قال مسؤولون أوكرانيون إن 19 شخصًا على الأقل، بينهم طفل، قتلوا في قصف صاروخي روسي ليلي على منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا.

واتهم كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية اندريه يرماك روسيا بـ"شن حرب على المدنيين الأوكرانيين ردا على هزائمها العسكرية".

وتقول خدمة الطوارئ الحكومية إن "جميع الضحايا تقريبًا كانوا في مبنى من تسعة طوابق أصيب بصاروخ واحد في قرية سيرهيفكا".

وقتل شخصان على الأقل، بينهم الطفل، في غارة منفصلة على منتجع سياحي في القرية.

وأطلقت روسيا عشرات الصواريخ على مدن أوكرانية في الأيام القليلة الماضية.

ونفى المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، مرة أخرى يوم الجمعة أن روسيا تقصف أهدافا مدنية.

وقالت الطوارئ إن الصواريخ أصابت سيرهيفكا في حوالي الساعة 01:00 يوم الجمعة (22:00 بتوقيت غرينتش الخميس).

ونشرت لقطات تظهر رجال الإطفاء يبحثون عن ناجين في حطام المبنى المكون من تسعة طوابق.

كما شوهدوا وهم يحملون ما يبدو أنه جثة أحد الضحايا.

وتقول الطوارئ إن 38 شخصًا، من بينهم ستة أطفال، أصيبوا في الضربات الروسية.

رجال إنقاذ في مبنى مهدم
Ukraine's DSNS emergency service

وقالت مارينا مارتينينكو، المتحدثة باسم خدمات الطوارئ في منطقة أوديسا للتلفزيون الأوكراني إن الجدار الخارجي للمبنى قد تضرر، وأضرمت النيران في متجر قريب بعد الضربة. وقام رجال الإطفاء في وقت لاحق بإخماد الحريق.

وقالت إن 60 من رجال الإنقاذ يعملون حاليا في الموقع. ويُعتقد أن نحو 150 شخصًا يقيمون في المبنى.

وقال كيريلو تيموشينكو، نائب رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، إن الطفل الذي قُتل في المنتجع كان صبيًا يبلغ من العمر 12 عامًا. وأضاف أن "ثلاثة أشخاص بينهم طفلان ما زالوا تحت الأنقاض".

وتقيم يوليا بوندار، 60 عامًا، في مبنى قريب.

وقالت لبي بي سي "سمعنا ثلاثة انفجارات والآن لم يبق شيء من المركز الترفيهي". "القرية هادئة للغاية، ولم نكن نعتقد أن هذا يمكن أن يحدث".

وقالت بوندار إن عددا قليلا من الناس كانوا في المركز لأنهم لا يبقون وقتا طويلا هناك مساء.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن طائرات حربية روسية أطلقت ثلاثة صواريخ فوق البحر الأسود.

وقال المتحدث باسم إدارة أوديسا الإقليمية، سيرهي براتشوك، إنه يعتقد أنه تم استخدام صواريخ إكس -22 التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.

وكانت أوكرانيا تأمل في أن يؤدي الانسحاب الروسي يوم الخميس من جزيرة الأفعى ذات الأهمية الاستراتيجية إلى تخفيف التهديد على أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا على البحر الأسود.

وقالت روسيا إنها سحبت قواتها من الجزيرة كـ "بادرة على حسن النوايا" لإثبات أنها لا تعرقل صادرات الحبوب من أوديسا وموانئ أوكرانية أخرى، لكن أوكرانيا رفضت هذا الادعاء، قائلة إن موسكو واصلت قصف مخازن الحبوب لديها.

تحليل

جوناثان بيل - مراسل شؤون الدفاع

على الرغم من أن القوات الروسية تركز جل جهودها القتالية على شرق أوكرانيا، إلا أن روسيا تواصل استخدام الصواريخ طويلة المدى لاستهداف المدن في جميع أنحاء البلاد. الليلة الماضية تعرضت منطقة أوديسا للقصف مرة أخرى. حدث ذلك بعد فترة وجيزة من انسحاب روسيا من جزيرة الأفعى في غرب البحر الأسود. لكن المنطقة، مثل غيرها، كانت مستهدفة طوال الحرب.

وتقول روسيا أنها تستهدف المواقع العسكرية والبنية التحتية. لكنها في الواقع، غالبًا ما تصيب المناطق المدنية، مثل المباني السكنية. بالنسبة للعديد من الأوكرانيين، يبدو هذا متعمدًا، ومحاولة تهدف إلى تحطيم معنويات البلاد. ولكن في كثير من الأحيان يمكن أن يكون لمثل هذه الهجمات تأثير معاكس، وتقوي العزيمة الغربية أيضًا. وإذا لم تكن روسيا تقصد حقًا قتل المدنيين، فهذا يشير إلى أن أسلحتها غالبًا ما تكون غير دقيقة.

والحقيقة هي أن الضربات الصاروخية الروسية طويلة المدى تُظهر ضعفًا بقدر ما تُظهر قوة.

فروسيا تشن تلك الضربات خارج المجال الجوي الأوكراني، وهذا يعني أنها لا تسيطر على الأجواء.

ويعني ذلك أيضًا أنها غير قادرة على القيام برحلات استطلاع فوق البلاد لجمع المعلومات الاستخبارية.

لم تُخفِ روسيا أنها تحاول استهداف خطوط الإمداد العسكرية القادمة من الغرب. لكن هناك القليل من الأدلة على أنها حققت نجاحًا كبيرًا، فالأسلحة ما تزال تمر.