مانيلا: تبادل المرشحان المتنافسان في الانتخابات الرئاسية في الفيليبين اتهامات بالخداع والتزوير، الجمعة في المرحلة الأخيرة من حملة شرسة يتوقع أن تأتي بنجل الدكتاتور السابق فرديناند ماركوس إلى السلطة.

بعد أشهر من حملة اتسمت بالتضليل الإعلامي ومساع للتستر على الماضي العنيف للفيليبين، تراشق الخصمان فرديناند ماركوس جونيور وليني روبريدو اتهامات باللجوء إلى أساليب خداع.

تتوقع الاستطلاعات أن يحقق ماركوس جونيور، نجل الرئيس الراحل وزوجته إيميلدا ماركوس، فوزا كاسحا في الانتخابات المرتقبة الإثنين.

دعت حملة ماركوس الجمعة المناصرين إلى "حماية أصواتهم" من محاولات لم تحددها لتزوير الاقتراع.

قال ماركوس جونيور "لقد حققنا الفوز بالفعل" مضيفا "احرصوا فحسب على حماية الأصوات الإثنين (لا تناموا) ندرك جميعاً أنه عندما ننام، تحصل الكثير من الأمور غير المرغوب بها".

اتهمت حملة ماركوس المرشحة روبريدو بأنها "مؤذية ومثيرة للانقسامات والخلافات" وبأنها "ارتبطت" بمجموعات سياسية غامضة.

محاربة الشائعات

خاضت روبريدو حملتها على وعد بمكافحة الفساد السياسي المستشري في الفيليبين. وجذبت المحامية نائبة الرئيس حالياً والبالغة 57 عاماً، دعماً قوياً من شبان فيليبينيين تقدميين.


المرشحة للانتخابات الرئاسية في الفيليبين ليني روبريدو خلال مهرجان انتخابي في بورونغان بمقاطعة سامار الشرقية في 29 مارس 2022

ورغم تدني شعبيتها في استطلاعات الرأي، فإن قلة من الفيليبيين مستعدون لاستبعاد حظوظها تماماً، وسط شائعات تشكك بدقة الاستطلاعات التي تشير إلى حصولها على 23 بالمئة من الأصوات مقابل 56 بالمئة لماركوس.

وتحركت حملتها قضائياً الجمعة لمحاربة شائعات يحتمل أن تكون مؤذية عن تحالفها مع الحزب الشيوعي.

وبرزت اتهامات في وسائل إعلام متحالفة مع ماركوس، عن أن مؤسس الحزب الشيوعي جوزيه ماريا سيسون المقيم في المنفى في هولندا يقم المشورة لحملتها.

وفي شكوى قضائية رفعت لدى مكتب المدعي العام قال المتحدث باسم روبريدو إن الاتهامات "مفبركة" و"كاذبة".

وقال باري غوتييريش للصحافيين إن "الأمر لا يتعلق بمدون فيديوهات، أو بنشر أحد المؤثرين انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. المسألة تتعلق بوسائل إعلام لها وزنها".

غياب الأدلة

رغم غياب أي دليل انتشرت الاتهامات على نطاق واسع على موقع فيسبوك، الذي يحظى بشعبية كبيرة في الفيليبين، وحصلت على آلاف التفاعلات.

وانتشرت خلال الحملة الانتخابية معلومات مضللة تسعى لتشويه سمعة روبريدو باعتبارها حمقاء أو غير ودودة بل حتى شيوعية.

شن متمردون شيوعيون لعقود عمليات تمرد في الفيليبين.

واتُهم كثيرون بالتعاطف مع الشيوعيين، خلال حكم الرئيس الحالي رودريغو دوتيرتي ما نجم عنه وفاة العديد من النشطاء والصحافيين والمحامين.

ردت روبريدو الجمعة متهمة ماركوس جونيور بـ"الكذب".

وقالت للصحافيين في مدينة سورسوغون (وسط) "اشفق على الفيليبينين الذين خُدعوا به".

تذكر الاتهامات ضد روبريدو بأساليب فرديناند ماركوس الراحل المتمثلة في تشويه سمعة الأعداء، وتبرير حكمه الدكتاتوري والحفاظ على دعم الولايات المتحدة في الحرب الباردة من خلال إثارة شبح "خطر أحمر" يلوح في الأفق عازما على السيطرة على البلاد.

الحملات الانتخابية

خلال معظم فترة الحملة تجنب ماركوس جونيور الإعلانات السياسية المفصلة، وطرح نفسه على أنه الوحيد المؤهل لـ"توحيد" الأمة.

وصور عهد والده على أنه عصر ذهبي على الرغم مما شهده من انتهاكات لحقوق الإنسان على نطاق واسع، وتفش للفساد وازدراء دولي وانهيار لاقتصاد الفيليبين.

وبعيداً عن الأضواء بنى ائتلافاً قوياً من العائلات الحاكمة قادرة على حشد أعداد كبيرة من الأصوات.

والمرشحة لمنصب نائبته هي سارة دوتيرتي، ابنة الرئيس المنتهية ولايته والذي يحظى بتأييد قوي في الداخل على خلفية نهجه السياسي المتشدد وحربه الدامية على المخدرات والتي أوقعت بحسب مجموعات حقوقية عشرات آلاف القتلى في إعدامات خارج القانون.

وعدت حملة ماركوس ودوتيرتي الجمعة بإعادة فتح الاقتصاد بعد تدابير الاغلاق المرتبطة بجائحة كوفيد والاستثمار في البنى التحتية، ومواصلة حملة رودريغو دوتيرتي "لمكافحة المخدرات غير القانونية والجرائم"، وهو ما تجري المحكمة الجنائية الدولية بشأنه تحقيقاً.

غير أن احتمال وصول ماركوس إلى السلطة أثار قلق مجموعات حقوقية ومسؤولي الكنيسة الكاثوليكية الذين يشككون في التزامه بالديموقراطية ويخشون أن تُضعف إدارته ضوابط الحكم وتفاقِم الفساد.

وسيعقد المرشحان المتنافسان مهرجانين كبيرين في مانيلا السبت في اليوم الأخير للحملة، يتوقع أن يجذبا مئات آلاف الأشخاص من المعسكرين تفصل بينهم بضعة كيلومترات.