يقول مسؤولون إسرائيليون إن الضابط صياد خدائي كان قائدًا لوحدة سرية مكلفة عمليات اختطاف وقتل إسرائيليين وأجانب آخرين في جميع أنحاء العالم. إيران لا تعترف بوجود الوحدة.

إيلاف من بيروت: في جنازة العقيد في الحرس الثوري الإيراني صياد خدائي في طهران، احتشد آلاف المعزين في الشوارع حول المقبرة وهم يهتفون "الموت لإسرائيل" ودعوا إلى الانتقام لمقتله. كان قائدا الحرس وفيلق القدس - الوحدة القوية داخل الحرس المسؤولة عن العمليات خارج حدود إيران - حاضرين، ملمحين إلى أهمية العقيد.

لا تعليق رسمي

قُتل خدائي، 50 عامًا، بالرصاص خارج منزله في شارع سكني هادئ في طهران الأحد عندما اقترب مسلحان على دراجة نارية من سيارته وأطلقا عليه خمس رصاصات، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية. وألقت إيران باللوم على إسرائيل في القتل الذي حمل بصمات عمليات القتل الإسرائيلية المستهدفة للإيرانيين في حرب الظل التي تدور منذ سنوات في البر والبحر والجو وفي الفضاء الإلكتروني.

امتنعت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عن التعليق على العملية، لكن بحسب مسؤول استخباراتي مطلع على الاتصالات، أبلغت إسرائيل المسؤولين الأميركيين بأنها تقف وراء عملية الاغتيال.

فقد قال الإسرائيليون للأميركيين أن اغتيال خدائي كان بمثابة تحذير لإيران لتوقف عمليات مجموعة سرية داخل فيلق القدس تعرف باسم الوحدة 840، بحسب مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته. تم تكليف الوحدة 840 بعمليات اختطاف واغتيال للأجانب في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم مدنيون ومسؤولون إسرائيليون، وفقًا للحكومة الإسرائيلية ومسؤولي الجيش والاستخبارات.

مؤامرات عبر الحدود

قال مسؤولون إسرائيليون إن العقيد خدائي كان نائب قائد الوحدة 840، وشارك في التخطيط لمؤامرات عبر الحدود ضد أجانب، بمن فيهم إسرائيليون. وأضاف أن العقيد المقتول كان مسؤولًا عن عمليات الوحدة في الشرق الأوسط والدول المجاورة لإيران وتورط خلال العامين الماضيين في هجمات إرهابية ضد إسرائيليين وأوروبيين ومدنيين أيريكيين ومسؤولين حكوميين في كولومبيا وكينيا وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة وقبرص.

لم تعترف إيران أبدًا بوجود الوحدة 840. بدلًا من ذلك، صورت إيران العقيد على أنه بطل شهيد التحق بالحرس الثوري في سن المراهقة، وتطوع جنديًا في الحرب العراقية - الإيرانية، واستمر في أداء دور بارز في قوة القدس التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

ثمة مؤشرات أخرى إلى أن خدائي كان شخصية مهمة في فيلق القدس: يستخدم كبار أعضاء الفيلق في العادة أسماء مستعارة في البلدان التي يعملون فيها، وقالت قناة تلغرام تابعة لفيلق القدس إن العقيد كان معروفًا في الميدان باسم مستعار هو العقيد شكر، وهذه الكلمة مرادفة لكلمة صياد بالفارسة.

مستشار تكتيكي

قدم شخصان منتسبان للحرس الثوري، طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالتحدث علنًا، وصفًا مختلفًا تمامًا لدور العقيد خدائي عن الذي قدمه المسؤولون الإسرائيليون.

فقد قالا إنه كان خبيرًا لوجستيًا أدى دورًا مهمًا في نقل تكنولوجيا الطائرات من دون طيار والصواريخ إلى المقاتلين في سوريا وميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران. وزعما أنه كان أيضًا مستشارًا تكتيكيًا لميليشيات تقاتل في سوريا دربتها إيران وسلحتها.

لم يعلق المسؤولون الإيرانيون على الاتهامات الإسرائيلية بأن العقيد خدائي متورط في مؤامرات إرهابية عبر الحدود. لكن بعض المحللين الإيرانيين قالوا إن الاتهامات تهدف إلى منع الولايات المتحدة من الموافقة على رفع تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وبالتالي عرقلة التوصل إلى اتفاق بشأن استعادة الاتفاق النووي.

وقال غيث قريشي، المحلل المقرب من الحكومة الإيرانية: "نحن نخوض حرب تضليل مع إسرائيل. تهدف هذه الاستفزازات للضغط على جميع الأطراف لإلغاء الاتفاق النووي أو دفع إيران للرد بطريقة ضارة. لكن إيران تتبع نهجًا حسابيًا طويل المدى".


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيويورك تايمز"