إيلاف من لندن: أعلنت المملكة المتحدة عن رصد ملايين الجنيهات لمساعدة أكثر الناس عَوَزا في العالم بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف يوم الجمعة 19 آب/أغسطس.
ويأتي الإعلان في وقت تتعرض أجزاء من العالم إلى ضغوط متزايدة بسبب الآثار المستمرة لجائحة كوفيد، وزيادة أثر التغير المناخي، والصراعات في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
والعاملون بمجال الإغاثة هم في طليعة الجهود الرامية لتخفيف التبعات الكارثية لهذه الأزمات، حيث يقدمون المساعدات الإنسانية للمجتمعات المحتاجة إليها في أنحاء العالم. والتمويل البريطاني الذي نعلن عنه اليوم سوف يساعدهم في مواصلة عملهم الحيوي.
تصريح لورد أحمد
وقال لورد طارق أحمد، وزير شؤون جنوب وشرق آسيا، وشمال أفريقيا، والأمم المتحدة، والكومنولث، ومبعوث رئيس الوزراء الخاص لمنع العنف الجنسي في الصراع: في 2022 يوجد ملايين الناس الذين بحاجة ماسة لدعم إنساني، والتمويل المقدم من المملكة المتحدة يضمن أن تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها على الأرض من مساعدة المتضررين بسبب العدوان الروسي في أوكرانيا، والجفاف في شرق أفريقيا، والصراعات المستمرة في سورية واليمن وأفغانستان.
ووجه لورد أحمد شكر بريطانيا إلى العاملين على الأرض بمجال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم لمساعدة وحماية هؤلاء المحتاجين. وقال: "لدى بريطانيا تقاليد تفتخر بها بمجال العمل الإنساني، وسوف نواصل دعم المجتمعات التي بحاجة ماسة للمساعدة، أينما كانت في العالم."
الغزو الروسي
وأضاف: إن الغزو الروسي يفاقم أزمة الغذاء في العالم، والتي يتحمل أكبر وطأة بسببها المجتمعات الأكثر فقرا، وخاصة في شرق أفريقيا. وقد بذلت المملكة المتحدة وحلفاؤها جهودا كبيرة لأجل الخروج بمبادرة تصدير الحبوب من أوكرانيا، والعالم يراقب لضمان امتثال روسيا لكي يستمر تصدير الغذاء من أوكرانيا وإطعام الجائعين.
وتقدم المملكة المتحدة 15 مليون جنيه لاستخدام تقنية تحدد ما إن كانت الحبوب التي تبيعها روسيا في الأسواق العالمية مسروقة من أوكرانيا. ومن شأن تقديم حزمة دعم للسكة الحديد في أوكرانيا ضمان سير القطارات التي تحمل الحبوب. وعلاوة على ذلك، تزود المملكة المتحدة أوكرانيا بقدرات عسكرية لمساعدتها في حماية موانئها، والتي تعتبر ضرورية لنجاح الاتفاق بشأن تصدير الحبوب.
أفريقيا
ومن جهتها، قالت وزيرة شؤون أفريقيا، فيكي فورد: "في القرن الأفريقي يعيش نحو 700,000 شخص بظروف المجاعة – وفي الصومال يُعتبر ما يربو على 386,000 طفل يعانون من سوء تغذية شديد ويواجهون خطر الوفاة بحلول نهاية السنة".
وأضافت فورد: "المعونات البريطانية في شرق أفريقيا توفر دعماً منقذاً للحياة للمجتمعات التي بحاجة ماسة للمساعدة في البلدان الأكثر تضررا. وعلينا الآن أن نشمل في المفاوضات أطرافاً أخرى معنية لتعزيز جهودنا الدولية لمعالجة أسوأ أزمة إنسانية نشهدها اليوم."
وفي إطار المساعدات، فإنه في أوكرانيا وفي بولندا، التي اتجه إليها أغلب الأوكرانيين الذين فروا من الحرب، سوف تقدم المملكة المتحدة 15 مليون جنيه لمساعدة ما يصل إلى 200,000 من المتضررين من الغزو الروسي.
انعدام الأمن
وذلك يشمل الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة. وسوف تعمل منظمة الإغاثة الدولية ميرسي كور مع مجموعات المجتمع المدني المحلية لتوفير مساعدات طارئة لتلبية الاحتياجات الأساسية، بما فيها الغذاء والماء، ولوازم النظافة الشخصية، والدعم النفسي، وخدمات رعاية الأطفال.
وفي شرق أفريقيا، حيث انعدام الأمن الغذائي الشديد يهدد حياة ما يربو على 48 مليون شخص، رصدت المملكة المتحدة 14 مليون جنيه للدول التي تواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم. هذا المبلغ الجديد، الذي يساهم فورا في إنقاذ الأرواح ومنع تعرض مزيد من الناس لظروف أشبه بالمجاعة، يشمل:
5 ملايين جنيه لدعم برنامج المملكة المتحدة الخاص بالصومال، والذي يوفر مساعدات بمجال الصحة والتغذية، وضمان الأمن الغذائي، وتوفير الماء ولوازم النظافة الشخصية لأكثر من نصف مليون شخص من العائلات شديدة الحاجة.
6 ملايين جنيه لصندوق المساعدات الإنسانية لأثيوبيا لتوفير مساعدات حيوية لبرامج الطوارئ التي ينقصها التمويل في أنحاء أثيوبيا، بما فيها المناطق المتضررة بسبب الجفاف والصراع.
3 ملايين جنيه من التمويل الإنساني الطارئ لبرنامج الأغذية العالمي في السودان لمساعدة نحو 120,000 من المحتاجين عن طريق توفير معونات غذائية لهم.
لاجئو سوريا
كذلك تعلن المملكة المتحدة تقديم حزمة مساعدات تبلغ 7 ملايين جنيه لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان الذين فروا من الحرب، وهذه المساعدات مقدمة من خلال برنامج الأغذية العالمي. هذا المبلغ سوف يوفر الغذاء والماء والتغذية لأكثر من 150,000 شخص - وهو جزء من تعهد المملكة المتحدة بتقديم ما يبلغ 158 مليون جنيه خلال مؤتمر بروكسيل للتعهدات استجابة للأزمة السورية، الذي عُقد في وقت سابق من السنة الحالية - وذلك لدعم الإنتاج الغذائي، وحماية النساء والفتيات من العنف، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى أنحاء شمال شرق سورية، حيث الوضع يزداد تدهوراً.
وتعتبر المملكة المتحدة ثالث أكبر مانح بشكل ثنائي استجابة للأزمة في سورية، حيث رصدت ما يربو على 3.8 مليار جنيه إسترليني حتى الآن، وهي أكبر استجابة إنسانية على الإطلاق نقدمها استجابة لأزمة إنسانية واحدة. ذلك يشمل دعم حكومات الأردن ولبنان وتركيا لتحمل عبء تواجد اللاجئين السوريين على أراضيها، والذي طال أمده، عن طريق مساعدة السوريين المشردين عن ديارهم إلى حين عودتهم إلى سورية.
وقدمت المملكة المتحدة، منذ سنة 2012، في أنحاء سورية والمنطقة ما يفوق 28.3 مليون حصة غذائية، وأكثر من 24 مليون استشارة طبية، إلى جانب 6.3 مليون منحة نقدية/قسيمة، و11 مليون حزمة إغاثة، وما يربو على 15.2 مليون لقاح. والمعونات التي نقدمها توفر دعما منقذا للأرواح لملايين السوريين، وتدعم اللاجئين لكي يظلوا في دول المنطقة، وتتيح للمجتمعات المضيفة أن تستمر في استضافتهم.
أكبر المانحين
وتعتبر المملكة المتحدة باستمرار واحدة من أكبر المانحين للمساعدات بشكل ثنائي في العالم، وهي دائما في طليعة الجهود الرامية إلى اتباع مقاربات أكثر فعالية وابتكاراً تجاه منع الأزمات، والاستعداد لها، والاستجابة لدى وقوعها.
وقد وفرت المملكة المتحدة منذ سنة 2015 مساعدات وصلت إلى 32.6 مليون شخص، وهي مساعدات منقذة للأرواح ومخففة للمعاناة في بلدان مثل سورية وأثيوبيا وأفغانستان. والآن، في أوكرانيا، تعمل المملكة المتحدة إلى جانب شركاء موثوق بهم لتنفيذ ما تعهدت به بتقديم مساعدات إنسانية تبلغ 220 مليون جنيه.
وقال مدير ميرسي كور المعني بالاستجابة في أوكرانيا، مايكل يونغ: "تشاركنا في أوكرانيا وبولندا مع منظمات محلية تعرف جيداً احتياجات مجتمعاتها، وتعمل سريعاً لإيصال المساعدات الإنسانية".
وأضاف: "وبفضل هذا التمويل، سوف يستمر شركاؤنا في إيصال المساعدات الطارئة، وشحن الإمدادات الضرورية كالغذاء ولوازم النظافة الشخصية إلى المتضررين بسبب القتال العنيف، إلى جانب توفير معلومات موثوقة بشأن أماكن الحصول على الخدمات الأساسية، والطرق الآمنة، والحقوق القانونية للاجئين والنازحين داخل أوكرانيا."
التعليقات