إيلاف من بيروت: سينثيا زرازير نائبة جديدة في البرلمان، وصلت إلى الندوة البرلمانية بأصوات لبنانيين سئموا مجلساً نيابيًا يجتر نفسه منذ عقود. ومنذ يومها الأول نائبة عن الأمة، تعرضت هذه النائبة لشتى أنواع التنمر اللفظي من نواب ينتمون إلى اتجاهات عدة، معظمهم تابعون لرئيس البرلمان، رئيس حركة أمل الشيعية، نبيه بري، إذ يتقصدون أن يخطئوا في لفظ اسمها تبخيسًا قي قدرها.

في الجلسة التشريعية التي جرت الثلاثاء، وقفت زرازير أمام نواب "أمل" متصدية لهم إذ بادروها حين دخلت قاعة الجلسة بكلمات مهينة مثل "أتت زرزور"، و"جاءت صراصير"، وما شابه، فأنبتهم لكن أحدًا لم يرتدع. وروت أنه في إحدى الجلسات النيابية، هاجمها النائب علي خريس، أحد نواب "أمل"، قائلًا: "إنتي ولد بدّي ربّيكي".

وفي نهاية الجلسة، خرجت عن صمتها، وصرحت بالفم الملآن ما يحصل معها من إهانات مقصودة: فشرطة المجلس النيابي ادعت أنها لا تعرفها، ولم تعترف بها نائبة آتية لحضور جلسىة تشريعية، واتهمتها بالكذب، في أمر يتكرر في كل مرة تحضر إلى المجلس النيابي. كما أن المسؤولين عن الجلس النيابي خصصوا لها موقف سيارة أصغر لا يتسع لأكثر من دراجة، وحين اعترضت، بادرها النائب علي حسن خليل بالقول: "أنت ثرية، فاشتري سيارة صغيرة"... علي حسن خليل نفسه القابع في حماية بري، بوصفه معاونه السياسي في "أمل"، وهو نفسه الهارب من العدالة والممتنع عن حضور جلسات الاستجوب إذ هو متهم بالإهمال الكبير الذي أدى إلى انفجار مادة نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، في 4 أغسطس 2020.

أما ثالثة الأثافي فكانت أن تستلم من أمانة سر المجلس النيابي مكتباً لها، كما كل النواب، فتجد أدراجه مليئة بمجلات "بلاي بوي" الإباحية، وبواقيات ذكرية مختومة وأخرى مستعملة ومتروكة هنا وهناك، وبطعام مهمل منذ وقت طويل حتى أكله العفن وانبعثت منه روائح كريهة. قالت في مؤتمرها الصحافي: "لا أعرف من ترك واقياته الذكرية وما السبب في تركها هنا، ولا أتهم نائبًا بذلك، فأنا لم أتسلم هذا المكتب من نائب، لا تسلمته من مجلس النواب".

ربما كان أفضل وصف لهؤلاء هو الذي قدمته زرازير بنفسها: "نواب تفوقت ذكوريتهم على رجوليتهم". فالرجال لا تتلطى خلف حماية حزبية للتهرب من مواجهة القاضي في جريمة "العصر" اللبنانية، والذكور وحدهم يستمنون أقوالهم وأفعالهم في أدراج الكذب.