ايلاف من لندن: قال الكاظمي خلال اجتماع مع سفير ايران الجديد في العراق الاربعاء ان العراق يعمل لتوسيع علاقاته مع طهران لمصلحة شعبيهما الجارين وشعوب المنطقة أجمع.

وخلال استقبال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم السفير الإيراني الجديد لدى العراق محمد كاظم آل صادق والوفد المرافق له فقد شدد على عمق العلاقات بين بلديهما وأهمية توسيع مجالات تعاونهما وتطويرها بما يصبّ في مصالح الشعبين الجارين وشعوب المنطقة أجمع.

وعبّر الكاظمي عن تمنياته بالنجاح للسفير الإيراني في مهامه الجديدة.. مؤكدا على أهمية العمل الدبلوماسي في تطبيق الرؤى المشتركة التي تخدم البلدين والمنطقة" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

من جانبه، ثمن السفير الإيراني جهود الكاظمي في تعزيز العلاقات بين البلدين وتطوير سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات والصعد.

وكان السفير قد باشر مهماه الدبلوماسية في بغداد أمس الثلاثاء بتقديم أوراق اعتماده سفيرا جديد لايران في العراق الى الرئيس العراقي برهم صالح بعد اسبوع من وصوله الى بغداد.

قرب احتضان بغداد مفاوضات سعودية ايرانية جديدة

وتأتي مباشرة السفير آل صادق لمهامه الجديدة في العراق في وقت تستعد بغداد خلال ألايام القليلة المبقلة لاحتضان الجولة السادسة من المفاوضات السعودية الايرانية التي ترعاها منذ أشهر.

فقد اعلن اعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جواد قدّوسي أمس الثلاثاء ان الجولة السادسة من الحوارات الايرانية السعودية ستُعقد في العاصمة العراقية في القريب العاجل وسيشارك فيها كل من وزير الخارجية الايراني حسين أميرعبداللهيان ونظيره السعودي الامير فيصل بن فرحان.

افتتاح سفارتي البلدين في الرياض وطهران

وأوضح قدوسي في تصريح نقله الاعلام الايراني وتابعته "ايلاف" ان اللقاء المرتقب لوزيري الخارجية الايراني والسعودي في بغداد سيبحث العلاقات الثنائية واعادة افتتاح سفارتي البلدين والازمة اليمنية.

وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد أكد في الثاني عشر من الشهر الحالي خلال اجتماع في مدينة مراكش المغربية مع نظيره السعودي الأمير بن فرحان أنَّ الحكومة العراقيَّة ستعمل بكل جُهُدها وتستثمر جميع علاقاتها من أجل خلق فرصة مُناسبة للتفاهمات بين طهران والرياض.

وناقش الوزيران "العلاقات الثنائيَّة بين السعوديّة والجُمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وتحسنها في مجالات معينة".. اذ أكّد الجانبان على ضرورة إستمرار المباحثات التي بدأت في بغداد، والدفع بالحلول السلميّة التي من شأنها تحقيق الأمن، والاستقرار ودفع مسيرة التعاون بما يُحقق طموحات السلام، والتنمية كما قال بيان صحافي للخارجية العراقية.

يشار الى ان السعودية وايران قد استأنفا اواخر نيسان ابريل الماضي جلسات الحوار بينهما في بغداد بعد توقف لأشهر وفق ما أفاد مسؤول حكومي عراقي وذلك مع عقد لقاء بين ممثلين للخصمين الإقليميين ضمن الجهود الهادفة لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما منذ مطلع عام 2016 إلا أن البلدين أجريا خلال العام الماضي أربعة لقاءات حوارية بهدف تحسين العلاقات، استضافها العراق.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في كانون الثاني يناير عام 2016 بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل ايرانيين متشددين.

حوارات بتسهيل من الكاظمي

وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في نيسان أبريل عام 2021 بتسهيل من الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين اللذين يعدان أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ"التدخّل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد رحّب في آذار مارس الماضي بتصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران معتبرا أنها تظهر "رغبة" الرياض باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

وابلغ مصدر عراقي "ايلاف" ان السفير الجديد آل صادق له علاقات واسعة ومؤثرة مع قادة القوى الشيعية العراقية وهو ما يؤهله للعب دور في الازمة الحالية التي يعيشها العراق نتيجة الانسداد السياسي الذي يمر به منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي ومنيت فيها القوى الشيعية بخسارة كبيرة وانحسر عدد نوابها في البرلمان الحالي بشكل كبير عما كان عليه في برلمان عام 2018.

يشار الى ان السفارة الايرانية في بغداد تعتبر واحدة من المراكز الايرانية الستراتيجية خارج البلاد وتعيين سفير جديد لها في بغداد يكتسي أهمية كبيرة حيث سيكون الخيار الجديد للجهاز الدبلوماسي الايراني في بغداد لادارة هذه السفارة المهة والحساسة في المنطقة.