سيدني (أستراليا): أنهى الناخبون الأستراليون تسعة أعوام من حكم المحافظين وأطاحوا رئيس الوزراء سكوت موريسون في الانتخابات التشريعية التي أجريت السبت وعكست نتائجها رفضًا لتقاعسه عن اتخاذ تدابير لمكافحة تغير المناخ.
وبحسب تقديرات نشرتها قناة "إيه بي سي" بعد فرز نصف الأصوات، حصل حزب العمال بزعامة أنتوني ألبانيزي على أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب.
واعتبر ألبانيزي أن الأستراليين "صوتوا من أجل التغيير"، متعهدا تحويل أستراليا إلى "قوة عظمى" في مجال الطاقات المتجددة.
لكن مع حصوله على 72 مقعدًا فقط حتى الآن، لم يتأكد بعد فوزه بالأغلبية المطلقة البالغة البالغة 76 مقعدا واللازمة لتشكيل حكومة بدون الحاجة إلى إقامة تحالفات.
وقال موريسون "تحدثت هذا المساء مع زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الجديد أنتوني ألبانيزي وهنأته بفوزه الانتخابي".
وأردف متحدثا عن مستقبله "أتطلع بعد ثلاث سنوات من الآن إلى عودة الحكومة الائتلافية".
كما هنأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت أنتوني ألبانيزي على انتخابه زعيما جديدا لأستراليا، متعهدا العمل معا في مجال التجارة وجعل العالم "أكثر اخضرارا".
وقعت بريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة اتفاقية أوكوس الأمنية في أيلول/سبتمبر 2021 بهدف مواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة المحيط الهادئ.
وأبرمت بريطانيا أيضًا اتفاقًا تجاريًا مع أستراليا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
اختار الناخبون وعددهم نحو 17,2 مليونًا ممثليهم الذين سيشغلون 151 مقعدًا في مجلس النواب لمدة ثلاث سنوات. وسيجري تجديد 40 من مقاعد مجلس الشيوخ البالغة 76 لمدة ست سنوات.
بعد ثلاث سنوات شهدت كوارث طبيعية كبرى ووباء كوفيد، صوت الأستراليون أيضا لعدد غير معتاد من المرشحين "الشباب" المؤيدين للبيئة الذين يمكنهم التأثير في تشكيل الحكومة الجديدة.
يبدو أن حزب الخضر ومرشحين مستقلين معظمهم من النساء المؤهلات تأهيلاً عالياً والمدافعات عن حماية البيئة والمساواة بين الجنسين ومكافحة الفساد، في طريقهم للفوز في عدد من الدوائر الانتخابية التي كانت تُحسب للمحافظين.
وقال زعيم حزب الخضر آدم باندت "أظهر الناس أن أزمة المناخ مسألة يريدون معالجتها".
وأضاف "شهدنا جفافا لثلاث سنوات، تلته حرائق والآن فيضانات والمزيد من الفيضانات. يرى الناس ذلك، إنها تحصل أمامهم وهي تزداد سوءًا".
تنهي هزيمة موريسون تسع سنوات من حكم المحافظين للبلد الشاسع.
ركزت الحملة الانتخابية على شخصيتي موريسون وألبانيزي مرشحي الحزبين التقليديين، وجعلت الأفكار السياسية مسألة ثانوية.
لكن الشباب الأسترالي غاضب من سياسات الحكومة المؤيدة لاستعمال الفحم، ومن الصعوبات التي يواجهها في العثور على سكن ميسور التكلفة، وإساءة استخدام المال العام.
وقال جوردان نيفيل وهو ناخب للمرّة الأولى في ملبورن "نشأت في مجتمع تأثّر كثيرًا بالحرائق والفيضانات خلال الخمس سنوات الأخيرة. سيكون رائعًا أن يُفعل شيء ما حيال ذلك ومنعه من أن يتكرّر".
قاوم موريسون الدعوات العالمية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يتجاوز التعهد الحالي البالغ بتخفيف نسبة الانبعاثات بـ28% بحلول العام 2030، ودعم استعمال الفحم الذي تعد صناعته أحد محركات الاقتصاد الأسترالي.
وتَفاخر موريسون ببيانات جديدة تُظهر انخفاض معدّل البطالة في أستراليا إلى أدنى مستوى له منذ 48 عامًا، معتبرًا أنه "إنجاز استثنائي" يُظهر أن خطّته تؤتي ثمارها.
واتهم غريمه زعيم حزب العمال بأنه غير صالح لإدارة الاقتصاد، لكنه عانى من انخفاض شعبيته واتهامات له بانعدام النزاهة.
من جانبه، طلب ألبانيزي من الناخبين "منحه فرصة"، قائلًا إن سكوت موريسون أكثر شخص "إثارةً للانقسام رأيته في حياتي".
وركز زعيم حزب العمال في الأيام الأخيرة من الحملة على "إخفاقات" منافسه.
وقال الزعيم العمالي إن الأستراليين "يريدون شخصًا نزيها، شخصًا يعترف بأخطائه".
وتعهد بتدارك تأخر أستراليا في معالجة تغير المناخ، ومساعدة المواطنين في مواجهة ارتفاع الأسعار، وتعزيز مشاركة الشعوب الأصلية في وضع السياسة الوطنية.
لكن أنتوني ألبانيزي قد يضطر إلى إبرام اتفاقات للحكم مع مرشحين يطالبون بإجراءات مناخية أكثر صرامة، ما قد يغضب تكتلات في حزبه تؤيد صناعة الفحم والتعدين.
التعليقات