نيروبي: أعلنت الأمم المتحدة الجمعة دخول أكثر من 300 شاحنة محمّلة مساعدات إنسانية إلى تيغراي خلال أسبوع في منتصف أيار/مايو، في قافلة هي الأكبر منذ نحو عام على الرغم من الاحتياجات الهائلة لهذه المنطقة الواقعة في شمال إثيوبيا.

وجاء في التقرير الأسبوعي (10 أيار/مايو إلى 16 منه) لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن "319 شاحنة محمّلة مساعدات إنسانية دخلت تيغراي خلال الأسبوع المشار إليه، وهو الرقم الأعلى على صعيد الشاحنات التي دخلت المنطقة خلال أسبوع منذ حزيران/يونيو 2021".

وجاء في التقرير أن "ما مجموعه 571 شاحنة دخل إلى (العاصمة الإقليمية) ميكيلي (...) منذ استئناف تسيير القوافل في الأول من نيسان/أبريل بعد توقف استمر أكثر من ثلاثة أشهر".

وبحسب أوتشا دخل بين نيسان/أبريل ومنتصف أيار/مايو نحو 15500 طن من المواد الغذائية عبر منطقة عفر المجاورة.

وأكد المكتب "ضرورة إدخال كمية إضافية قدرها 68 ألف طن على الأقل لاستكمال الدورة الحالية لتوزيع المواد الغذائية"، مشددا على وجوب "إدخال البذور والأسمدة في أسرع وقت لأن موسم الزرع يبدأ قريبا".

وأشار المكتب الأممي إلى أن الأوضاع "هادئة عموما" في شمال إثيوبيا في منتصف أيار/مايو، لكن لا يزال "التوتر" سائدا.

وتوقف دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى تيغراي في منتصف كانون الأول/ديسمبر، واستؤنف بعد إعلان "هدنة" في نهاية آذار/مارس بين الحكومة الإثيوبية الفدرالية ومتمردي جبهة تحرير شعب تيغراي.

وحمّل كل من الحكومة الإثيوبية والمتمردين الطرف الآخر مسؤولية منع وصول المساعدات برا على خلفية اندلاع معارك في عفر وانعدام الأمن فيها.

وفي تيغراي، أشارت تقديرات برنامج الأغذية العالمي في كانون الثاني/يناير إلى أن 4,6 ملايين شخص يمثلون 83 في المئة من سكان المنطقة البالغ عددهم حوالى ستة ملايين، يعانون "انعدام الأمن الغذائي" فيما يعاني مليونان "نقصا شديدا في الطعام".

واندلع النزاع في تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد الجيش لطرد جبهة تحرير شعب تيغراي منها، الحزب الذي كان يدير المنطقة واتهمه بمهاجمة قواعد عسكرية.

وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي التي حكمت إثيوبيا لما يقارب 30 عامًا حتى وصول أبيي إلى السلطة في عام 2018، تحتج في حينها على سلطة الحكومة الفدرالية منذ عدة أشهر.

بعد احتلال تيغراي طُرد الجيش الفدرالي منها في حزيران/يونيو 2021 بهجوم مضاد لقوات المتمردين التي تقدمت إلى المناطق المجاورة ثم باتجاه أديس أبابا.

وفي كانون الأول/ديسمبر، انسحبت جبهة تحرير شعب تيغراي إلى تيغراي لكنها استمرت في احتلال مناطق عدة في أمهرة وعفر المتاخمتين.