هيوستن (الولايات المتحدة): يقول كيث جيلين خلال المؤتمر السنوي للجمعية الوطنيّة للبنادق في هيوستن الجمعة، إن حادث إطلاق النار في مدرسة في تكساس "يثير الاشمئزاز" لكن "لا يمكن إلقاء اللوم على البندقية" التي استخدمت لقتل 21 طفلاً ومعلماً.

ويضيف الموظف المتقاعد من خدمات البريد (68 عاماً) "لطالما امتلكنا الأسلحة في هذا البلد"، مشيراً إلى أنّه يقتني أكثر من 50 قطعة سلاح.

يقف جيلين في الصفّ ليشاهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وهو يلقي كلمته في مؤتمر الجمعية الوطنية للوبي الأسلحة الذي يعقد في هيوستن بعد ثلاثة أيام على مجزرة مدرسة يوفالدي الابتدائية، التي تبعد ساعاتٍ عن مكان انعقاد المؤتمر.

ويقول جيلين الذي يرتدي سروالاً عسكرياً وقبّعة كتب عليها "ترامب" إن المجزرة "أثارت اشمئزازه" لكنّ المشكلة بالنسبة له "لا تكمن في اقتناء السلاح". ويشرح أنّ الأمور كان يمكن أن تأخذ منحى آخر لو كان الأشخاص في المدرسة مسلّحون.

ويؤكد جيلين أن "القتلة لا يخافون القاضي أو يهابون الشرطة"، لذلك يجب أن يخافوا من الضحايا الذين يستهدفونهم.

لوبي الأسلحة

تستمرّ فعاليات مؤتمر الجمعية الوطنية للوبي الأسلحة حتى الأحد في مركز مؤتمرات كبير وسط مدينة هيوستن حيث يتظاهر معارضون للأسلحة في الخارج. ويحمل أحدهم لافتة كتب عليها "أيدينا ملطّخة بالدم".

وحظي ترامب بتصفيق شديد خلال المؤتمر عندما تلا أسماء جميع الأطفال الذين قضوا واصفاً إياهم بأنهم ضحايا شخص "مجنون" خارج عن السيطرة، قبل أن يعود للإشارة إلى أن الجهود المبذولة للسيطرة على اقتناء السلاح "أمر غريب".

وانتقد الديموقراطيين لأنّهم "يشيطنون" أعضاء الجمعية الوطنية للبنادق "السلميين والملتزمين بالقانون".

تعرض ضمن صالات المؤتمر مئات الأسلحة من مسدّسات وبنادق نصف أوتوماتيكيّة، من بينها بندقية "إيه آر-15 إس" التي استخدمها مطلق النار في مدرسة يوفالدي، إلى جانب ملابس ومعدات صيد وملحقات للبنادق منها مناظير بعيدة المدى.

ويقول ضابط الشرطة المتقاعد ريك غامون وهو ينظر إلى كشكٍ عرضت فيه بنادق سوداء نصف أوتوماتيكية "كلّ الجهود المبذولة لنزع السلاح من الأميركيين مصيرها الفشل".

ويؤكّد غامون (52 عاماً) وهو يتفحّص أحد الأسلحة "المناسبة" ليضعها خلف مقعد سيّارته أو في خزنة منزله، "هذه ليست أستراليا لا يمكن أن تأخذوا السلاح من الناس".

حقّ اقتناء السلاح

وطبّقت أستراليا قوانين صارمة خاصّة بحيازة الأسلحة بعد مجزرة بورت آرثر عام 1996 التي راح ضحيّتها 35 شخصاً.

إلا أنّ الولايات المتحدة التي ينصّ دستورها على حقّ اقتناء السلاح فشلت في اتخاذ إجراءات تحدّ من العنف المسلّح، على الرغم من أنّها شهدت مراراً حوادث إطلاق نار.

هذا المؤتمر ليس مجرّد مكان لتجمّع محبّي الأسلحة، بل يشكّل فرصة لهؤلاء لاختبار الأسلحة التي يرغبون في شرائها.

وتقول الجندية السابقة في الجيش الأميركي ليزي في (31 عاماً) وهي تتفحّص أحد المسدّسات، لممثّل إحدى الشركات، "لفتني اللون الأرجواني للمسدّس، يمكن أن أخفيه تحت التنوّرة، فالجوّ في تكساس حارّ جداً لارتداء السراويل".

لكنّ ملامح ليزي تتغيّر عند سؤالها عن مجزرة تكساس. وتقول "بتقديري يجب أن يكون هناك المزيد من التوعية حول الأسلحة".

من جهته يقول جيم مانيارد، أحد مالكي الأسلحة والمدافعين عن صناعتها، إنّه وافق على عقد المؤتمر في موعده على الرغم من أجواء الحزن التي تسيطر في الولايات المتحدة. ويضيف "شيطنة السلاح لا تحلّ المشكلة التي نواجهها".

ويصف مانيارد التظاهرات المناهضة للأسلحة في محيط المؤتمر بـ"الضجيج"، معلّقاً "عليهم التركيز أكثر على توسيع برامج الصحّة النفسيّة".

ويضيف "لن تحول هذه التظاهرات دون وقوع مزيد من أعمال العنف، ولن تمنع أي شخصٍ من إطلاق النار".