ايلاف من لندن: اكد الكاظمي الخميس ان حكومته ابعدت العراق عن حافة الانهيار الاقتصادي وحققت اعلى نمو في الشرق الاوسط مشددا على ضرورة الاستثمار في الطفولة لضمان المستقبل.

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في كلمة خلال حضوره احتفالية إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكّرة في العراق للعشرة اعوام المقبلة 2022 الى 2031 أن واقع الطفولة في العراق هو واقعٌ صعب "نتيجة الظروف التي مرّرنا بها منذ عقود حيث التراكمات والموروثات والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعيّة انعكست بشكلٍ أو بآخر على هذه الشريحة العمرية المهمة من المجتمع".

ابعاد العراق عن الانهيار

قال رئيس الوزراء ان حكومته "جاءت في ظروف صعبة ومعقدة لديها مهام محدّدة، وقامت بتأديتها وهي تأسيس انتخابات نزيهة وعادلة، ومع هذا أمسكنا بزمام المبادرة من أجل خلق ظروف اقتصادية وأمنية أفضل، ونجحت الحكومة بعد أن كنّا على حافة الانهيار الاقتصادي".

وأوضح ان المؤشرات والتقارير الدولية تؤكد أن الاقتصاد العراقي اليوم أسرع نمواً وأن العراق بات واحداً من أهم الدوّل في الشرق الأوسط في جانب النمو الاقتصادي". واكد قائلا "نجحنا في تجاوز الكثير من التحديات وفق القدرات والإمكانيات المتاحة لدينا، والبعض الآخر يتطلب عملاً أطول وتعاوناً أكبر بين مؤسسات الدولة وبين الكتل السياسية وجميع أطراف المجتمع العراقي".

وأضاف الكاظمي "هذه الحكومة - ورغم المشاكل والظروف التي مرّرنا بها طوال العامين الماضيين- لم تغفل عن هذه الشريحة العمرية المهمة؛ لإيماننا التام أن العراق سيعود وينهض من جديد على يد أبنائه.".

وأوضح ان الفريق المختص في مكتب رئيس الوزراء صاغ الخطط اللازمة التي من شأنها أن تهيّئ الظروف الملائمة، وتدعم وتعزّز التنمية الشاملة للطفولة منذ الولادة وحتى سن الثامنة".

وكان البنك الدولي قد اعلن في 20 نيسان ابريل الماضي تحقيق العراق المرتبة الأولى عربياً بأكبر نمواً للناتج المحلي مشيدا بالخطوات الايجابية التي تنتهجها الحكومة بإجراءاتها التصحيحية للسياسة المالية. واوضح البنك أن "العراق سيكون الأعلى أيضاً من بين الدول العربية من حيث نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي خلال العام 2022 وبواقع 6.3 بالمئة .

جانب من الحاضرين لاطلاق استراتيجية نمو الطفولة في العراق

الاستثمار في الطفولة استثمار للمستقبل

وشدد الكاظمي على ان "شريحة الطفولة تستحق منّا كلّ الرعاية والاهتمام، ووضع آليات وخطط وبرامج، لنتمكّن من استثمار طاقاتها لاحقاً في خدمة العراق ومؤسساته، في القطاعين العام والخاص". واشار الى ان الاستثمار الصحيح في هذه الشريحة يعني استثماراً في المستقبل، واستثماراً في بناء العراق، وتطويره، وتكريس دوره وأهميته على مستوى العالم.

ونوه الى ان "الاستثمار يعني تشخيص التحديات، وتحويلها لاحقاً إلى فرص نجاح؛ حتى لا نكون ضحايا الظروف والعوامل الصعبة، بل يجب أن نكون صُنّاع أملٍ وحياة لأبنائنا وأحفادنا والأجيال المقبلة".

واشار الى ان هؤلاء الأطفال هم مستقبل الوطن، وأساس تقدّمه وبنائه؛ ومن أجل بناء عراقٍ يليق بنا وبتاريخنا وبكرامة العراقيين، والاستثمار في الصغر يحقق عوائد وفوائد كبيرة جداً في الكبر".

أوضح الكاظمي ان هذه البرامج المشتركة بين مختلف مؤسسات الدولة ووزاراتها، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية المعنيّة من شأنها أن تنعكس إيجاباً على أطفالنا ومستقبلهم.

تفاعل بين العلم والتكنولوجيا

وعبر عن الامل بتنفيذ هذه الاستراتيجية على أحسن وجه، وسنتابع هذا الأمر بشكلٍ دقيق وقال "التعاون مطلوب بين الدولة ومؤسساتها والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي، وبين أهلنا وناسنا، وعلينا أن ننهض بواقعنا وننتقل به من التحديات الى فرصة للأمل".

وقال "حقّ العراقيين والعراق علينا أن نربيّ أبناءنا في أحسن الظروف وبأعلى جودة علمية؛ من أجل المستقبل حتى نكون قد أوفينا العهد فنحن ننتمي إلى العراق، والعراق أوّلاً وأخيراً؛ وعليه يجب أن نعمل من أجل مستقبل أطفالنا، ولكي نحقق رؤية مستقبلية، وخدمة المستقبل عن طريق التفاعل بين العلم والتكنولوجيا في تنشأة هذا الجيل؛ كي يتحول إلى قادة".

استراتيجية مميزة

وأشار الكاظمي الى "ان المشاكل السياسية لا تنتهي، والأزمات الاقتصادية لا تنتهي، ولكن هناك مشاكل يمكن أن تعالج وتحل بشكل أكبر إن لم نقل بشكلٍ كُلّي.. ومن ضمنها الظروف والعوامل الخاصّة بتنشئة أطفالنا".

ونوه الى ان "التوجيه الأوّل والأخير، هو حفظ العراق، وحفظ العراق بحفظ أبنائه ومستقبلهم، وأدعو الجميع إلى ضرورة الالتزام الدقيق بهذه الخطّة المميزة، التي تعدّ سابقة في عراقنا العزيز".. معتبرا ان هذه الخطوة قد تكون متأخرة، ولكن العمل استغرق أكثر من عام، واليوم بإعلاننا عن أهميتها الاستراتيجية نؤكّد على ضرورة حُسن التنفيذ والالتزام بها".

أهداف استراتيجية تنمية الطفولة

تهدف الاستراتيجية هذه الى تحقيق طفولة امنة ومستقرة ضمن اسرة داعمة وتحقيق التنشئة المثالية لأطفال العراق من خلال كيفية رعايتهم وتطوير وتنمية قدراتهم الجسمية والعقلية والنفسية والادراكية والعاطفية عبر تبني سياسات وبرامج ومشاريع فاعلة بالتعاون مع الاسرة والمجتمع والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني والممارسات الدولية. الفضلى ضمن اطار تنشأة الطفل وتنمية المجتمع.

كما تستهدف تهيئة البنى التحتية لقطاع الطفولة بدءاً من رياض الأطفال والأبنية المدرسية وصولاً الى القاعات الدراسية في الجامعات وتوفير المختبرات والمدن الجامعية المتكاملة فضلا عن إعداد الإطار القانوني لرعاية الطفولة عبر تهيئة متطلبات الرعاية الصحية والعقلية كافة.

وتهدف الاستراتيجية ايضا تحسين مستوى جودة الخدمات الصحية والنمائية المقدمة للأطفال والأسر مع التركيز بشكل خاص على أسر الأطفال الذين لديهم تأخر في النمو وذوي الإعاقات اضافة الى دعم وتعزيز دور القطاع الخاص والمؤسسات المحلية والدولية والأممية

وتحظى الاستراتيجية بدعم من منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسيف" ووزارات عراقية عدة لها علاقة بالطفولة.