نيروبي: ينتظر الكينيون بفارغ الصبر الأربعاء نتائج الانتخابات التي جرت في اليوم السابق لمعرفة من سيكون رئيسهم المقبل: السياسي المخضرم رايلا أودينغا أو نائب الرئيس المنتهية ولايته وليام روتو.

أكد كل من هذين المرشحين الأوفر حظاً بين أربعة متنافسين، أنه سيتقبل نتائج الاقتراع.

لكن البلاد تخشى مع ذلك موجة جديدة من أعمال العنف تلي الانتخابات كالعادة، بما أنه تم الاعتراض على نتائج كل عمليات الاقتراع التي جرت منذ 2002 في هذا البلد الواقع في شرق إفريقيا ويعتبر نقطة ارتكاز للديموقراطية في المنطقة.

في كيسومو في الغرب، ما زالت المحلات التجارية مغلقة على طول شارع التسوق الرئيسي. وفي زوايا الشوارع تجري مناقشات بينما يدقق المارة في الصحف. وقال كوغا إدوار (65 عاماً) إن "النتائج (المؤقتة) تشير إلى تعادل لذلك لا نعرف ماذا سيحدث".

وفي إلدوريت البلدة الواقعة في وادي ريفت فالي في الغرب حيث لوحظ انتشار خجول للشرطة، أكدت هيلاري شيبلونغ (36 عاما) الموظفة في الضمان الاجتماعي أنها متلهفة لمعرفة النتائج. وقالت "أريد رئيسا انتخبته بنفسي حتى يتمكن من تغيير تكاليف المعيشة والاقتصاد وتحسين حياة الكثير من الناس".

وإذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات للفوز من الدورة الأولى، سيتواجه الفائزان بأكبر عدد من الأصوات في جولة ثانية خلال ثلاثين يوما.

ضغوط كبيرة

تواجه المفوضية المستقلة للانتخابات التي ينبغي أن تعلن النتائج بحلول 16 آب/أغسطس على أبعد تقدير ضغوطاً كبيرة. وقد بذل موظفوها جهوداً شاقة أمام أعين آلاف المراقبين، لمواصلة العد وتبديد المخاوف من التزوير.

وبحلول الساعة السادسة (03,00 ت غ) تسلمت أكثر من تسعين بالمئة من استمارات نتائج الانتخابات الرئاسية، وبدا أن المرشحين متعادلان حتى ذلك الوقت.

مع ذلك قد تستغرق العملية وقتاً طويلاً قبل إعلان النتائج النهائية. ومنذ مساء الثلاثاء قالت المفوضية إن على الكينيين التحلي بالصبر.

وقال رئيس مفوضية الانتخابات وافولا تشيبوكاتي "نعمل بجد لاستكمال" الفرز والتحقق من النتائج "في أقرب وقت ممكن".

وسيتعين على المفوضية التي تواجه ضغوطا متزايدة بعدما تم اتهامها بارتكاب مخالفات خلال انتخابات 2017، أن توضح أسباب المشاكل التقنية وغيرها من الحوادث التي وقعت منذ الاثنين وأدت خصوصاً إلى إلغاء ست عمليات اقتراع محلية.

صوت الكينيون لاختيار رئيس خلفاً لأوهورو كينياتا الذي ينتمي لاتنية الكيكويو الحاكمة منذ 2013، وكذلك نوابهم وحكام المناطق وأعضاء مجالسها المحلية.

وقالت الشرطة إن يوم الاقتراع كان "هادئاً وسلمياً نسبياً".

وعلى الرغم من الصفوف الطويلة التي تشكلت في الصباح وفي كثير من المناطق قبل الفجر، بدا أن الإقبال في تراجع في بعض المناطق. وصوت أكثر بقليل من نصف الناخبين البالغ عددهم نحو 22,1 مليون شخص حتى الساعة 16,00 (13,00 ت غ).

المرشحان الأوفر حظاً

وبرز مرشحان هما الأوفر حظًا في السباق، أحدهما رايلا أودينغا (77 عامًا) وهو من اتنية لوو وزعيم المعارضة التي دعمها منذ 2018 حزب كينياتا، خلال تقارب مفاجئ لكنه نموذجي في السياسة الكينية شديدة التقلب.

أما الثاني فهو وليام روتو (55 عامًا) رجل الأعمال المعروف الذي ينتمي لاتنية الكالنجين وترشح في مواجهة "الأسرتين" الممثلتين بكينياتا وأودينغا اللذين نشأ كل منهما ضمن عائلة في قلب السياسة الكينية منذ الاستقلال في 1963.

ولم تقنع وعودهما الانتخابية التي ركزت على القوة الشرائية ومكافحة الفساد، بالضرورة الكينيين الذين يعيش ثلثهم تقريباً في الفقر.

وقال جورج أوتينو هنري (56 عاماً) وهو حرفي "لدينا انتخابات، ونسمع وعودًا لكننا لا نرى أي تغيير". وقال من كيبيرا الحي العشوائي الكبير في العاصمة نيروبي "آمل أن يكون الوضع أفضل هذه المرة".

مفوضية الانتخابات

في 2017، كانت نسبة المشاركة قريبة من ثمانين بالمئة لكن القضاء أبطل الانتخابات الرئاسية في آب/أغسطس 2017 بسبب "مخالفات"، ثم أعيد تحديد موعدها مما أضر بسمعة مفوضية الانتخابات.

ومنذ ذلك الحين، تغيرت التحالفات السياسية. لكن الفساد ظل مستشريا وأدت آثار الوباء والحرب في أوكرانيا والجفاف المستمر إلى تفاقم التفاوت الصارخ لا سيما في في الأرياف. ويرى محللون أن الارتفاع في تكلفة المعيشة أثر على التصويت القبلي التقليدي.

ووعد كل من أودينغا وروتو خصوصا بمستقبل اقتصادي أكثر إشراقًا لمن هم دون سن الـ34 عامًا الذين يمثلون ثلاثة أرباع السكان ولكنهم يتأثرون خصوصاً بالبطالة.مع ذلك، لا يكترث كثيرون منهم بلعبة سياسية يعتبرونها فاسدة.

وقالت كارولين موانجي (31 عامًا) النادلة في مطعم في نيروبي "لم أصوت لأن الأمر لا يهمني. انهم الأشخاص المسنون أنفسهم يروون القصص القديمة نفسها ولا يفعلون أي شيء لنا".