل العمل من أجل ضمان السلام والاستقرار بالمنطقة في شتّى الظروف.

وكانت إسرائيل وتركيا أعلنتا فتح حقبة جيدة من العلاقات بينهما بعد مرور عقد ونيّف على قطيعة دبلوماسية بين البلدين، وذلك في أعقاب زيارة تاريخية أجراها هرتسوغ إلى أنقرة في آذار/مارس.

وسبق أن وجّه إردوغان الذي يطرح نفسه مدافعاً عن القضية الفلسطينية، انتقادات للسياسات التي تنتهجها إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

وأبقت تركيا على علاقاتها مع حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007.