كييف (أوكرانيا): خرج عشرون مدنيا السبت من مجمع آزوفستال حيث تتحصن آخر القوات الأوكرانية في ميناء ماريوبول على البحر الأسود، على أن يتجّهوا إلى زابوريجيا، حسبما أعلنت كتيبة آزوف التي تؤمن حماية الموقع.

وقال نائب قائد كتيبة آزوف سفياتوسلاف بالامار "نُقل عشرون مدنيًا هم نساء واطفال... إلى مكان مناسب ونأمل أن يتم إجلاؤهم إلى زابوريجيا الواقعة في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا".

في وقت سابق السبت، أفاد مراسل وكالة أنباء تاس الروسية في المدينة أن 25 مدنيا بينهم ستة أطفال تقل أعمارهم عن 14 عاما غادروا المجمع الصناعي.

وأضاف بالامار "قصفت مدفعية العدو الموقع طوال الليل".

وتابع أن "وقف إطلاق النار الذي كان ينبغي أن يبدأ في السادسة صباحا (03,00 ت غ) لم يبدأ حتى 11,00 صباحا. منذ ذلك الحين، احترمه الجانبان".

وأكد المسؤول العسكري أن "قافلة الإجلاء التي كنا نتوقعها الساعة السادسة صباحا وصلت فقط في الساعة 18,25 بعد الظهر".

وأوضح سفياتوسلاف بالامار أن "كتيبة آزوف تواصل إزالة الأنقاض لإخراج المدنيين... نأمل أن يستمر هذا الإجراء حتى نتمكن من إجلاء جميع المدنيين".

لم تنجح أي محاولة إجلاء من آزوفستال حتى الآن.

ولفت بالامار إلى أنهم لا يحاولون في الوقت الحالي إجلاء الجرحى لتلقي العلاج في الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.

لا يزال مئات من المقاتلين والمدنيين الأوكرانيين يحتمون في شبكة أنفاق تعود إلى الحقبة السوفياتية، ويتطلب وضع كثيرين منهم عناية طبية.

سمع فريق وكالة فرانس برس أثناء جولة صحافية في ماريوبول نظمها الجيش الروسي الجمعة قصفا مكثفا في موقع آزوفستال من الصباح حتى منتصف بعد الظهر.

وفي فترة ما بعد الظهر، كانت أصوات الانفجارات متباعدة ثوانٍ فقط وبدا بعضها قويا جدا.

تُظهر أحدث صور الأقمار الاصطناعية لشركة "ماكسار تكنولوجيز" التقطت الجمعة، دمارا في كل مباني مجمع مصانع الصلب تقريبا.

وظهرت آثار قصف في أسطح بعض المباني فيما انهارت أخرى بالكامل، وتحول بعضها الآخر إلى أنقاض.

من جانبها، قالت ممثلة الأمم المتحدة في أوكرانيا أوسنات لوبراني في وقت سابق هذا الأسبوع إنها ستتوجه إلى مدينة زابوريجيا بوسط البلاد للتحضير لعملية إجلاء "مأمولة".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس خلال زيارة إلى كييف إن منظمته تبذل قصارى جهدها لضمان إجلاء المدنيين من ماريوبول.

وأعلنت روسيا الأسبوع الماضي أنها باتت تسيطر بشكل كامل على المدينة الساحلية الاستراتيجية، باستثناء منطقة آزوفستال الصناعية الواسعة.

وقد حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارا من أن تصفية المقاتلين في آزوفستال ستؤدي إلى وقف محادثات السلام مع روسيا.