تل أبيب: يُصنَّف الازدحام المروري في إسرائيل من بين الأسوأ في البلدان المتقدمة اقتصادياً، لكنّ شركة محلية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات تقول إنها طوّرت خوارزمية من شأنها المساعدة على حل هذه المشكلة.

فقد كان نظام "اي تي سي"، أو "التحكم الذكي في حركة المرور"، حاضراً كجزء من أنظمة الذكاء الاصطناعي في معرض "إيكوموشن" الذي استضافته تل أبيب أخيرا، وتأمل شركات التكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي من خلاله في جعل النقل أكثر فعالية ومراعاة للبيئة.

يجمع برنامج الذكاء الاصطناعي الخاص بهذا النظام بيانات في الوقت الفعلي من كاميرات مراقبة منتشرة على الطرق، ثم يرسل تعليمات للتعامل مع إشارات المرور بناءً على التغيرات في مسار السيارة.

ويقول المؤسس المشارك للشركة ورئيس قسم التكنولوجيا فيها دفير كينيغ إن برنامج "اي تي سي" نجح في أن "يثبت من منظور الرياضيات أنه يمكن الحؤول دون حصول الكثير من الاختناقات المرورية، في حال التدخل في وقت مبكر بما فيه الكفاية"، مشيراً إلى انخفاض بنسبة 30 في المئة في حركة المرور عند تقاطعين يعتمدان هذا النظام.

وتلفت الشركة إلى أن الازدحام المروري يشكل أزمة عالمية، مشيرة إلى أن السائق العادي يمضي ثلاثة أيام في السنة عالقاً في حركة المرور، ما يزيد أيضاً من انبعاثات غازات الدفيئة.

وتعاني إسرائيل هذه المشكلة بشكل خاص، إذ تقول منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي إن "البنية التحتية للمواصلات متأخرة بشكل كبير عن" معظم الدول الأعضاء و "الازدحام المروري (على الطرق الإسرائيلية) من بين الأسوأ" في بلدان المنظمة.

التنقل الذكي

ويقول مؤسس "إيكوموشن" مائير أرنون لوكالة فرانس برس إن الاهتمام العالمي المتزايد بالتنقل الذكي جعل إسرائيل لاعباً في صناعة السيارات، رغم أنها ليست عضوا في نادي الدول المصنّعة للسيارات.

ويؤكد الصناعي الذي تحول إلى مستثمر أن "السيارات تغيرت"، إذ "كان الأساس فيها المعدن والعجلات والراديو. اليوم هذه الأشياء لا تهم، فجميعها تُنتَج بكميات كبيرة من جانب الشركات نفسها للجميع".

ويوضح أن "ما يميز مصنعي السيارات اليوم هو تجربة القيادة ... قدرة السيارة على تكييف نفسها مع السائق".

ويقول أرنون إن الأنظمة التي طورها الجيش الإسرائيلي وقطاع الصناعات الدفاعية الخاصة - لا سيما تكنولوجيا المراقبة والاتصالات والأنظمة الحسية - أصبحت مركزية لشركات صناعة السيارات.

ويلفت أرنون إلى أن إسرائيل، مع أكثر من 600 شركة ناشئة في هذا المجال، تحتل "المرتبة الثانية بعد منطقة سيليكون فالي" الأميركية في هذا المجال، وهي أصبحت "مركزًا للتنقل". ويشير إلى أن 35 شركة سيارات عالمية لديها أنشطة في البلاد، بما فيها "جنرال موتورز".

ويقول رئيس المركز التقني لـ"جنرال موتورز" في إسرائيل جيل غولان "يكمن مستقبل المركبات خارج المركبات، إذ إنه موجود في خدمات الحوسبة السحابية، على هواتفنا، وفي السيارات إلى حد ما، وكل هذه العناصر تؤدي إلى نشوء منصة مفتوحة" تشكّل "مكانا للابتكار والإبداع، وهو ما يجيده الإسرائيليون".

ومن بين الأنظمة التي عُرضت خلال "إيكوموشن" أيضاً، نظام "رايدردوم" الذي تستخدم كاميراته المثبتة على مقدمة الدراجات النارية وفي مؤخرها الذكاء الاصطناعي لتحذير الركاب من أي أخطار قريبة.

ويقول الرئيس التنفيذي للشركة يواف إلغريتشي إن "مساعد القيادة الذي أصبح من الميزات المعيارية في كل سيارة تقريباً غير موجود في الدراجات النارية"، "لهذا السبب قررنا تأسيس رايدر دوم".

قد يفقد زخمه

لكن بعض المراقبين يحذرون من أن قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي، بما في ذلك التنقل الذكي، قد يفقد زخمه.

وتقول هيئة الابتكار الإسرائيلية إن قطاع التكنولوجيا الذي يمثل نصف صادرات البلاد ويوفر واحدة من كل عشر وظائف، يقترب من مرحلة "النضوج"، مشيرة إلى أن عدد الشركات الناشئة الجديدة آخذ في التراجع.

وتقول الشريكة في شركة "كاتاليست إنفستمنتس" ليسيا باهار مانواه إن إسرائيل بحاجة إلى مزيد من المهندسين إذا ما أرادت مواكبة قطاع التنقل المتنامي الذي من المتوقع أن "يتضاعف حجمه" على مستوى العالم خلال السنوات المقبلة.

وترى أن "الطريقة التي يمكن بها التغلب على المشكلة هي إنشاء مدارس احترافية كما الحال في أوروبا وخصوصا في ألمانيا والنمسا".

وتضيف "إسرائيل بحاجة إلى التوقف والتفكير الآن في طريقة لتدريب المزيد من المهندسين لدعم نظام الشركات الناشئة. نحن بحاجة إلى تعديل نظام التعليم لدينا وفقاً لذلك".