إيلاف من بيروت: دافعت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن نهجها تجاه أوكرانيا وروسيا خلال 16 عامًا، قائلة إن اتفاق السلام لعام 2015 الذي تم انتقاده بشدة لشرق أوكرانيا منح كييف وقتًا ثمينًا، ولن تعتذر عن جهودها الدبلوماسية.

في أول تعليق جوهري لها منذ تركها منصبها قبل ستة أشهر، قالت ميركل إن لا عذر للهجوم الروسي الوحشي على أوكرانيا، وكان خطًا كبيرًا من جانب روسيا.

ميركل، التي تعاملت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طوال فترة زعامتها ألمانيا، رفضت ما يقال إنها مسؤولة مع آخرين عن تهدئة مكنت روسيا من الغزو في نهاية المطاف. فهي حاولت العمل لتفادي الكارثة، والدبلوماسية لم تكن خاطئة إذا لم تنجح، كما قالت في مقابلة على خشبة مسرح برلين تم بثها على الهواء مباشرة. أضافت: "لا أرى أنه يجب أن أقول الآن إنه كان خطأ، لذا لن أعتذر. من دواعي أسفي الشديد أن ذلك لم ينجح، لكنني لا ألوم نفسي على المحاولة".

دافعت ميركل عن اتفاق السلام لعام 2015 الذي توسطت فيه هي والرئيس الفرنسي آنذاك فرانسوا هولاند في مينسك، بيلاروسيا، بهدف تخفيف القتال في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين المدعومين من روسيا. واعترفت بأنها لم تحقق جميع مصالح أوكرانيا وأن قلة من الناس تقف إلى جانبها الآن، حيث قال البعض أن ذلك التفاوض كان سيئاً، "لكن في الوقت نفسه منح أوكرانيا سبع سنوات لتتطور إلى ما هي عليه اليوم".

أضافت ميركل أن العقوبات ضد روسيا بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم في 2014 كان من الممكن أن تكون أقوى، "لكننا لم نفعل شيئا"، مشيرة إلى أن روسيا طردت من مجموعة الثماني وان الناتو وضع هدفا للدول للعمل على انفاق 2 في المئة من ناتجها المحلي على الدفاع.

كذلك، دافعت ميركل بقوة عن قرار صدر في عام 2008 بعدم وضع أوكرانيا مباشرة على المسار الصحيح للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو القرار الذي وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أوائل أبريل بأنه "سوء تقدير".

وبحسبها، أوكرانيا ليست الدولة التي نعرفها اليوم، "إنها دولة منقسمة للغاية ويهيمن عليها الأوليغارشيون، ولم تكن بلدًا مستقرًا ديمقراطيًا داخليًا، والضوء الأخضر لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي في عام 2008 كان من شأنه أن يؤدي إلى عدوان روسي أسرع، حين كانت أوكرانيا أقل قدرة على المقاومة. كنت على يقين من أن بوتين لن يسمح بحدوث ذلك. فمن وجهة نظره، كان ذلك إعلان حرب... لا أوافقه في هذه الفكرة، لكنني أعرف كيف كان يفكر".

وضبطت ميركل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" من روسيا إلى ألمانيا، وهو مشروع دافعت عنه فترة طويلة بوجه انتقادات من الولايات المتحدة وأوكرانيا وحلفاء أوروبا الشرقية. وقد أوقفت حكومة المستشار الحالي أولاف شولتز المشروع في فبراير الماضي، كما قررت إدارته تسليم أسلحة إلى أوكرانيا.

وقالت ميركل إنها عارضت فعل ذلك عندما كانت مستشارة لأن ألمانيا وفرنسا كانتا تحاولان قيادة الدبلوماسية، "لكن هذا لم يعد مدرجًا على جدول الأعمال اليوم، فهذا وقت مختلف".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "بيزنس ستاندارد"