ايلاف من لندن: في موقف يؤكد حياد العراق في الحرب الروسية الاوكرانية، أعلن العراق الخميس رفضه للعقوبات الاقتصادية على موسكو ومعارضته لحربها على أوكرانيا .

وخلال اجتماع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في بغداد اليوم مع وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي الهولنديَّة ليشيا سرينيماخر فقد تم بحث آخر التطورات الراهنة على الساحات العراقيَّة والإقليميَّة والدوليَّة والمواضيع ذات الإهتمام المُشترَك.

كما ناقشا آخر تطورات الحرب الروسيَّة-الأوكرانيَّة حيث أكّد الوزير العراقي ان بلاده ومن حيث المبدأ ، تعارض فرض حصار وعقوبات اقتصاديَّة على أي شعب، وكذلك ومن نفس المنطلق لا تؤيد الاعتداء من قبل دولة ضد أخرى في اشارة الى العقوبات الاوروبية على روسيا وحرب هذه الاخيرة على اوكرانيا.

ونوه الوزير العراقي الى ان الشعب العراقيّ قد عانى الكثيربسبب ويلات الحروب، وعليه فإنَّ العراق ضد الحروب وسياسة فرض الحصار الاقتصاديّ لأنه يستهدف الشعوب، وإنَّ الإستمرار في الحرب في أوكرانيا سيؤدي إلى كوارث إنسانيَّة أخرى ومنها تهديد الأمن الغذائيّ في الكثير من البلدان سيما في المجتمعات المُستهلكة والدول غير النفطية.

تفعيل عمل اللجنة العراقية الهولندية المشتركة

وأكّد وزير الخارجية العراقي حرص بلاده على "تعزيز آليّات التعاون الثنائيّ على مُختلَفِ المُستويات بما يُحقق المصالح المُشترَكة للشعبين الصديقين، لاسيما تفعيل اللجنة العراقيَّة-الهولنديَّة المُشترَكة وبما ينعكس على قطاعات الاستثمار والتنميّة والتعاون".. مُشِيراً إلى أنَّ الدعم الذي قدّمه الجانب الهولنديّ إلى العراق يُظهِر المُستوى المُتميّز للعلاقات بين البلدين في مجال الزراعة والارواء وجميع المجالات الأخرى" كما نقل عنه بيان صحافي للمكتب الاعلامي لوزارته تابعته "ايلاف".

مشاركة هولندا في اعادة اعمار العراق

وأكّد الوزير حسين سعيَّ العراق إلى إقامة أفضل العلاقات، وأهميَّة تحقيق الشراكة بين العراق وهولندا، واستمرار التعاون في قطاعات التدريب، والتجارة، والزراعة.. مُبيِّناً أنَّ العراق بيئة خصبة للاستثمار لما يتمتـَّع به من ثروات كثيرة، داعياً إلى ضرورة مُشارَكة هولندا في إعادة إعمار البُنى التحتيّة، والإفادة من خبراتها في مجال إدارة الموارد المائيَّة.

هولندا ودعمها للعراق في محاربة داعش

وأشار الوزير العراقي الى جُهُود الحكومة العراقيَّة في مكافحة الإرهاب؛ والقضاء على هذه الظاهرة من جُذورها التي شكلت تهديداً للعراق وباقي دول المنطقة، مُشيداً بما قدّمته هولندا من دعم للعراق في مُحاربة تنظيم داعش الإرهابيّ، وكذلك الدعم التدريبيّ للقوات العسكريَّة والأمنيَّة العراقيَّة.
وأكد على ضرورة التعاون والتنسيق في مجال حقوق الإنسان، مُشيراً إلى التزام الحكومة العراقيَّة بمعايير حقوق الإنسان وسعيها للتعاون مع المجتمع الدوليّ في هذا المجال.

حوار الهجرة مع الأوروبيين

وأستعرض الوزير جُهُود الحكومة العراقيَّة في التعامل مع مسألة الهجرة، و الإجراءات التي أتخذتها من أجل إعادة العراقيين العالقين على حدود عدد من دول الإتحاد الأوروبيّ مثل بيلاروسيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، عبر رحلات خاصة نظمتها الخطوط الجويَّة العراقيَّة، مُؤكَّداً على أهميَّة إستمرار حوار الهجرة القائم مع الجانب الأوروبيّ، ودعم برامج تشجيع العودة الطوعيَّة للّاجئين العراقيين في الدول الأوروبيَّة من خلال إعداد برامج خاصة لتأهيل هذه الشريحة.
كما قدم الوزير إيجازاً بما قامت به الحكومة العراقيَّة من خطوات لمُكافحة شبكات التهريب وتكاتف الجهات الوطنيَّة لزيادة الوعيّ المجتمعيّ وتوضيح مساوئ الهجرة وعواقبها.
من جانبها شددت وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي الهولنديَّة على أهميَّة العراق كدولة مُحورية في الشرق الأوسط، مُشيدةً بدوره في مكافحة الإرهاب واستقرار المنطقة.. مؤكدة استعداد بلادها الدائم لدعم العراق على جميع الصُعد مُشيدةً بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقيَّة لحل مشكلة اللاجئين وإعادتهم من بلاروسيا.

تعاون في مجالات الطاقة والتعليم والزراعة

يشار الى ان العراق وهولندا قد اجريا أواخر عام 2020 الجولة الثانية من المشاورات السياسية بينهما خلال إجتماع افتراضي شارك فيه دبلوماسيون من البلدين حيث تم بحث الدعم الهولندي للعراق عسكرياً ولوجستياً للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي وعمل الشركات الهولندية في العراق ومنها شركة "شل" في قطاع استخراج النفط وشركات توسيع قدرات خزن وتصدير النفط، اضافة الى الدعم الذي تقدمه هولندا الى العراق لتطوير نظم الإدارة الأمثل للمياه والتقنيات الزراعية وتطوير قطاع التعليم العالي.

وبحث الجانبان عدداً من القضايا السياسية ومنها موضوع عودة العراقيين المتواجدين في هولندا ممن لم تُقبل طلباتهم للجوء أو الهجرة والبالغ عددهم 523 عراقيا إذ بيّن الوفد العراقي ان الحكومة مع العودة الطوعية لهؤلاء وإن سفارة العراق في لاهاي وباقي السفارات تعمل على تقديم ما أمكن من التسهيلات بعد التأكد من رعوية الاشخاص ورغبتهم بالعودة.

وفي مجال تسهيل عودة النازحين الى مناطق سكناهم اكد الجانب الهولندي أن المنظمات غير الحكومية العاملة في العراق وبعضها هولندية مستعدة لدعم اجراءات الحكومة في هذا الشأن.
كما ناقش الطرفان عدداً آخر من المواضيع المقترحة التي من شأنها تمتين العلاقة بين البلدين لا سيما إتفاقية منع الإزدواج الضريبي التي ينوي العراق إقرارها وفتح رحلات جوية مباشرة بين البلدين .