قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موسكو تعتقد أن بإمكانها أن ترتكب جرائم حرب، متمتعة بالحصانة بسبب مكانتها كقوة نووية.

وقال الزعيم الأوكراني في خطاب أمام مركز الأبحاث البريطاني "تشاتام هاوس" إن "الروس لا يعتقدون أن بالإمكان محاسبتهم على جرائم الحرب لأنهم يتمتعون بنفوذ الدولة النووية."

وعندما سُئل عن الوضع في ماريوبول، قال زيلينسكي: "هذا ليس حدثاً عسكرياً" وإنما "تعذيباً مع تجويع".

وألقى باللائمة في ما وصفه بـ "الموقف الوحشي" للجيش الروسي في ماريوبول على عقود من الدعاية المناهضة لأوكرانيا.

وقال: "ستكون هناك محكمة عسكرية بشأن عمليات القتل وحالات الوفاة والتعذيب. لكن لماذا هذه القسوة؟ ذلك عمل الجهاز الإعلامي الذي طور هذه الكراهية وفاقمها إلى درجة كبيرة قبل اندلاع الحرب الكاملة".

وفي ماريوبول، زعم مقاتلون أوكرانيون من كتيبة آزوف، في منشور لهم على تطبيق تليغرام للتواصل الاجتماعي، أن القوات الروسية ضربت سيارة باستخدام سلاح موجه مضاد للدروع خلال وقف إطلاق النار من أجل إجلاء المدنيين من مجمع أزوفستال للصلب المحاصر.

وقالوا إن السيارة كانت متجهة نحو مدنيين من أجل إجلائهم من المجمع.

وقالت كتيبة آزوف إن مقاتلاً قضى وستة جرحوا من جراء القصف.

إجلاء 500 مدني

وأعلن مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندري يرماك، اليوم الجمعة أن نحو 500 مدني تم إجلاؤهم من مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المدمرة ومصنع أزوفستال للحديد والصلب المحاصر منذ بدء عمليات الإجلاء التي تنفذها الأمم المتحدة.

وقال يرماك على تلغرام "تمكنا من إجلاء نحو 500 مدني".

وتابع أن كييف "ستفعل كل ما بوسعها لإنقاذ المدنيين والعسكريين" العالقين في المدينة المنكوبة، مضيفا أن عمليات الإجلاء ستستمر.

وكانت الأمم المتحدة قالت إنه من المقرر إجراء عملية ثالثة لإجلاء مدنيين من مدينة ماريوبول اليوم الجمعة، وسط أنباء عن ارتفاع وتيرة القتال من أجل السيطرة على مصنع الصلب.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشوك، في وقت سابق إن عمليات الإجلاء من ماريوبول، التي تجري اليوم، ستركز على أولئك الذين ما زالوا عالقين داخل مصنع الصلب في أزوفستال.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن فيريشوك القول: "اليوم سنركز بدقة على آزوفستال، العملية بدأت ونصلي من أجل نجاحها".

وكانت فيريشوك قد قالت، أمس الخميس، إن عملية الإجلاء ستتم من ماريوبول إلى مدينة زاباروجيا الواقعة جنوبي وسط أوكرانيا على ضفاف نهر الدنيبر.

مدنيون تم إجلاؤهم من ماريوبول خلال الأيام القليلة الماضية
Getty Images
الأمم المتحدة تقول إن المدنيين الذين تم إجلاؤهم من مجمع الصلب في ماريوبول يعانون من صدمات نفسية حادة.

"صدمات نفسية حادة"

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن العديد من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من مدينة ماريوبول يعانون من "صدمات نفسية حادة".

وفي حديث لبي بي سي، أضاف دوجاريك أن الكثير من المدنيين المحاصرين كانوا يعيشون في "ظروف مروعة"، وأنهم كانوا محبوسين في معظم الأوقات في أنفاق وبحوزتهم القليل من الطعام والماء، كما حرموا من ضوء الشمس لفترة طويلة.

وفي إشارة إلى مخرجات زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى موسكو، قال دوجاريك إنه "ليس ثمة أمل في وقف الأعمال العدائية بشكل كامل قريبا".

من جهته، قال ميخائيلو فيرشينين، وهو أحد المقاتلين الأوكرانيين المدافعين عن مجمع أزوفستال للصلب في ماريوبول، لبي بي سي، إن "الوضع في مصنع الصلب حرج الآن. لقد كان حرجاً منذ وقت طويل، والآن يزداد سوءاً".

وأضاف قائلاً: "طوال يومين، تقوم القوات الروسية باقتحام المجمع، وترد المدافعين إلى الوراء بإسناد من الطيران والمدفعية والأسلحة الثقيلة. وهناك خسائر بالأرواح والمزيد من الجرحى. ولم نتمكن من إخراج الأشخاص المصابين".

وتابع فيرشينين: "إن الموضوع الرئيسي هو أنه لا يزال لدينا مدنيون في الملاجئ داخل المصنع".

وختم بالقول: "قُتل مدنيان مؤخراً، بعد قصف عنيف جداً لمجمع أزوفستال، وأعتقد جرح عشرة. الآن ليست لدينا معلومات حول عدد من قتلوا من المدنيين لأننا لا نستطيع المغادرة والذهاب إلى التحصينات التي يحتمون فيها".

ولا تستطيع البي بي سي التحقق من صحة هذه الرواية من مصادر مستقلة. فمن الصعب جداً معرفة ما يجري بالتحديد داخل ماريوبول، في ظل إعطاء الطرفين معلومات متضاربة.

ويُعتقد بأنه لا يزال نحو 200 مدني- من بينهم 20 طفلاً على الأقل- عالقين في مستحكمات تحت الأرض داخل مجمع الصلب.