إيلاف من الرباط: قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي،عيساوي فريج، اليوم الخميس بالرباط ، أن المغرب يضطلع، بفضل السياسة الرشيدة للملك محمد السادس، بدور "رئيسي ومهم" في منطقة الشرق الأوسط.
جاء ذلك في تصريح أدلى به فريج عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة .
فرصة للتداول حول الموضوع الإسرائيلي-الفلسطيني
وأبرز فريج أن هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار زيارة العمل التي يقوم بها للمغرب، شكل فرصة للتداول حول الموضوع الإسرائيلي-الفلسطيني.
وأشار إلى أن المباحثات همت أيضا "سبل تكثيف العلاقات والاتصال بين المجتمعين المغربي والإسرائيلي، وهو ما من شأنه تعزيز التقدم في عدد من المجالات ، لاسيما المجال السياسي".
وأضاف، في السياق ذاته، أن تقوية أسس التعاون يشمل كذلك مجالات السياحة، والعمل على خلق الفرص في مجال التكنولوجيا العالية بالمغرب، وذلك "كي يكون للشباب حصة من هذا التقدم".
يشار إلى أن الوزير الإسرائيلي أجرى ، خلال هذا الأسبوع، مباحثات مع عبد اللطيف ميراوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومحمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، ومنير ليموري، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات( البلديات) ، عمدة مدينة طنجة.
المستشار الملكي ازولاي رفقة الوزير الاسرائيلي في بيت الذاكرة بالصويرة ويبدو الى جانبهما طارق العثماني عمدة المدينة
وكان فريج،قد زار الأربعاء،مدينة الصويرة( جنوب الدار البيضاء) ، ملتقى الحضارات بامتياز، وواحة القيم العالمية والتعايش بين مختلف الديانات السماوية التوحيدية.
واستقبل فريج، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المغرب، والوفد المرافق له، في أجواء ودية وأخوية، بالفضاء الرمزي لدار الصويري، من قبل رئيس المجلس الجماعي( البلدي) للصويرة، طارق العثماني، بحضور مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة -موكادور، أندري أزولاي، وفاعلين محليين آخرين.
وأشاد فريج، في كلمة بالمناسبة، بالاستقبال الحار الذي خصص له بهذه المدينة العريقة، مبرزا الهوية المتعددة للمملكة بتعدد روافدها (العربية، الأمازيغية، واليهودية، والأندلسية..)، التي ارتوت جذورها من جداول التعددية الثقافية.
النموذج المغربي للتعايش بين الديانات
وسلط الضوء، في هذا السياق، على تفرد النموذج المغربي للتعايش بين الديانات، موضحا أنه يجسد الحكمة والرؤية المتبصرة والنيرة للملك محمد السادس.
وأشار فريج إلى أن جميع الديانات السماوية هي في خدمة الإنسانية، معربا، في ختام كلمته، عن سعادته الكبيرة بهذه الدعوة التي مكنته من اكتشاف هذه المدينة، التي تجاوز صيتها الحدود الوطنية.
وشملت زيارة وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي إلى الصويرة، فضاء "بيت الذاكرة"، وبعض المواقع بالمدينة العتيقة، التي أصبحت تكتسي حلة جديدة بفضل البرنامج التكميلي لإعادة تأهيل وتثمين هذا النسيج العمراني (2019-2023).
وقال فريج إن "بيت الذاكرة"هو فضاء يعبق بالتاريخ وبقيم العيش المشترك.
الامل والالهام
وأوضح المسؤول الإسرائيلي، في تصريح للصحافة، عقب زيارته لهذا الفضاء التاريخي والروحي والتراثي الموجه لحفظ الذاكرة اليهودية - المغربية وتثمينها، أن هذه الحمولة التاريخية الهائلة والرمزية الكبيرة تبعث على الأمل والإلهام. وقال إن رؤية مختلف فئات المجتمع، من أطفال، ونساء، وفتيات، ومسؤولين، والعديد من الفاعلين يتشبعون بهذه العبر والقيم العالمية التي يثمنها هذا الفضاء، "تغذي الإحساس بالأمل" في مستقبل أفضل.
أشياء كثيرة توحدنا والقليل يفرقنا
وأضاف الوزير الإسرائيلي أن هناك "أشياء كثيرة توحدنا والقليل يفرقنا"، داعيا إلى التشبث يقوة بالأشياء الإيجابية، والعمل معا لتوطيدها أكثر.
من جهة أخرى، أوضح فريج أن زيارته الى الصويرة ، التي تندرج في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى المغرب، تجد تفسيرها في المكانة الرمزية والسمعة التي تتمتع بها هذه المدينة العريقة، بفضل تاريخها الغني وتراثها المتنوع والتظاهرات والمهرجانات ذات الصيت العالمي، التي تحتضنها.
أزولاي والوزير فريج في بيت الذاكرة
وأشار،في هذا السياق، إلى أن وزارته قررت المشاركة، وتقديم الدعم والمساهمة بطريقة واضحة وفعلية في تنظيم مهرجان "الأندلسيات الأطلسية" المقرر في أكتوبر المقبل.
وأضاف أن هذه الزيارة "أتاحت لنا فرصة التعرف والاطلاع عن كثب على السمعة الدولية التي تتمتع بها هذه المدينة العريقة، وعلى تاريخها"، مبرزا أن حاضرة الرياح معروفة ومعترف بها كأرض للعيش المشترك، وملاذا لجميع الطوائف والشعوب والحساسيات الدينية. كما أعلن فريج أنه سيشارك في مهرجان "الأندلسيات الأطلسية" في أكتوبر المقبل، معربا عن الأمل في أن تساهم مشاركته في هذه التظاهرة الثقافية المرموقة في تعزيز التقارب بين إسرائيل والمغرب.
وخلال زيارة فريج لـ "بيت الذاكرة"، التي جرت بحضور الوفد المرافق له، قدم المستشار أزولاي،شروحات مستفيضة حول كنيس "صلاة عطية"، وكذا حول ثراء وتنوع التراث الثقافي والديني للطائفة اليهودية المغربية، بهذا الفضاء الروحي.
كما قدم أزولاي شروحات حول مختلف الأشياء، والنصوص، والصور، والشريط "تلك الملحمة الفريدة للديانة اليهودية بمدينة الصويرة وموروثاتها"، بدءا بطقوس الشاي، مرورا بفن الشعر اليهودي، ثم صياغة الذهب والفضة، والطرز، وخياطة القفطان الرائع، فالفنون الثقافية، والأدب، والعادات الصويرية بالكنيس، وصولا إلى المحلات التجارية الكبرى التي صنعت إشعاع موكادور في القرنين 18 و19.
التعليقات