كولومبو: عيّنت سريلانكا السبت أول وزراء حكومة "وحدة" مكلفة إنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية العميقة لكنها لا تحظى بدعم المعارضة.

يحاول رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغه المعين الخميس، تشكيل ائتلاف متعدد الحزب يمكن أن يبدأ بإصلاح الأوضاع المالية المتدهورة في الجزيرة.

لكن أحزاب المعارضة اعتبرت أن تعيينه غير شرعي وطالب بعض النواب بإجراء انتخابات جديدة.

دفع ذلك ويكريميسينغه للاعتماد على دعم النواب المتحالفين مع الرئيس غوتابايا راجاباكسا الذي يحمله كثر مسؤولية الأزمة التي أوصلت اقتصاد البلاد إلى حافة الانهيار.

وأعلن مكتب راجاباكسا السبت تعيين أربعة وزراء بينهم غامينى بيريس الذي عاد إلى وزارة الخارجية بعد أيام فقط من مغادرتها اثر حلّ الحكومة السابقة.

بيريس والوزراء الثلاثة الآخرون أعضاء في حزب سريلانكا بودوجانا بيرامونا الذي يتزعمه راجاباكسا.

ولا تزال حقيبة المالية المهمة للغاية شاغرة في وقت تجري سريلانكا مفاوضات مع صندوق النقد الدولي بشأن خطة إنقاذ.

ورفض أكبر أحزاب المعارضة ساماغي جانا بالاوغايا وأربعة أحزاب أخرى دعم الحكومة ما دام راجاباكسا رئيسا.

وتنظم منذ أسابيع تظاهرات حاشدة ضد الرئيس الذي يتهمه خصومه بسوء إدارة البلاد والفساد.

ولا يزال المئات معتصمين خارج مكتبه المطل على البحر في العاصمة كولومبو مطالبين بتنحيه.

واستقال شقيق الرئيس الأكبر ماهيندا راجاباكسا من منصبه كرئيس للوزراء الاثنين بعد أن هاجم أنصاره متظاهرين سلميين.

قُتل ما لا يقل عن تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 200 في المواجهات التي تلت ذلك، وقد أضرمت حشود غاضبة النيران في منازل عشرات الشخصيات الموالية لراجاباكسا.

ومنعت مذاك محكمة ماهيندا من مغادرة البلاد، وقد لجأ إلى قاعدة ترينكومالي البحرية في شرق سريلانكا.

واستعادت قوات الأمن النظام وفُرض حظر تجول على مستوى البلاد معظم أيام الأسبوع.

وصرح رانيل ويكريميسينغه للصحافيين بعيد توليه منصبه بأن البلاد تمر بأسوأ أزمة على الإطلاق.

وتعاني سريلانكا منذ شهور نقصا حادا في الغذاء والوقود والأدوية، وهو وضع قال ويكريميسينغه إنه سيزداد سوءا.