لم تعترف واشنطن بعد بالحكومة الجديدة في أفغانستان لكنها كانت حاضرة في محادثات كبرى بشأن الأموال والمساعدات المجمدة.

إيلاف من بيروت: عقد اجتماعان هذا الأسبوع لتناول علاقات طالبان مع العالم: الأولى في طشقند بأوزبكستان بين مبعوثين دوليين (بما في ذلك الولايات المتحدة) إلى أفغانستان والعديد من مسؤولي طالبان، والثاني بين وفد برئاسة باحث إسلامي بارز من باكستان وحركة طالبان باكستان، التي يشار إليها أحيانا باسم 'طالبان الباكستانية'.

وكان من المفترض أن تتبع الاجتماعات في طشقند محادثات مباشرة بين طالبان والمندوبين الأميركيين 'لمعالجة التحديات الاقتصادية التي يواجهها الشعب الأفغاني'، وفقا لبيان أميركي أوردته إذاعة صوت أميركا.

مساعدات ضرورية

وركز الاجتماع الأول على ضرورة السماح للفتيات الأفغانيات بالالتحاق بالمدارس الثانوية، وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان، واحتياطيات أفغانستان من النقد الأجنبي التي لا تزال مجمدة في الولايات المتحدة وأوروبا، والتنمية الاقتصادية الشاملة للبلد. والولايات المتحدة هي أكبر مزود للمساعدات لأفغانستان والتي استمرت طوال فترة حكم طالبان مع أكثر من 775 مليون دولار من المساعدات المرسلة إلى شعب أفغانستان منذ الصيف الماضي.

لكن أفغانستان تعتمد على معونة ليست مستدامة إلى أجل غير مسمى، لذلك يجب اتخاذ خطوات لتطبيع الاقتصاد. وفي عدة مناسبات، أعرب الممثل الأميركي الخاص لأفغانستان توماس ويست عن رغبته في إعادة احتياطيات أفغانستان المجمدة من النقد الأجنبي إلى البنك المركزي في البلاد ورفض الشائعات بأن الأموال ستستخدم في المساعدات.

كما أصدر مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية سبعة تراخيص عامة تعمل كاستثناءات من العقوبات الأميركية على طالبان. مع ذلك، لا يزال الأثر المخيف لهذه الجزاءات قائما. كما فشلت طالبان في اتخاذ إجراءات أساسية من شأنها طمأنة المجتمع الدولي مثل توفير سياسات واضحة ضد تمويل الإرهاب وغسل الأموال أو إزالة الأفراد الخاضعين للعقوبات من المناصب القيادية في البنك المركزي.

حالة يرثى لها

سيبقى اقتصاد أفغانستان في حالة يرثى لها حتى لو رفعت الجزاءات غدا وعادت احتياطيات النقد الأجنبي المجمدة بالكامل. ويرجع ذلك إلى أن أفغانستان بلد غير ساحلي وغالبية سكانه في الريف حيث تشكل الفواكه المجففة والفحم والسجاد غالبية الصادرات. تضخم الاقتصاد الاصطناعي مدة عقدين من الزمان نتيجة الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان والتي عززت الصناعات المرتبطة بالحرب مثل نقل الوقود بالجملة وأدت إلى اقتصاد مساعدات مواز. ومن المرجح أن يظل النمو المستقبلي لأفغانستان بطيئا في أحسن الأحوال، حيث تواجه الآن قيود جغرافيتها وبنيتها التحتية وحكمها في حركة طالبان.

لا يزال الأمن أيضا مصدر قلق كبير للولايات المتحدة والمنطقة. ويواصل تنظيم الدولة الإسلامية استهداف الأقليات في أفغانستان، وخاصة مجتمع الهزارة. كما تنفذ هجمات مستهدفة على نقاط تفتيش تابعة لطالبان. وعبر الحدود في باكستان، شنت طالبان الباكستانية هجوما متجددا خلال الربيع الماضي، وهي حاليا في مفاوضات مع الحكومة الباكستانية. وتتوسط حركة طالبان الأفغانية في محادثات بين الجيش الباكستاني وحركة طالبان الباكستانية لكن رفض طالبان كبح جماح شركائها في حركة طالبان يمثل نقطة إحباط في إسلام آباد. وتتمثل أحدث استراتيجية تفاوضية لباكستان في إرسال وفد بقيادة رجل الدين الديوبندي البارز تقي عثماني المقيم في كراتشي للتحدث مع حركة طالبان الباكستانية.

تواصل واشنطن وجيران أفغانستان عملية الحوار الصعبة ولكن الضرورية مع طالبان العنيدة بشكل متزايد، لكن التقدم الفعلي في هذه القضايا لا يزال بطيئا.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي