إيلاف من بيروت: يعمل القادة الأوكرانيون على زيادة الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو لإرسال أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الحديثة (MLRS)، المعروفة براجمة الصواريخ، للمساعدة في تخفيف هجوم دونباس الروسي. وأنظمة المدفعية الغربية - بما في ذلك مدافع الهاوتزر الأميركية من طراز M777 - تعمل بالفعل على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، وهناك المزيد في الطريق.

لكن الأوكرانيين يقولون إنهم بحاجة إلى أكثر من ذلك.

صعدت أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الحديثة إلى قمة قائمة التسوق الأوكرانية في الأسابيع الأخيرة، حيث استقر الغزو الروسي على مناوشات مدفعية طويلة المدى ومكاسب روسية بطيئة ودموية.

فما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه راجمات الصواريخ في الحرب، ولماذا قاومت واشنطن حتى الآن الدعوات لإرسالها إلى أوكرانيا؟

نوعان من الصواريخ

تُركب راجمات الصواريخ هذه على المركبات، ما يوفر لها مزيدًا من الحركة، وهذا يسمح للقوات الأوكرانية بالهروب من نيران البطاريات الروسية المضادة.

تملك الولايات المتحدة نوعان مختلفان من راجمات الصواريخ: الأول هو M270، وقد أنتج أول مرة في عام 1983، ويمكن لصواريخه أن تصيب أهدافًا على بعد 20 أو 40 ميلاً، باستخدام صواريخ أكثر تقدمًا بمدى يزيد على 100 ميل. الثاني هو M142 HIMARS، وفد تم تطويره في أواخر التسعينيات، يمكن لصواريخه القياسية أن تصيب أهدافًا على بعد 186 ميلاً، في حين أن الذخائر الدقيقة المتخصصة فعالة حتى 310 أميال.

للمقارنة، فإن مدافع هاوتزر M777 الممنوحة لأوكرانيا لديها نطاق أعلى يبلغ نحو 25 ميلاً.

وغردت وزارة الدفاع الأوكرانية على تويتر الخميس ناشرة مقطع فيديو لهجوم روسي على مواقع المدافعين في دونيتسك. وقالت "أوكرانيا مستعدة للرد. للقيام بذلك، نحتاج فورًا إلى راجمات الصواريخ التي يملكها الناتو".

بلا رحمة

وقال أولكسندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوكراني، لـ "نيوزويك": "تستخدم روسيا الآن المدفعية على نطاق واسع وبلا رحمة، لمواجهة هذا، لإنقاذ حياة جنودنا ومدنيينا، نحن بحاجة إلى راجمات الصواريخ".

تملك أوكرانيا بالفعل ترسانة من راجمات الصواريخ تعود إلى الحقبة السوفياتية، والتي قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو بتجديدها باستخدام مخزون الحرب الباردة القديم. لكن الذخيرة البديلة يتم إنتاجها بكميات كبيرة فقط في روسيا. تقول كييف إنها بحاجة إلى بدائل غربية لسد الفجوة.

إن راجمات الصواريخ أميركية الصنع ستسمح للأوكرانيين باستهداف المزيد من بطاريات المدفعية الروسية والمهاجمين في نطاقات أطول. كما ستهدد المحاور والطرق اللوجستية الروسية، ما سيؤدي إلى تعطيل الهجوم. وقال ريجينكو إنها قد تساعد أوكرانيا أيضًا في إلغاء الحظر المفروض على موانئها البحرية، وإنهاء الحصار الروسي في البحر الأسود، واستهداف مواقع صواريخ كروز الروسية التي تطلق من شبه جزيرة القرم.

وأشار إلى أن نطاق المدفعية الموسعة "مهم للغاية بالنسبة لنا".

وصرح بافلو كيريلينكو، حاكم منطقة دونيتسك حيث يدور قتال عنيف، لمجلة "نيوزويك" الخميس أن المزيد من دعم المدفعية يمكن أن يغير قواعد اللعبة. قال: "نحن بحاجة إلى مدفعية دقيقة وبعيدة المدى".

تردد أميركي

الرئيس جو بايدن لم يعط الضوء الأخضر لتسليح أوكرانيا براجمات الصواريخ. وأفاد موقع "بوليتيكو"، الذي تحدث إلى مسؤول في إدارة بايدن لم يذكر اسمه الأسبوع الماضي، عن قلقه في البيت الأبيض من أن موسكو ستفسر تقديم هذه الأنظمة الأميركية المتقدمة تقنيًا والمدمّرة وبعيدة المدى لأوكرانيا على أنه تصعيد.

أكد بايدن وقادة آخرون في الناتو باستمرار أنه لا يمكن جر التحالف عبر الأطلسي إلى مواجهة مباشرة مع موسكو. بعض المشرعين في الكابيتول هيل يتحركون لاتخاذ إجراء بشأن راجمات الصواريخ. قال السناتور روب بورتمان: "يجب أن نتأكد من أننا نقدم لهم ما يحتاجون إليه بالفعل. بالنسبة لي، سيشمل هذا راجمات الصواريخ".

وقال ميريزكو: "حقيقة أن دبلوماسيينا يثيرون هذه القضية يشير إلى أن هناك فرصًا قوية للحصول على راجمات الصواريخ. أظن أن ذلك قد يحدث ... غالبًا ما تأخذ الولايات المتحدة زمام المبادرة في تزويدنا بالمساعدات العسكرية، وتعتبر مثالًا جيدًا يحتذى به للدول الأخرى".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "نيوزويك"