لاهاي: أعلنت الشرطة الهولندية الاثنين تلقيها عشرات المعلومات إثر نشرها مقطع فيديو بتقنية "التزييف العميق" ("ديب فايك") يُظهر مراهقاً قضى بجريمة قتل قبل حوالى عقدين، في محاولة لحضّ الشهود على الإدلاء بمعطياتهم في القضية.

وقُتل سيدار سواريس بعدما تعرض عام 2003 لإطلاق نار عندما كان وأصدقاؤه يتراشقون بكرات الثلج في مرأب سيارات تابع لمحطة مترو روتردام.

وعلى مدى سنوات، أثار مقتل الفتى البالغ 13 عاماً حيرة الشرطة التي نشرت بعد الحصول على موافقة عائلته مقطع فيديو مركّب يطلب فيه المراهق من العامّة أن يوفّروا مساعدة لحلّ قضيته.

https://youtu.be/GgPCt2kzB2I

واعتبرت الشرطة أنّ خطوتها هذه قد تكون الأولى من نوعها في العالم. ويُظهر الفيديو الممتد على أكثر من دقيقة الفتى وهو يلوّح للكاميرا ويمسك بالكرة أثناء لعب كرة القدم. ثم يتقدم على وقع موسيقى مؤثرة باتجاه أحد الحراس في الملعب حيث يتواجد أقاربه ومعلّموه السابقون وأصدقاؤه.

ويُسمع في مقطع الفيديو صوت يقول "هنالك شخص لا بد أنّه يعرف من قتل أخي العزيز، لهذا السبب أعيدَ (سواريس) إلى الحياة في مقطع الفيديو هذا"، ثم يتوقف سيدار في شريط الفيديو ويرمي الكرة.

ويقول سيدار وأقاربه وأصدقاؤه "هل تعرف المزيد؟ إذاً تحدث"، قبل أن تختفي صورة المراهق من الملعب وتظهر تفاصيل تتعلق بطريقة التواصل مع الشرطة بالهاتف أو البريد الإلكتروني.

ضحية بريئة

وبعد يوم على نشر شريط الفيديو، قالت المتحدثة باسم شرطة روتردام ليليان فان دويفنبوده لوكالة فرانس برس إنّ "تلقّي الشرطة عشرات المعلومات مؤشر إيجابي جداً"، مضيفةً "لكننا لم نتحقق بعد ما إذا كانت المعطيات مفيدة".

وأشار مذيع في قناة "NOS" إلى أنّ الشرطة اعتقدت بدايةً أنّ سواريس تعرّض لإطلاق نار لأنّه ألقى كرة ثلج على إحدى السيارات.

لكنّ الشرطة تؤكّد حالياً أنّ المراهق "كان في المكان الخطأ والتوقيت الخطأ"، وشكّل ضحية بريئة لما يسمى "صفقة احتيال"، وهو مصطلح يُستخدم عندما يسرق أفراد عصابة إجرامية بعضهم بعضا.

وتعتبر الشرطة أنّ سواريس وقع "ضحية لعنف عالم الجرائم بسبب سوء الحظ"، وتبحث حالياً عن شهادات وأقوال من أفراد كانوا على علم بالحادثة بالإضافة إلى شهود عيان على إطلاق النار.