إيلاف من لندن: فيما تلامس درجات الحرارة في العراق درجة نصف الغليان خلال الساعات المقبلةفقد خفضت إيران كميات الغاز المجهزة له بشكل أدى الى تقليص عدد ساعات إمداد المواطنين بالتيار الكهربائي.
وقالت وزارة الكهرباء العراقية الأربعاء أن إيران قامت بتخفيض كميات الغاز المورد إلى العراق والضروري لتوليد الطقة الكهربائية.. وأوضحت في بيان تابعته "إيلاف" أن إيران خفضت تصدير 5 ملايين قدم مكعب من الغاز المورد للعراق ما تسبب في تقليص ساعات التجهيز.
وأكدت الوزارة أنها تجتهد لتقديم ساعات تجهيز مثلى للمواطنين ولكن نظراً لتقليل خمسة مليون متر مكعب من كمية الغاز الايراني المورد للعراق فإن ذلك ادى الى تحديد احمال المنظومة وبالتالي كان سبباً لتقليص ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية خلال الساعات الأخيرة.
وأشارت الى أن "الجانب الإيراني قد طالب بسداد الالتزامات المالية عن مستحقات الغاز من الجانب العراقي (البالغة مليار و600 مليون دولار) ومع تأخر إقرار الموازنة العامة والبحث عن حل بديل لقانون الأمن الغذائي، فإن ذلك سبب التلكؤ في تجهيز كميات الكهرباء المطلوبة.

وتعهدت الوزارة العراقية ببذل جهود برلمانية وحكومية حقيقية لتتواصل وزارة الكهرباء مع الجانب الايراني للتوصل الى حلول وسطية مُرضية لدفع المستحقات والاستمرار في ضخ الغاز دون ان يؤدي ذلك الى تدني جودة خدمات الطاقة والإضرار بمصلحة المواطنين.

درجات الحرارة تلامس نصف الغليان
ويأتي تخفيض إيران لكميات الغاز المطلوبة للعراق لتوفير الطاقة الكهربائية لمواطنيه فيما اعلنت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي العراقية اليوم عن ارتفاع درجات الحرارة للأيام المقبلة متوقعة وصولها إلى 48 درجة مئوية ابتداءً من غد الخميس.
وقالت الهيئة في بيان أن الارتفاع بدرجات الحرارة سببه تأثر البلاد بإمتداد المنخفض الجوي الموسمي الحراري .
وسبق أن وعدت وزارة الكهرباء العراقية مؤخراً بتحسين الطاقة وزيادات ساعات التجهيز، خلال موسم الصيف المقبل مؤكدة إدخال طاقات توليدية تبلغ بين 3.5 آلاف إلى 4.5 ميغاواط جديدة إلى المنظومة الوطنية وخطوط نقل استراتيجية ناقلة بين المحافظات كانت في السابق معطلة.
ويعتمد العراق على إيران لتأمين ثلث احتياجاته من الغاز لكن العقوبات الأميركية المفروضة على النفط والغاز الإيرانيين تعرقل تسديد العراق ثمن كميات الغاز المستورد ما أدى إلى تأخر البلاد في السداد ودفع إيران إلى الرد بوقف الضخ.


عمال كهرباء عراقيون لتأمين الطاقة الكهربائية للمواطنين مع ارتفاع كبير بدرجات الخحرارة (وزارة الكهرباء)

مفاوضات مع إيران
يشار الى أنه ضمن اجراءات الحكومة العراقية الاستباقية لتأمين الطاقة الكهربائية لمواطنيها مع اقتراب فصل الصيف فقد شهدت بغداد منتصف الشهر الماضي مباحثات عراقية إيرانية حول هذا الامر.
فقد بحث وزير الكهرباء العراقي المهندس عادل كريم مع وفد شركة الطاقة الإيرانية التزامات الطرفين في ظل الاتفاقيات الإطارية المشتركة .
وأشار الوزير العراقي الى انه بحث بشكل موسع مع وزير الطاقة الإيراني شراء الطاقة وحصل على موافقة مجلس الوزراء العراقي على شراء طاقة محددة عبر الخطوط الناقلة تماشياً مع أوقات الذروة.. وبين أن بلاده واجهت تخفيضاً كبيراً في مقدار الطاقة المستلمة وهذا ما دفعها لمناقشة الالتزامات المتبادلة "مع الإيرانيين.
ومن جانبه اشار المكتب الاعلامي لوزارة الكهرباء العراقية الى ان الجانب العراقي قد تمسك بالاطر القانونية في مفاوضاته مع وفد الشركة الإيرانية على اعتبار إن العقد بين الطرفين يمثل شريعة المتعاقدين ويحتوي في نصه على بنود ملزمة للطرفين لذا فإن الكهرباء العراقية ستلتزم بدورها وطلبت أن تبادر الشركة بالمثل بحسب ما تم الاتفاق عليه .

العقوبات الأميركية
وكان وزير الكهرباء العراقي قد دعا مؤخراً واشنطن إلى السماح بالدفع النقدي للمبالغ على الرغم من العقوبات التي تستهدف طهران.
وأوضح أنه بسبب العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب على طهران لا تستطيع بغداد الدفع نقداً ويتعين على إيران استخدام الأموال لشراء بضائع من قطاعي الأغذية الزراعية أو الأدوية. وأوضح أن "هذه المبالغ تحجز لدى البنك العراقي للتجارة ولا يتم دفعها للحكومة الإيرانية".
وفي محاولة للضغط على العراق الغني بالنفط لسداد مستحقاته قطعت إيران مرارًا إمدادات الغاز والكهرباء عن بغداد التي تتعرض لانقطاع يومي للتيار الكهربائي يزداد سوءًا خلال الصيف.
يذكر أن الغاز المستورد من إيران يساعد على تشغيل محطات كهربائية عراقية ترفد المنظومة بقرابة 3300 ميغاوات. وتعفي واشنطن العراق من عقوبات استيراد الغاز والكهرباء من إيران جراء عجز بغداد عن سد الحاجة المحلية من الطاقة الكهربائية.
يذكر أن العراق يجري مباحثات مع عدة دول خليجية أبرزها السعودية لاستيراد الكهرباء، فيما اعتمد خلال سنوات مضت على إيران في إمدادات الكهرباء باستيراد 1200 ميغاوات.
ويعاني العراق أزمة نقص الكهرباء منذ عقود إذ ينتج 19 ألف ميغاوات بينما يتجاوز الاحتياج الفعلي 30 ألف ميغاوات وفقاً لمسؤولين في القطاع.