ايلاف من لندن: اعلن مسؤول ايراني رفيع الثلاثاء ان وزير الخارجية السعودي والايراني سيجتمعان في بغداد في القريب العاجل لبحث علاقات بلديهما واعادة افتتاح سفارتيهما ومناقشة الازمة اليمنية.

وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جواد قدّوسي ان الجولة السادسة من الحوارات الايرانية السعودية ستُعقد في العاصمة العراقية بغداد في القريب العاجل وسيشارك في المحادثات كل من وزير الخارجية الايراني حسين أميرعبداللهيان ونظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان.

افتتاح سفارتي البلدين في الرياض وطهران

أوضح قدوسي في تصريح نقله الاعلام الايراني وتابعته "ايلاف" ان اللقاء المرتقب لوزيري الخارجية الايراني والسعودي في بغداد سيبحث العلاقات الثنائية واعادة افتتاح سفارتي البلدين والازمة اليمنية.

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أكد في الثاني عشر من الشهر الحالي خلال اجتماع في مدينة مراكش المغربية مع نظيره السعودي الأمير بن فرحان أنَّ الحكومة العراقيَّة ستعمل بكل جُهُدها وتستثمر جميع علاقاتها من أجل خلق فرصة مُناسبة للتفاهمات بين طهران والرياض.

وناقش الوزيران "العلاقات الثنائيَّة بين السعوديّة والجُمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وتحسنها في مجالات معينة".. اذ أكّد الجانبان على ضرورة إستمرار المباحثات التي بدأت في بغداد، والدفع بالحلول السلميّة التي من شأنها تحقيق الأمن، والاستقرار ودفع مسيرة التعاون بما يُحقق طموحات السلام، والتنمية كما قال بيان صحافي للخارجية العراقية.

يشار الى ان السعودية وايران قد استأنفا اواخر نيسان ابريل الماضي جلسات الحوار بينهما في بغداد بعد توقف لأشهر وفق ما أفاد مسؤول حكومي عراقي وذلك مع عقد لقاء بين ممثلين للخصمين الإقليميين ضمن الجهود الهادفة لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما منذ مطلع عام 2016 إلا أن البلدين أجريا خلال العام الماضي أربعة لقاءات حوارية بهدف تحسين العلاقات، استضافها العراق بتسهيل من رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي.
وضمت جلسة الحوار ممثلين لأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية ورئاسة الاستخبارات السعودية. وقال مصدر ايراني ان اللقاء جرى في "جو إيجابي" ما يدفع إلى "تفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية".
ويعود اللقاء الأخير بين الجانبين إلى ايلول سبتمبر عام 2021 وكان من المتوقع أن تعقد جلسة خامسة في آذار مارس الماضي إلا أن تقارير صحافية تحدثت في حينه عن "تعليق" الحوار .
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في كانون الثاني يناير عام 2016 بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل ايرانيين متشددين.

حوارات بتسهيل من الكاظمي
وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في نيسان أبريل عام 2021 بتسهيل من الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين اللذين يعدان أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.
كذلك تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد رحّب في آذار مارس الماضي بتصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران معتبرا أنها تظهر "رغبة" الرياض باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

السفير الايراني الجديد في العراق قدم أوراق اعتماده
وبالتزامن مع ذلك فقد قدم السفير الايراني الجديد في بغداد محمد كاظم آل صادق اوراق اعتماده رسميا اليوم الى الرئيس العراقي برهم صالح مبتدءا مهمهته الدبلوماسية الحساسة في هذا البلد.
وكان السفير قد وصل الى بغداد في العاشر من الشهر الحالي مؤكدا في تصريحات تابعتها "ايلاف" أنه سيعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين علي جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.. مشددا بالقول "أشعر بانني في بلدي الثاني العراق".
وبعد وصوله الى مطار بغداد الدولي وفي الطريق الى مبنى السفارة الايرانية توقف آل صادق عند جدارية موقع اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليمان ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس بطائرة أميركية مسيرة مطلع عام 2020 حيث قرأ سورة الفاتحة على روحهما ووضع اكليلا من الزهور.
وكانت وزارة الخارجية الايرانية قد اعلنت في 11 نيسان ابريل الماضي عن تعيين سفير جديد لها في العراق هو آل صادق أحد المتنفذين في الحرس الثوري والنائب الاول للسفير السابق ايرج مسجدي.
وابلغ مصدر عراقي "ايلاف" ان السفير الجديد آل صادق له علاقات واسعة ومؤثرة مع قادة القوى الشيعية العراقية وهو ما يؤهله للعب دور في الازمة الحالية التي يعيشها العراق نتيجة الانسداد السياسي الذي يمر به منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي ومنيت فيها القوى الشيعية بخسارة كبيرة وانحسر عدد نوابها في البرلمان الحالي بشكل كبير عما كان عليه في برلمان عام 2018.
يشار الى ان السفارة الايرانية في بغداد تعتبر واحدة من المراكز الايرانية الستراتيجية خارج البلاد وتعيين سفير جديد لها في بغداد يكتسي أهمية كبيرة حيث سيكون الخيار الجديد للجهاز الدبلوماسي الايراني في بغداد لادارة هذه السفارة المهة والحساسة في المنطقة.
معروف ان الغالبية العظمى للسفراء الايرانيين في الخارج وخاصة في الدول القريبة لايران او التي لها مصالح استراتيجية وتسعى لتوسيع نفوذها فيها ينتمون الى الحرس الثوري الايراني الواجهة المخابراتية والعسكرية للسلطات الايرانية.