إيلاف من لندن: فيما بدأ الكاظمي الثلاثاء اتصالات مع القوى السياسية العراقية لجمعها على طاولة حل للازمة الحالية فقد تلقى دعم لندن وباريس للحوار وتأييد الحلبوسي لانتخابات جديدة.
فقد باشر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم اتصالاته مع الفرقاء السياسيين من اجل جمعهم على طاولة حوار واحدة تبحث الازمة السياسية الخطيرة التي تمر بها البلاد حاليا ووضع خارطة طريق لحلها.

وقالت مصادر عراقية لـ"ايلاف" ان الكاظمي يهدف من خلال تحركه هذا الى جمع القوى السياسية على طاولة حوار واحدة لبحث التطورات السياسية الاخيرة ونزع فتيل خطر دفع التحالفات السياسية المتناحرة بانصارها الى الشارع في استعراض للقوة وسط مخاوف من تفجرها عنفا خاصة بين مؤيدي التيار الصدري بزعمة مقتدى الصدر الذين دخل اعتصامهم بداخل البرلمان يومه الرابع ومؤيدي الاطار التنسيقي للقوى الشيعية المؤيدة لايران والمتحفزة لحراك جديد بعد تظاهراتها امس عند بوابات المنطقة الخضراء.

دعم فرنسي وبريطاني للكاظمي للحوار

واليوم تلقى الكاظمي دعما فرنسيا بريطانيا لدعوته الفرقاء السياسيين العراقيين الى الحوار.
وعبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في تغريدة تابعتها "ايلاف" عن قلقه بشأن الوضع في العراق مؤكدا دعمه لمبادرة الكاظمي للحوار.

وقال ماكرون "قلقي شديد بشأن الوضع في العراق. يجب ان يسود الهدوء وضبط النفس".
وشدد الرئيس الفرنسي بالقول "أشارك رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في النداء الذي وجهه للحوار والتشاور استجابة لتطلعات العراقيين".

ومن جهتها رحبت بريطانيا بدعوة الكاظمي للاطراف العراق بالدخول في حوار.
وقال السفير البريطاني لدى بغداد مارك برايسون في تغريدة اليوم
"أشعر بالقلق من تصاعد التوترات السياسية في العراق وأرحب للغاية بالدعوات التي تطلق من أجل الحوار والمشاركة".

واضاف في تغريدة له قائلا "اشجع جميع الاطراف على العمل من أجل اخراج البلاد من الازمة السياسية وتشكيل حكومة ضمن سياق الدستور ولخدمة الشعب العراقي".
وأشار السفير الى ان العراق يحتاج الى اكمال البناء على النهج الذي يؤسس لانتخابات ديمقراطية وانتقال سلمي للسلطة فالشعب العراقي يستحق السلام والاستقرار والازدهار".

رئيس البرلمان لانتخابات برلمانية جديدة

ومن جهته اكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي تأييده لمبادرة الكاظمي هذه "لايجاد صيغة حلٍّ بشأن الأحداث التي تشهدها البلاد ".
وشدد الحلبوسي في تغريدة على تويتر تابعتها "ايلاف" أهميةَ "جلوس الجميع إلى طاولة الحوار والمضي بخطوات عملية لحل الأزمة الراهنة، وصولًا الى انتخابات نيابية ومحلية وفق توقيتات زمنية محدَّدة".

متظاهرو الاطار التسيقي الشيعي خلال تجمعهم قرب بوابات المنطقة الخضراء وسط بغداد الاثنين أول أغسطس 2022 (تويتر)

قيادات سياسية تؤيد الدعوة للحوار

كما أعلن رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية عمار الحكيم تأييده لدعوة الكاظمي قائلا في بيان تابعته "ايلاف"انها تأتي "للحيلولة دون انزلاق الوضع إلى ما لا يحمد عقباه لاسيما ما يتعلق بركون وجلوس فرقاء وشركاء المشهد العراقي على طاولة حوار تتبنى مبادرة وطنية شاملة تفضي لإنهاء الإنسداد السياسي في البلاد".

وطالب جميع المتظاهرين الإلتزام بالسلمية واحترام مؤسسات الدولة وإخلائها والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون مع قوات الأمن لحفظ النظام وعدم خرق القانون".

ومن جانبه أعلن رئيس المجلس القيادي في تحالف قوى الدولة رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي تأييده لدعو الكاظمي للحوار والاتفاق على خارطة حل للأزمة الراهنة. وأضاف "أدعو الأطراف كافة الإستجابة لها، والبدء بحوارات جادة وصادقة خدمة للشعب والدولة.

دعوة لتغيير الدستور ونظام الحكم

وبالترافق مع ذلك فقد طالبت حركة "امتداد" المستقلة التي تمثل محتجي انتفاضة تشرين اكتوبر عام 2019 بتغيير نظام الحكم في البلاد من برلماني إلى رئاسي أو شبه رئاسي للخروج من الأزمة السياسية الحالية.

وشددت الحركة في بيان اليوم تابعته "ايلاف" على ضرورة تعديل الدستور وتغيير شكل النظام وانتخاب المحافظين بشكل مباشر، وإلغاء مجالس المحافظات.
وأكدت الحركة انها لن تكون طرفاً في صراع بين أحزاب السلطة الفاسدة ولا تثق بمن كانوا شركاء في الحكم طيلة السنوات السابقة".

شخصيات من خارج العملية السياسية لتغيير الدستور

ومن جانبهم دعا مراجع دين وعلماء بارزون وشخصيات إسلامية ووطنية الى تغيير الدستور وإعادة صياغة العملية السياسية برضا الشعب لا بخداعه.
وقالت هذه القوى والشخصيات وهي من غير المنخرطة في العملية السياسية الجارية في البلاد في بيان تابعته "ايلاف" ان هذه العملية ادت الى "تضييعٍ وتردٍ وتراجعات وانحطاطٍ وكوارث ونكسات، بسبب أقطاب المنظومة الحاكمة التي سلّطها الاحتلال والتي أوصلتنا إلى هذا الدمار ".

وطالبت القوى والشخصيات السياسية هذه "سائر الاطرف السياسية إلى وقف مهزلة الصراع على تسمية رئيس الوزراء، وعدم الدفع باتجاه فوضى أكبر مما نحن فيه والاحتكام إلى الشعب الواعي لمُثله العليا، والذي لن يرضى بأقل من اختيارِ رئيسٍ للوزراء بنفسه وبالانتخاب المباشر".

كما دعت الجميع الى تحمل المسؤولية للمطالبة بهذا التغيير للخروج من الأزمة الحالية وانقاذ البلاد وحقن الدماء".. محذرين السياسيين من "الاستمرار بالتلاعب بدماء الناس وتسليم مصير البلاد إلى المجهول".

ووقع البيان كل من أحمد الحسني البغدادي "مرجع ديني" واحمد الحبوبي "محامي ووزير سابق" وجواد الخالصي "مرجع ديني" .. وعصام الحسيني الياسري "ُستاذ حوزوي وأكاديمي" و"الشيخ عبد الكريم ماهود المحمداوي" قائد المقاومة في الاهوار سابقاً" .. اضافة الى الدكتور رياض محمد محسن "أمين عام تيار بناة العراق" والدكتورصابر ال جعفر الشمري "رئيس التجمع الوطني خلاص " ثم ضياء السعدي "نقيب المحامين العراقيين الاسبق".

وكان الكاظمي قد دعا في خطاب الى العراقيين أمس الاطراف العراقية الى وضع خارطة طريق لحلّ الازمة التي تييشها العراق حاليا فقد طالب المتظاهرين باخلاء مبنى البرلمان .

ودعا الجميع إلى عدم الانسياق نحو الاتهامات، ولغة التخوين، ونصب العداء والكراهية بين الإخوان في الوطن الواحد .. مناشدا جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني؛ للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة الحالية، تحت سقف التآزر العراقي، وآليات الحوار الوطني.

ودعا الكاظمي في الختام الى حوار وطني عبر تشكيل لجنة تضمّ ممثلين عن كلّ الاطراف لوضع خارطة طريق للحلّ.