كابول: قُتل 16 شخصاً على الأقلّ وأصيب العشرات في تفجيرين وقعا في أفغانستان الخميس، تبنّاهما تنظيم الدولة الإسلامية بعد يومين على هجوم استهدف مدرسة في حي شيعي من كابول.

وقتل 12 شخصاً في تفجير استهدف مسجداً شيعياً في مدينة مزار الشريف في شمال البلاد ظهراً، وفق ما قال المتحدّث باسم هيئة الصحة في ولاية بلخ أحمد ضياء زنداني. وأضاف أن 58 شخصاً أصيبوا بجروح بينهم 32 في حال الخطر.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور مروّعة لضحايا أثناء نقلهم إلى المستشفى من مسجد "سه دكان" في مزار الشريف في شمال البلاد.

وقال زنداني "وصل أهالي الضحايا إلى مستشفيات المدينة بحثاً عن أقاربهم. كما حضر كثير من السكان للتبرع بالدم".

وسارع تنظيم الدولة الإسلامية إلى تبنّي التفجير. وقالت "ولاية خراسان في الدولة الإسلامية"، الفرع المحلّي للتنظيم الجهادي، في بيان تناقلته حسابات جهادية على تلغرام إنّ عناصرها "تمكّنوا من إدخال حقيبة مفخخة" داخل المسجد وبعد اكتظاظه "جرى تفجير الحقيبة عن بُعد".


مسجد "سه دكان" في مزار الشريف في شمال أفغانستان كما بدا من الخارج بعد تفجير استهدفه في 21 أبريل 2022

وفي ولاية قندوز قُتل أربعة أشخاص على الأقلّ وأصيب 18 آخرون في تفجير دراجة مفخخة.

وقال المتحدّث باسم شرطة الولاية عبيد الله عبيدي لفرانس برس إنّ الانفجار نجم عن دراجة مفخخة واستهدف سيارة تقلّ ميكانيكيين يعملون في وحدة عسكرية تابعة لطالبان.

كما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مساء الخميس مسؤوليته عن هذا الهجوم، لكنه قال إن مقاتليه فجروا عبوة ناسفة في حافلة تقل موظفين من مطار قندوز.

وتوعدت طالبان بمعاقبة المسؤولين عن هذه الهجمات. وقال المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد على تويتر "قوات الإمارة الإسلامية لديها خبرة جيدة في القضاء على العناصر الشريرة وقريبا سيتم العثور على مرتكبي هذه الجرائم ومعاقبتهم بقسوة".

وتحسّن الوضع الأمني في أفغانستان إلى حد كبير منذ استعادت حركة طالبان السلطة في آب/أغسطس مع انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد بعد حرب استمرّت عشرين سنة. لكنّ البلاد ما زالت تشهد هجمات يعلن أحياناً تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان، مسؤوليته عنها.

عداء ديني

والثلاثاء قتل ستة أشخاص في انفجار عبوتين منزليتي الصنع استهدفتا بفارق زمني ضئيل مدرسة للبنين في دشت برشي، الحيّ الواقع غرب العاصمة والذي يقطنه بشكل أساسي أفراد من الهزارة. ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن هذا الهجوم.

وكانت حركة طالبان نفسها هاجمت في الماضي الشيعة الأفغان الهزارة الذين يمثلون بين 10 و20 بالمئة من سكان أفغانستان البالغ عددهم نحو أربعين مليون نسمة.

وقال أحد الأعيان الشيعة محمد محقق لفرانس برس "هناك عداء ديني وعرقي تجاه الشيعة وخاصة الهزارة" الذين يتميزون بملامح سكان آسيا الوسطى.

كتب مقرر الأمم المتحدة الخاص لحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت على تويتر قائلاً "هجمات منهجية تستهدف المدارس والمساجد المزدحمة. أدعو إلى إجراء تحقيق فوري وإلى المساءلة ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان هذه".

من جهته قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس الخميس إن الولايات المتحدة تدين الهجمات "بأشد العبارات". وأعرب عن دعم الولايات المتحدة للحرية الدينية، قائلاً إنه "قلق جداً للزيادة الأخيرة في العنف بأفغانستان"، داعياً إلى وضع حد لها.

وتحاول طالبان التقليل من خطر التنظيم الجهادي، وكثّفت مداهماتها الأمنية واعتقلت مئات المتّهمين بالانتماء إليه. وتؤكّد الحركة أنها هزمت التنظيم، لكنّ محلّلين يعتقدون أنّه ما زال يشكّل التحدّي الأمني الرئيس للسلطات الأفغانية الجديدة.

والتنظيم متهم بتنفيذ بعض من أكثر الهجمات دموية في أفغانستان في السنوات الأخيرة.

سلسلة انفجارات

في أيار/مايو 2021 ، وقعت سلسلة انفجارات أمام مدرسة للبنات في ذات الحي الشيعي في كابول الذي استهدف الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل 85 شخصًا معظمهم طالبات مرحلة ثانوية وإصابة أكثر من 300.

انفجرت أولاً سيارة مفخخة أمام المدرسة ثم قنبلتان أخريان بينما هرعت الطالبات إلى الخارج. ويشتبه في أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم في تشرين الأول/أكتوبر 2020 على مركز تعليمي (24 قتيلاً) في المنطقة نفسها، نفّذ هذا الهجوم.

في الحي نفسه في أيار/مايو 2020، هاجمت مجموعة من المسلحين مستشفى توليد تدعمه منظمة أطباء بلا حدود، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا بينهم 16 أمًا بعضهن على وشك الولادة. لم تتبن أي جهة مسؤولية الهجوم، لكن الولايات المتحدة اتهمت تنظيم الدولة الإسلامية بالوقوف وراءه.