لندن: أعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس السبت عدم رغبته بخوض غمار المنافسة الحادة لخلافة رئيس الوزراء بوريس جونسون على الرغم من التأييد الذي يحظى به وفق استطلاعات الرأي في أوساط المحافظين.

وعملية الانتخاب التي يرجح أن تستمر لأشهر وتضع أكثر من عشرة نواب محافظين ومجموعات عدة من الحزب الحاكم في مواجهة بعضهم، من المقرر أن تسلك مسارها الرسمي الاثنين عندما تجتمع لجنة من نواب المقاعد الخلفية للاتفاق على الجدول الزمني للعملية وقواعدها.

أربعة متنافسين

وحتى الآن أعلن أربعة متنافسين محافظين ترشحهم، الأوفر حظا بينهم هو وزير المال السابق ريشي سوناك الذي ساعد في إطلاق التمرد الوزاري الذي أطاح جونسون الخميس.

واستقال سوناك في وقت متأخر الثلاثاء، ما دفع عشرات من زملائه إلى حذو حذوه لإجبار جونسون على الاستقالة من منصب رئيس حزب المحافظين، وهو ما حصل بعد 36 ساعة.

لكن جونسون الذي حفلت رئاسته للوزراء خلال ثلاث سنوات بالفضائح وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وكوفيد، قال إنه سيبقى في منصبه حتى يتم اختيار خلف له.

وسيختار أعضاء حزب المحافظين زعيمهم الجديد من قائمة مختصرة من شخصين بعد جولات تصويت متعددة للنواب قبل انعقاد المؤتمر السنوي للحزب أوائل تشرين الاول/أكتوبر.

ومن المتوقع أن تحتل الضرائب مقدم أولويات المرشحين الى جانب إظهار التأييد الحازم لبريكست، في وقت تواجه بريطانيا تضخما مرتفعا وزيادات متنامية في الأسعار ومعدلات ضرائب مرتفعة نسبيا.

وإلى جانب سوناك، أعلنت سويلا بريفرمان المدعية العامة السابقة والمؤيدة بشدة لبريكست وكيمي بادنوتش وزيرة المساواة السابقة غير المعروفة نسبيا وتوم تاغندات النائب عن حزب المحافظين، ترشحهم لرئاسة الحزب وبالتالي رئاسة الوزراء.

تراس

من المتوقع أن تنضم وزيرة الخارجية ليز تراس ووزير المال الجديد ناظم زهاوي الذي حل محل سوناك في وزارة الخزانة الأربعاء، الى حلبة المتنافسين المكتظة التي قد تضم ما يصل إلى 15 مرشحا.

كما أبلغ مؤيدون لوزير الخارجية السابق جيريمي هانت الذي نافس بوريس جونسون عام 2019 وسائل إعلام بريطانية، إن ترشحه مرة أخرى "مؤكد افتراضيا".

ومع ذلك قال والاس الذي أثار أداءه كوزير دفاع الاعجاب وكان من بين المرشحين الأوائل في العديد من استطلاعات الرأي الأخيرة إنه لن يترشح، وذلك بعد مناقشة الأمر مع زملائه وعائلته.

وأضاف على تويتر "لم يكن خيارا سهلا، لكن تركيزي ينصب على وظيفتي الحالية والحفاظ على أمن هذا البلد العظيم".

وحظي سوناك، الذي كان متقدما بفارق ضئيل على تراس في آخر استطلاع رأي لأعضاء الحزب، بتأييد فوري من العديد من كبار أعضاء البرلمان بعد إعلانه خوض المنافسة في تسجيل فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر الجمعة.

لكن سوناك سرعان ما تعرض لهجوم من قبل موالين لجونسون في إشارة الى الحدة التي يمكن أن تشوب المنافسة.

غضبٌ من سوناك

وندد الوزير المحافظ جاكوب ريس-موغ بترشح سوناك ووصفه بأنه وزير مال "الضرائب المرتفعة" الذي فشل في كبح التضخم، وسط تقارير عن مسعى منسق لعرقلة محاولته تولي منصب رئيس وزراء.

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" السبت إن غضبا عارما ساد أوساط فريق رئيس الوزراء المنتهية ولايته بسبب استقالة سوناك، ووصفه مسؤول كبير بأنه "ابن سافلة خائن".

وبعد نحو 60 استقالة دفعت جونسون للتخلي عن رئاسة حزب المحافظين، شكل الأخير فريق عمل جديدا لتصريف الاعمال، وأعلن سلسلة من التعيينات في وقت متأخر الجمعة.

وقال داونينغ ستريت في أول اجتماع لكبار وزرائه تم عقده على عجل، إن جونسون البالغ 58 عاما أقر الخميس بأنه "ينبغي ترك القرارات المالية الرئيسية لرئيس الوزراء المقبل".

ويخوض المرشحون المحافظون جولات انتخابية عدة لحصد أعلى عدد من أصوات نواب الحزب البالغ عددهم 358، مع استبعاد الأدنى مرتبة في كل مرة، قبل أن يقترع أعضاء الحزب لاختيار رئيس من بين المرشحين الأول والثاني الأكثر تأييدا.

ورفض المحافظون تحديد عدد أعضاء الحزب المؤهلين للانتخاب، لكن في الانتخابات الأخيرة عام 2019 شارك أكثر من 160 ألفا.

تضييق القائمة

ومع نمو قائمة المرشحين، حذر بعض كبار المشرعين من ضرورة تضييق القائمة بسرعة.

وتوقع جيفري كليفتون-براون، أمين صندوق لجنة عام 1922 التي تدير عملية الانتخاب، لإذاعة "تايمز" أن يتم تحديد القائمة المختصرة النهائية المكونة من مرشحين اثنين في غضون أسابيع، وقبل العطلة الصيفية للبرلمان التي تبدأ بعد 21 تموز/يوليو.