إيلاف من لندن: حذّر رئيس إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني الاثنين من كوارث تنتظر العراق فيما اذا استمر تعنت وغياب الاعتدال لدى الاطراف السياسية منوها الى ان ذلك خلف مشاكل لكل المنطقة.
وقال بارزاني في كلمة بمؤتمر "السلام من خلال الاعتدال" في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان اليوم ان ان "الحرب وغياب الاستقرار في العراق خلقا المشاكل لكلّ المنطقة".. محذرا من أن عواقب انعدام السلام في العراق أصبحت تهديداً للسلام في العالم أجمع".
وشدد على ضرورة تجنب ذلك من خلال العمل على استقرار العراق من اجل ضمان أمن واستقرار المنطقة وكامل العالم.
حروب العراق سببها غياب الاعتدال
واضاف ان جميع الحروب التي خاضها العراق ناجمة عن غياب السلام والفكر المسالم والاعتدال .. وأشار الى انه "لو ان الأطراف العراقية أظهرت الاعتدال لما وصلنا إلى هذا الانسداد" السياسي الذي يم به العراق حاليا .. مشددا على ان مكونات العراق كافة بحاجة الى سلام حقيقي يؤدي الى اعادة الطمأنية والثقة وخلق التسامح والوئام فيما بينها "سلام يضمن حياة الجميع ويجمع الكل تحت مظلة العراق".
وبين بارزاني انه "منذ تأسيس دولة العراق يتعرّض الشعب الكردي فيها للظلم، ولو ان السلطات العراقية تعاملت بواقعية مع قضية شعب كوردستان ولم تلجأ الى السلاح والقتال لما حلت كل هذه المآسي والفواجع على شعب هذا البلد".
التعنت سبب الانسداد السياسي في العراق
وأشار بارزاني الى انه لو تعاملت الحكومات العراقية بواقعية مع مشاكلها ولجأت الى السلام فلا شك ان هذه الكوارث لم تكن لتحل على العراق.
وأعتبر ان الانسداد السياسي الحاصل في العراق حاليا هو لعدم وجود اعتدال "فلو تحلى السياسيون بقليل من الاعتدال لم تكن الأمور لتصل الى هذه المرحلة، ولكن بدلا من الاعتدال فإن التطرف هو المسيطر" كما نقل عنه الاعلام الكردي.
يشار الى ان العراق يواجه منذ اجراء انتخاباته البرلمانية المبكرة في العاشر من تشرين الاول أكتوبر 2021 أزمة سياسية مازالت تعرقل انتخاب رئيس للبلاد وتشكيل حكومة جديدة بسبب الخلافات التي تعصف بين القوى السياسية بين تحالفات تدعوة الى حكومة أغلبية وأخرى الى توافقية على الرغم من فشل تجربة حكومات التوافق التي تشكلت في البلاد منذ عام 2003 في تحقيق اي تقدم سياسي واقتصادي واجتماعي في البلاد.
العراق سبب كوارث لنفسه وللمنطقة
ونوه بارزاني الى ان العراق الحديث قد سبب كوارث لنفسه وللدول الإقليمية منها الحرب مع إيران وحرب احتلال الكويت وبعدها حرب تحرير الكويت وثم حرب تحرير العراق "كلها بسبب عدم وجود فكرة السلام والاعتدال".
وأكد ان منطقة الشرق الأوسط ومنها العراق بحاجة إلى الاعتدال وتعميق فكر القضاء على العنف.. وقال "يجب ان يتحلى رجال الدين والسياسيون بفكر الاعتدال، في بلاد متعدد الطوائف والقوميات فانه اذا لم يكن هناك سلام واعتدال فانه سيولد داعش وجند الاسلام والجماعات المتطرفة الاخرى".
ثقافة اللاعنف
وأكد بارزاني ان الاعتدال هو أحد الأعمدة الأساس التي يقوم عليها السلام في العراق وإقليم كردستان.. مؤكدا ضرورة تعميق ثقافة اللاعنف وإحضار الاعتدال في كامل مفاصل الحياة.
واعتبر انه "فقط في ظلّ السلام والاستقرار تُحفَظ حقوق جميع مكوّنات العراق وما لم يسود الاعتدال في العراق ستحدث كوارث إضافية" .. منوها الى ان حروب العراق السابقة يجب ان تكون درسا وعبرة ترشد
الى مستقبل أفضل لكل مكونات العراق والمضي ببناء مجتمع يعكس التعددية ويلبي تطلعات كل المكونات".
وشدد رئيس الاقليم على ان "الحفاظ على السلم في هذه المنطقة مسؤولية كبيرة للمجتمع الدولي عليه أن يعمل بجدّية من أجل تأمين الاستقرار والسلام في المنطقة".
بحث قضايا التشدد
يشار الى ان مؤتمر "السلام من خلال الديمقراطية" الذي بدأت اعمله في مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق اليوم يهدف لاقرار السلام ومواجهة الفكر المتشدد والتطرف داخل المجتمع.
وتُنظم المؤتمر منظمة "سبارك" الهولندية المختصة في مجال حماية حقوق النساء واللاجئين والتي تعمل في المناطق الواقعة تحت تأثير الحروب والصراعات.
ويناقش المؤتمر خلال ثلاث ندوات قضايا التشدد وكيفية تثبيت السلم والاستقرار وذلك بمشاركة وحضور عدد من الشخصيات السياسية والمسؤولين في اقليم كردستان الى جانب دبلوماسيين ومحللين ومختصين في الشؤون الدولية.
التعليقات