ايلاف من لندن : تصاعدت المبادرات الدولية الاربعاء لمساعدة العراق على حل ازمته السياسية وسط اتهامات أممية لاحزابه بالفشل.

وشددت بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" على ان الشعب العراقي ليس بحاجة إلى صراعات ومواجهات مستمرة على السلطة بقدر حاجته إلى الخدمات وإصلاح الاقتصاد.

وقالت البعثة في بيان تابعته "ايلاف" اليوم ان الحوار الهادف بين جميع الأطراف العراقية أصبح الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى حيث أظهرت الأحداث الأخيرة خطر التصعيد السريع في هذا المناخ السياسي المتوتر فيما كان لفشل الاحزاب في الامتثال الدستوري واحترام مؤسسات الدولة تأثير سلبي واضح على ثقة الجمهور.

وحذرت من ان دولة العراق تسيطر عليها المصالح المتنافسة مما يؤدي الى مزيد من عدم الاستقرار مع دفع الشعب الثمن مرحبة بالدعوات الأخيرة لإجراء حوار وطني يحقق اتفاقا على الحلول دون تأخير .

ودعت بعثة الامم المتحدة أصحاب المصلحة السياسيين أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يتصرفوا لما فيه المصلحة الوطنية حيث تقف الأمم المتحدة للدعم والمساعدة".

واشنطن لدعم سياسي وأمني

من جهتها أكدت السفيرة الاميركية في العراق ألينا رومانوسكي اليوم الأربعاء دعمها للعراق سياسيا واميا موضحة ان بلادها لن تتدخل في اختيار الشعب العراقي وأنه يعود للعراقيين وحدهم .

مستشار الامن القومي العراقي قاسم الاعرجي خلال مباحثاته مع السفيرة الاميركية في بغداد رومانسكي الاربعاء 3 أغسطس 2022 حول تداعيات الازمة العراقية (الاعلام الامني)

جاء ذلك خلال مباحثات اجرتها السفيرة مع مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي جرى فيها بحث آخر المستجدات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، والتعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب.

وأكد الأعرجي للسفيرة ان "العراقيين قادرون على حل مشكلاتهم السياسية، كونها شأنا داخليا عراقيا، ونعمل على تهيئة ظروف حوار وطني ضمن وفاق عراقي يحقن الدم العراقي ويحافظ على العراق الموحد بحسب بيان لمكتبه.

وشددت السفيرة على "أملها بأن تتعدى العلاقة بين البلدين التعاون الأمني إلى علاقة أكثر تطورا في الجوانب التجارية والاقتصادية والصحية مؤكدة "التزام بلادها بالعمل مع أي حكومة عراقية قوية يختارها العراقيون.

ماكرون يعرض وساطته .. مع دعم بريطاني

على الصعيد نفسه، اشار مصدر في القصر الرئاسي الفرنسي اليوم ان الرئيس ايمانويل ماكرون قد ابلغ القادة العراقيين استعداده للتوسط لحل الازمة السياسية في بلدهم.

كما عبر ماكرون في تغريدة تابعتها "ايلاف" عن قلقه بشأن الوضع في العراق مؤكدا دعمه لمبادرة الكاظمي للحوار. وقال "قلقي شديد بشأن الوضع في العراق. يجب ان يسود الهدوء وضبط النفس".

وشدد الرئيس الفرنسي بالقول "أشارك رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في النداء الذي وجهه للحوار والتشاور استجابة لتطلعات العراقيين".

ومن جهتها رحبت بريطانيا بدعوة الكاظمي للاطراف العراق بالدخول في حوار.

وقال السفير البريطاني لدى بغداد مارك برايسون في تغريدة "أشعر بالقلق من تصاعد التوترات السياسية في العراق وأرحب للغاية بالدعوات التي تطلق من أجل الحوار والمشاركة".

واضاف في تغريدة له قائلا "اشجع جميع الاطراف على العمل من أجل اخراج البلاد من الازمة السياسية وتشكيل حكومة ضمن سياق الدستور ولخدمة الشعب العراقي".

وأشار السفير الى ان العراق يحتاج الى اكمال البناء على النهج الذي يؤسس لانتخابات ديمقراطية وانتقال سلمي للسلطة فالشعب العراقي يستحق السلام والاستقرار والازدهار".

لبنان على خط الجهود للحل

وفي لبنان اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم تأييده للمبادرة الوطنية التي اطلقها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لجمع الفرقاء العراقيين على طاولة حوار لحل الازمة.

وعبر بري في رسالة مفتوحة الى الشعب العراقي من خلال الكاظمي عن "الدعمنا والتأييد المطلقين للمبادرة الوطنية التي اطلقتموها والرامية الى عقد طاولة حوار وطني للوصول الى حل سياسي للأزمة السياسية التي يعاني منها العراق تحت سقف التآزر والأخوة في الوطن والمواطنية".

الكاظمي يباشر اتصالاته بالاطار الشيعي

من جانبه باشر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاربعاء اتصالاته مع القوى السياسية حول مبادرته لجمعها على طاولة حوار يحل الازمة.

اجتمع الكاظمي مع رئيس تحالف الفتح هادي العامري الذي خوله قادة الاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران بالتفاوض مع الكاظمي ومع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والموافقة على أي قرار يتخذه العامري.

وبحث الكاظمي مع العامري في مكتبه سبل ألخروج من الأزمة الحالية كما ناقشا آخر مستجدات الوضع السياسي وايجاد السبل الكفيلة بالخروج من الازمة الحالية والتوصل الى حلول منطقية ترضي كل الاطراف بحسب بيان للعامري.

في ختام الاجتماع كتب العامري تغريدة اعتبر فيها أنه لا حل للازمة الحالية الا عبر تهدئة التشنجات، والجلوس على طاولة حوار.

وقال "نؤكد ان لا حل للازمة الحالية الا عبر تهدئة التشنجات وضبط النفس والجلوس على طاولة الحوار البناء الجاد".. مشددا على تأييد مبادرة الكاظمي الاثنين الماضي "بخصوص الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد والذي دعا فيه الى حوار وطني شامل ونشد على ايدي كل الخيرين الساعين للوصول الى مخرج لهذه الازمة يرضي كل الاطراف".

رئيسا الجمهورية والحكومة للركون للحوار

من جانبهما أكد رئيسا الجمهورية برهم صالح والحكومة مصطفى الكاظمي الأربعاء على ضرورة التهدئة والركون إلى حوار حريص ومسؤول يبحث الأزمة ويضع خريطة طريق واضحة و حلولا تحمي المصلحة الوطنية العليا في البلاد.

وبحث الجانبان "الأوضاع العامة في البلد والتطورات السياسية الأخيرة حيث تم التأكيد على أهمية ضمان الأمن والاستقرار والتزام التهدئة والركون إلى حوار حريص ومسؤول يبحث الأزمة ويضع خارطة طريق واضحة وحلولاً تحمي المصلحة الوطنية العليا وتُطمئن المواطنين وتُحقق مصالحهم وتطلعاتهم .

وكان رئيس الوزراء العراقي قد دعا في خطاب الى العراقيين ألاثنين الاطراف العراقية الى وضع خارطة طريق لحلّ الازمة التي يعيشها العراق حاليا.

كما شدد على الجميع بضرورة عدم الانسياق نحو الاتهامات، ولغة التخوين، ونصب العداء والكراهية بين الإخوان في الوطن الواحد .. مناشدا جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني؛ للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة الحالية، تحت سقف التآزر العراقي، وآليات الحوار الوطني.

ودعا الكاظمي في الختام الى حوار وطني عبر تشكيل لجنة تضمّ ممثلين عن كلّ الاطراف لوضع خارطة طريق للحلّ.