طهران: قتل 21 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح الأربعاء جراء انحراف قطار قرب مدينة طبس وسط إيران بعد احتكاك مع حفارة موجودة على مقربة من سكته، في أحد أسوأ حوادث القطارات في الجمهورية الإسلامية منذ أعوام.

وكان القطار يقوم برحلة بين مشهد (شمال شرق) ثاني كبرى مدن البلاد، الى مدينة يزد في وسطها، وعلى متنه 348 شخصا، قبل أن ينحرف عن سكته فجر الأربعاء في منطقة صحراوية ونائية.

وقال رئيس منظمة الطوارئ في محافظة يزد أحمد دهقان إن 21 شخصا على الأقل قضوا في الحادث، وفق ما نقل عنه الموقع الالكتروني للتلفزيون الرسمي.

وكان المتحدث باسم هيئة الاغاثة الوطنية مجتبى خالدي أفاد في وقت سابق اليوم عن مقتل 17 شخصا وإصابة 86 آخرين نقل 37 منهم الى المستشفى.

وحذّر خالدي من احتمال ارتفاع الحصيلة لوجود حالات حرجة بين الجرحى، مؤكدا أن "24 سيارة اسعاف وثلاث مروحيات أرسلت الى المكان".

انحرف القطار عند الساعة الخامسة والنصف فجر الأربعاء (الأولى بعد منتصف الليل بتوقيت غرينيتش)، وفق ما أفاد مسؤولون في مجال الانقاذ.

وأكد مسؤولون أن خمس من عربات القطار الإحدى عشرة انحرفت عن السكة جراء الحادث.

وأوضح نائب رئيس شركة السكك الحديد الإيرانية مير حسن موسوي للقناة الرسمية إن "القطار الذي كان على متنه 348 راكبا، انحرف بعد احتكاك مع آلة حفر" كانت قرب السكة.

وأظهرت صور نشرتها وكالة "إيسنا" حفارة مجنزرة صفراء وهي منقلبة على جانبها، بينما لامس أسفلها عربات من القطار لا تزال على السكة الممتدة في منطقة صحراوية وسط البلاد.

وبينت لقطات من الجو عرضتها وسائل إعلام محلية، أن أربع عربات على الأقل انحرفت عن السكة، بينها اثنتان انفصلتا بالكامل عن بقية القطار. وانقلبت عربات على جانبها وتعرضت لأضرار جسيمة.

تقع طبس في محافظة خراسان الجنوبية على مسافة حوالى 900 كيلومتر برا جنوب شرق طهران، على الطريق بين يزد وهي إحدى أبرز مدن وسط البلاد، ومشهد في الشمال الشرقي، وهي ثاني كبرى مدن إيران وتضم مرقد الإمام الرضا، ثامن الأئمة المعصومين لدى الشيعة.

أعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن "تعاطفه ومواساته لأسر الضحايا"، وأوعز الى المسؤولين بحشد "جميع الطاقات والامكانيات من أجل توفير المساعدات الاغاثية للمصابين"، وفق ما أفادت وكالة "إرنا" الرسمية.

كما أصدر توجيهاته لوزيري الداخلية أحمد وحيدي والطرق والتنمية العمرانية رستم قاسمي "بفتح تحقيق حول هذا الحادث المرير ومعاقبة الجهات المقصرة لضمان عدم تكراره".

وكان قاسمي تقدّم باعتذار من الإيرانيين عبر تويتر، مؤكدا أن وزارته تتحمل مسؤولية الحادث.

وفي تصريحات لاحقة، أفاد قاسمي بأن "الاحتكاك بالحفّارة كان السبب الأساسي للحادث"، مشيرا الى أن التقييمات الأولية تفيد بأن سائق القطار ضغط على المكابح بقوة بعد ذلك.

وتابع "عموما، ما هو واضح هو الخطأ البشري الذي يقع بشكل أكبر على عاتق السائق (القطار)، أما كيف ولماذا فيجب أن تخضع لتحقيق معمّق أكثر".

وزار المدعي العام في طبس مكان الحادث بينما فتح تحقيق لمعرفة أسبابه، كما أورد الاعلام المحلي.

ويأتي انحراف القطار بعد أكثر من أسبوعين على انهيار جزء من مبنى في مدينة آبادان بمحافظة خوزستان في جنوب غرب البلاد، في حادث وصلت حصيلته الى 43 قتيلا، وفق آخر الأرقام التي أعلنها مسؤولون الثلاثاء، مع تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض.

وانهار في 23 أيار/مايو، قسم كبير من مبنى "متروبول" المكوّن من عشر طبقات في آبادان، إحدى المدن الرئيسية في المحافظة الحدودية مع العراق، متسبّبا بإحدى أسوأ الكوارث الناتجة عن حوادث مماثلة منذ أعوام.

وأدت حادثة انهيار المبنى الى سلسلة تحركات شعبية تضامنا مع عائلات الضحايا، تخللتها احتجاجات على الفساد ومطالبات بمحاسبة المسؤولين.

وأدى تصادم قطارين في شمال إيران في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، الى مقتل 44 شخصا وإصابة أكثر من ثمانين آخرين بجروح، في واحدة من أسوأ كوارث السكك الحديد في الجمهورية الإسلامية منذ أعوام.

وعقب ذاك الحادث، أعلن المسؤول عن شركة السكك الحديد محسن بورسيد آغائي استقالته، موضحًا أنه فعل ذلك "تعبيرا عن مسؤوليتي الاجتماعية وتعاطفي مع الناجين من هذا الحادث".

وقدّم المسؤول الذي كان يشغل في حينه منصب نائب وزير الطرق، "اعتذارا" من الذين تضرروا من الحادث، علما بأن استقالته أتت بعد الاعلان عن توقيف السلطات القضائية أربعة من موظفيه.

وفي كانون الثاني/يناير 2010، قتل سبعة أشخاص على الأقل لدى انحراف قطار عن السكة بين مشهد وطهران.