ايلاف من لندن : فيما يقوم السفير الاميركي المنتهية مهمته في العراق ماثيو تولر بتوديع القادة العراقيين تمهيدا لمغادرته بغداد فان البلاد تنتظر خليفته خبيرة الارهاب ألينا رومانوفسكي.

ففي لقاءاته التوديعية فقد شدد السفير على عزم بلاده دعم العراق في المجالات كافة لتحقيق أمنه واستقراره ومُواجهة التحديات العالميَّة الحالية وأبرزها مواصلة مُكافحة الإرهاب والتطرف ومعالجة التقلبات الاقتصاديَّة والأزمات الصحيَّة، ومُواجهة التغيرات المناخيَّة الحادة التي تُمثل خطراً يهدد الجميع.

وفيما يُنتظر ان ينهي تولر لقاءاته التوديعية باجتماع مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فقد أثنى الرئيس برهم صالح خلال توديعه له على جهوده خلال فترة عمله من أجل تطوير العلاقات بين البلدين متمنياً له النجاح في مهام عمله المقبلة.

وأشار صالح إلى العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع البلدين "وأهمية العمل على تطويرها وتنميتها في مختلف المجالات وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين" كما قال بيان رئاسي .

من جانبه، أكد السفير التزام الولايات المتحدة بدعم أمن واستقرار العراق وتعزيز العلاقات المشتركة في مختلف المجالات.
ولدى توديع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي للسفير فقد اكد الجانبان اهمية تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين وبما يخدم المصالح المشتركة.

واشار الحلبوسي إلى جهود السفير خلال فترة عمله في العراق في هذا المجال متمنياً له التوفيق في مهامه المقبلة .. فيما أكد تولر على ستمرار بلاده بدعم العراق وفي المجالات كافة لتحقيق الأمن والاستقرار.

مواجهة الارهاب والتقلبات الاقتصادية والمناخية

وخلال توديع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين للسفير اليوم فقد ناقشا "سير العلاقات بين بغداد وواشنطن خلال الفترة الماضيَّة، مُتطلّعين لأن تشهد ارتقاءً نوعيّاً وبما يحقق مصالح الشعبين الصديقين " كما قال بيان للخارجية.

وأكَّد الوزير على ضرورة التعاون الدوليّ والإقليميّ المُشترَك لمُواجهة التحديات العالميَّة الآنية، وأبرزها مواصلة مُكافحة الإرهاب والتطرف، ومعالجة التقلبات الاقتصاديَّة والأزمات الصحيَّة، ومُواجهة التغيرات المناخيَّة الحادة التي تُمثل خطراً يهدد الجميع.

من جانبه، أكـَّد تولر دعم بلاده المُتواصِل للعراق في مُختلِف المجالات خصوصاً في مجال الحرب ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة، والتغيرات المناخيَّة، مُقدِّماً شكره لوزارة الخارجيَّة التي ساهمت في نجاح عمله الدبلوماسيِّ ببغداد.

تشجيع الاستثمار الاميركي مع اقليم كردستان

قبل ذلك، بحث رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني مع تولر في اربيل عاصمة الاقليم الاوضاع السياسية وتشجيع رأس المال الأميركي للاستثمار في العراق وإقليم كردستان.

وقالت الرئاسة الكردستانية ان بارزاني اثنى على جهود السفير الأميركي الذي حضر الى اربيل لتوديع القادة الاكراد في تقوية علاقات العراق وإقليم كردستان مع الولايات المتحدة.

تولر في أربيل مودعًا رئيس اقليم كردستان نجيرفان بارزاني والقادة الاكراد الاخرين، لمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية في العراق

وبحث الجانبان "علاقات العراق وإقليم كردستان مع ألولايات المتحدة وتنمية مجالات التعاون المشترك وتشجيع رأس المال الأميركي للاستثمار في العراق وإقليم كردستان".. كما "سلطا الضوء على أوضاع العراق والمشاكل والتحديات التي تواجه العملية السياسية وجهود تجاوز الوضع الحالي".

من جانبه عبر تولر عن الامتنان لبارزاني وللمؤسسات والجهات المعنية في إقليم كردستان على "تعاونهم وتنسيقهم معه ومع السفارة الأميركية خلال فترة عمله في العراق آملاً الاستمرار في هذا التعاون والتنسيق بين الطرفين".

خبيرة إرهاب

تنتطر بغداد حاليا وصول السفيرة الاميركية الجديدة في العراق "الينا رومانوفسكي" لتخلف السفير ماثيو تولر الذي يتهيأ لمغادرة العراق.

وعملت رومانوفسكي محللة في وكالة المخابرات الاميركية وهي خبيرة في الارهاب وشؤون الشرق الاوسط وقد رشحها الرئيس الاميركي جو بايدن اواخر العام الماضي للعمل سفيرة جديدة فوق العادة في بغداد

وفي التاسع من كانون الاول نوفمبر 2021 اعلن مصدر في البيت الابيض ان رومانوفسكي (57 عاما) ستخلف ماثيو تولر الذي تولى منصبه في العراق في العاشر من حزيران يونيو عام 2019 فيما تشعل هي منصب سفيرة الولايات المتحدة في الكويت منذ عام 2020 وقبلها كانت نائبة المنسق الرئيسي لمكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية.

بالترافق مع الانسحاب الاميركي

ستتولى رومانوفسكي منصبها الجديد في وقت اكملت واشنطن انسحاب قواتها من العراق بنهاية العام الماضي وتحول مهام المتبقي منها من دورها القتالي الى التدريبي والاستشارة منهية بذلك جدلا سياسيا محليا وتهديدات للقوى العراقية الموالية لايران بمواجهة تلك القوات عسكريا في حال عدم تنفيذ الانسحاب المتفق عليه بين البلدين.

وتشير سيرة رومانوفسكي على صفحة سفارة بلادها في الكويت اطلعت عليها "ايلاف" الى انها اكتسبت خبرة في شؤون الشرق الاوسط بعد 40 عاماً من الخدمة في مختلف الوكالات الحكومية الأميركية كما عملت سابقاً في وزارة الخارجية منسقة لمساعدة الولايات المتحدة لأوروبا وأوراسيا كما تولت مهمة نائب مساعد المدير لمكتب الشرق الأوسط في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

السفيرة خريجة جامعات أميركية وأسرائيلية

التحقت رومانوفسكي بوزارة الخارجية الاميركية في عام 2003 لتأسيس مكتب مبادرة الشراكة الشرق أوسطية وشغلت منصب مديره الأول كما تولت مناصب مساعد وزير الخارجية في مكتب التعليم والشؤون الثقافية ونائب مساعد وزير في مكتب شؤون الشرق الأدنى. وتولت أيضا مناصب عليا في وزارة الدفاع حيث شغلت منصب المدير المؤسس لمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني ونائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا في مكتب وزير الدفاع.

كما عملت السفيرة في وقت سابق محللة في وكالة المخابرات المركزية الاميركية وحصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير من جامعة شيكاغو كما درست في جامعة تل ابيب في إسرائيل وهي تتحدث اللغة الفرنسية ودرست العربية والعبرية .. متزوجة من الكابتن البحري ألاميركي المتقاعد "بيل ماتزسليفيتش" ولهما ولدان بالغان.

أول امرأة تعين سفيرة أميركية في بغداد منذ 2003

وتعتبر رومانوفسكي أول امرأة يتم تعيينها سفيرة أميركية في العراق منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 وهي ثاني امراة عينها البيت الابيض في هذا المنصب في العراق منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين بغداد وواشنطن منذ 90 عاما.

اما السفيرة الاميركية الاولى في بغداد فقد كانت "آبريل كاثرين غلاسبي" التي عينت سفيرة في العراق بين عامي 1988 و1990 وهي المرأة التي قيل بانها خدعت رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين وجرته نحو غزو الكويت ما ادى الى نشوب حرب مدمرة ضد العراق وفرض عقوبات قاسية عليه استمرت 13 عاما قبل اسقاط النظام واحتلال العراق بغزو عسكري في عام 2003.

ويتزامن تعيين سفيرة أميركية جديدة في العراق مع تعيين طهران غريمة واشنطن الرئيسية لسفير جديد لها هو محمد كاظم آل صادق احد المتنفذين في الحرس الثوري والذي باشر مهامه في بغداد رسميا الاسبوع الحالي.