إيلاف من بيروت: زادت جرائم الكراهية ضد المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء كندا بنسبة 71 في المئة في عام 2021، وفقا لتقرير صدر حديثا عن وكالة الإحصاء الكندية الحكومية. وقد وجدت الدراسة، التي نشرت الثلاثاء، أن عدد الهجمات المسجلة ضد المسلمين ارتفع من 84 حادثا في عام 2020 إلى 144 حادثا في عام 2021. وجاءت هذه القفزة في الهجمات بعد انخفاض عن العام السابق، عندما تم الإبلاغ في عام 2019 عن 182 حادثة استهدفت المسلمين.

قال المجلس الوطني للمسلمين الكنديين (NCCM) على تويتر ردا على إصدار التقرير: "لقد فقدنا المسلمين الكنديين بسبب الكراهية في عام 2021. هذه الأرقام أيضا لا تروي القصة كاملة، فنحن نعلم أن أعداد جرائم الكراهية تتجاوز كثيرًا ما يظهر في إحصائيات جرائم الكراهية".

يتزامن ارتفاع الهجمات في عام 2021 مع مقتل أربعة أفراد من عائلة أفضال في لندن، أونتاريو. فقد تعمد المهاجم ناثانيل فيلتمان (20 عامًا) ضرب شاحنته الصغيرة بسلمان أفضال (46 عامًا) ووالدته (77 عامًا) وزوجته مديحة (44 عامًا) وابنتهما يمنى (15 عامًا)، بينما كانوا ينتظرون لعبور الطريق. ولم ينج من الهجوم سوى الابن فايز (9 أعوام).

قالت الشرطة إن الهجوم كان متعمدا ومدفوعا بالكراهية، في حين وصفه رئيس الوزراء جاستن ترودو بأنه "هجوم إرهابي".

وقال تقرير هيئة الإحصاء الكندية إن الارتفاع في عدد هذه الحواث حدث أيضا في نفس العام الذي وقع فيه هجوم في لندن بأونتاريو استهدف عائلة مسلمة وأسفر عن أربع جرائم قتل ومحاولة قتل واحدة. أضاف: "في حين أن من غير الممكن ربط حوادث جرائم الكراهية التي تبلغ عنها الشرطة بأحداث معينة، فإن التغطية الإعلامية والخطاب العام يمكن أن يزيدا من الوعي إضافة إلى إثارة ردات فعل سلبية من الذين يشاركونهم الشعور بالكراهية".

معالجة الإسلاموفوبيا

وكان موقع ميدل إيست آي قد نسب إلى خبراء في كندا في وقت سابق قولهم إنه في حين ينظر العالم الخارجي إلى هذه البلاد على أنها ملاذ للتعددية الثقافية، فقد شهدت عقودا من الخطاب المعادي للمسلمين من السياسيين ووسائل الإعلام على حد سواء. وتظهر بيانات هيئة الإحصاء الكندية أن جرائم الكراهية ضد المسلمين قد ارتفعت خلال العقد الماضي.

في العام الماضي، أصدر المجلس القومي للمرأة تقريرا تضمن 61 توصية تضمنت تطوير استراتيجية اتحادية لمكافحة الإسلاموفوبيا لتشمل تعريفا واضحا للإسلاموفوبيا، فضلا عن تمويل للمساعدة في دعم ضحايا الجرائم التي تحركها الكراهية.

كما دعت المجموعة المقاطعات الكندية إلى ضمان تزويد مديرياتها المناهضة للعنصرية بموارد جيدة والبلديات إلى تمويل الجهود المجتمعية لمعالجة الإسلاموفوبيا.

وقالت المجموعة: "بينما سمعنا العديد من الكلمات من السياسيين الذين يدينون الإسلاموفوبيا ويتضامنون مع المسلمين في كندا، فإن العمل على معالجة الإسلاموفوبيا كان بطيئا ومجزأ. ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونرى المزيد من الأرواح المفقودة. الإسلاموفوبيا قاتلة ونحن بحاجة إلى رؤية العمل الآن".

استجابة لهذه الدعوات، فتحت الحكومة الكندية باب التقدم بطلب لتعيين مبعوث لمكافحة الإسلاموفوبيا، يتواصل مع المجتمعات المحلية ويقدم المشورة لرئيس الوزراء والحكومة بشأن أفضل الطرق لمكافحة الكراهية ضد المسلمين في كندا.

كما أظهر التقرير الصادر عن هيئة الإحصاء الكندية أن الهجمات على المسلمين ليست هي الأنواع الوحيدة من الجرائم المتزايدة. فقد ارتفعت الهجمات التي تستهدف اليهود بنسبة 47 في المئة، وزادت الهجمات ضد الكاثوليك بنسبة 260 في المئة. في المجموع، ارتفع عدد جرائم الكراهية من 2,646 جريمة في عام 2020 إلى 3,360 في عام 2021، بزيادة قدرها 27 في المئة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "ميدل إيست آي"