إيلاف من لندن: فيما غادر قائد فيلق القدس الإيراني بغداد بعد اجتماعين مع أطراف شيعية وكردية، تداول ناشطون صورا لزعيم حزب الدعوة نوري المالكي حاملا سلاحه خوفا لدى اقتحام المحتجين للمنطقة الخضراء.
فقد نشر ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الاخيرة صورا تابعتها "ايلاف" لرئيس ائتلاف دولة القانون زعيم حزب الدعوة إحدى القوى المؤثرة في الاطار التنسيقي الشيعي الموالي لإيران نوري المالكي وهو يحمل سلاحه الرشاش في مكتبه ثم مع حراس مدججين بالسلاح قالوا إنها التقطت له قرب منزله خلال إخراجه من المنطقة الخضراء بعد اقتحامها من المحتجين الرافضين لترشيح الاطار للوزير السابق محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة باعتباره أحد رجالات المالكي الذي دفع بترشيحه للمنصب رسمياً.

المالكي: بزة عسكرية وسلاح رشاش
وظهر المالكي في إحدى الصور المتداولة وهو في مكتبه مرتدياً بزة عسكرية وحاملا سلاحه الرشاش .. وفي الأخرى محاطا بتسعة من حراسه الأمنيين المدججين بالسلاح وقد ظهر وسطهم وقد حمل بدوره سلاحاً رشاشاً وذلك إثر اقتحام المئات من المحتجين من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خصمه اللدود للخضراء ظهر أمس خلال اجتماع لقادة الإطار الشيعي قبل انسحابهم منها مساء بدعوة من زعيمهم.


المالكي مرتدياً بزة عسكرية وحاملاً سلاحاً رشاشاً بمكتبه في المنطقة الخضراء الأربعاء 27 يوليو 2022 إثر اقتحام أنصار الصدر للمنطقة (تويتر)

وقال الصدر في تغريدة على تويتر تابعتها "إيلاف" موجهة إلى انصاره "إنها ثورة إصلاح ورفض للضيم والفساد.. وصلت رسالتكم أيها الأحبة فقد أرعبتم الفاسدين.. حرة إذن.. صلوا ركعتين وعودوا لمنازلكم سالمين".
وكان الصدر قد اتهم المالكي الأسبوع الماضي - بعد تسريب تسجيلات منسوبة إليه يهاجم فيها زعيم التيار الصدري- بالعمالة والاجرام والفساد والسبب في احتلال تنظيم داعش للموصل عام 2014 حين كان رئيساً للحكومة وقائداً عاماً للقوات المسلحة ووقوع جريمة سبايكر اثرها والتي تم فيها قتل تنظيم داعش ومتعاونين عراقيين معه للمئات من الشباب الشيعة المتطوعين للخدمة العسكرية.


المالكي حاملاً سلاحه وهو محاط بعدد من الحراس الامنيين قرب منزله في المنطقة الخضراء مساء الأربعاء 27 يوليو 2022 اثر اقتحام المحتجين لها (تويتر)

قاآني غادر بغداد
علمت "إيلاف" أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قا ني قد غادر بغداد الليلة الماضية عائداً الى طهران اثر زيارة خاطفة الى بغداد لم يعلن عنها حيث التقى في اجتماعين منفصلين قادة من الاطار الشيعي والمليشيات المسلحة ومع قادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني حليف الاطار.
وكشف مصدر سياسي مطلع عن مضمون مباحثات أجراها قاآني مع الاتحاد الوطني الكردستاني حيث نقلت وكالة "شفق نيوز" الكردية عن المصدر قوله إن الاجتماع تم التطرق فيه إلى مسألة المرشح لرئاسة الجمهورية العراقية حيث الخلاف بين الاتحاد الوطني بزعامة طالباني الذي رشح للمنصب الرئيس الحالي برهم صالح والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني الذي رشح وزير الداخلية في حكومة اقليم كردستان ريبر أحمد.
وأضاف المصدر أنه تم طرح سيناريو التنازل للديمقراطي عن المنصب مقابل تنازل الأخير عن كل استحقاقاته الحكومية لصالح الاتحاد و"وفي حال تعذر ذلك فقد حث قاآني الاتحاد الوطني على الذهاب لمرشح تسوية مع الحزب الديمقراطي .
وبحسب تسريبات فإن مرشح التسوية الذي يدور الحديث حوله هو لطيف رشيد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني وعديل الرئيس الراحل جلال طالباني زوج شناز إبراهيم أحمد.

متمسكون بالسوداني
ومن جهته أشار مصدر في الإطار التنسيقي الذي يضم القوى السياسية الشيعية بعيداً عن الكتلة الصدرية الى أن قآاني عقد اجتماعاً مع قيادات الاطار وأخرى للمليشيات حيث تمت مناقشة التطورات السياسية الحالية في العراق.
وقال المصدر إن الاجتماع عُقد خارج المنطقة الخضراء خلال اقتحام أنصار الصدر لمبنى البرلمان كما أن قائد فيلق القدس اطلّع على مضمون بيان الإطار بهذا الخصوص والذي حمل الحكومة مسؤولية الحفاظ على الامن ومنع الفتنة.
وأضاف المصدر أن قادة الإطار أكدوا خلال الاجتماع التمسك بترشيح محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الحكومة على الرغم من تظاهر الصدريين ضده.. مبيناً أن الإطار سيعيد النظر بهذا الأمر فقط في حال طلب السوداني سحب ترشيحه شخصياً.


قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني أسماعيل قاآني غادر بغداد مساء الاربعاء 27 يوليو 2022 اثر زيارة خاطفة لبغداد اجتمع خلالها مع اطراف شيعية وكردية (تويتر)

وقآاني الذي خلف قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس والذي اغتيل في العراق في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020 تكررت زياراته الى بغداد لإعادة ترتيب البيت الشيعي مجددا وتشكيل حكومة توافقية الا أن محاولاته السابقة لم تحقق مبتغاه.

الرئيس العراقي يدعو الى التهدئة
ومن جهته دعا الرئيس العراقي برهم صالح الى التهدئة وتجنب أي تصعيد اثر اقتحام المحتجين على ترشيح القوى الموالية لايران للسوداني لرئاسة الحكومة الجديدة للخضراء مشدداً على ضرورة تكاتف الجميع للعمل في صف واحد.
وقال صالح في بيان تابعته "إيلاف" إن "التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً مع ضرورة الالتزام بالضوابط والقوانين وحفظ الأمن العام والممتلكات العامة، وضبط النفس وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار".
وأكد على "ضرورة التزام التهدئة وتغليب لغة العقل وتجنّب أي تصعيد قد يمس السلم والأمن المجتمعيين وتضافر الجهود لتلبية الاستحقاقات الوطنية وتحقيق إرادة الشعب والاستجابة لتطلعاته في الإصلاح وتشكيل سلطات فاعلة تحمي المصالح العليا للبلد وتُرسّخ دولة مقتدرة تُحقق تطلعات الشعب نحو مستقبل أفضل".

وحذر من أن العراق "يمر بظرف دقيق وأمامه تحديات جسيمة واستحقاقات كبرى تستوجب توحيد الصف والحفاظ على المسار الديمقراطي السلمي في البلد الذي ضحى من أجله شعبنا على مدى عقود من الاستبداد والاضطهاد والعنف وهذا يستدعي تكاتف الجميع للعمل بصفّ واحد من أجل بلدنا وتقدمه ورفعته" كما قال.
وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي قد دعا "أبناءه المتظاهرين" إلى الالتزام بسلميتهم والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وبتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حمايتهم حسب الضوابط والقوانين والانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي أمس تابعته "ايلاف".
وأكد الكاظمي أن القوات الأمنية ستكون "ملتزمة بحماية مؤسسات الدولة والبعثات الدولية ومنع أي إخلال بالأمن والنظام".