ايلاف من لندن: تشهد بغداد منذ صباح الأحد حراكا سياسيا قضائيا يمهد لطرح مبادرة جديدة يقودها رئيس أقليم كردستان، ستطرح على طرفي الأزمة، التيار الصدري والاطار التنسيقي الشيعي.
يأتي هذا الحراك فيما يعول مراقبون على امكانية توصل الفرقاء السياسيين الى حل للازمة الخطيرة الحالية تكون الامم المتحدة من خلال بعثتها في بغداد الضامن لتنفيذه وتجميل معرقليه المسؤولية وما يترتب عليها.
الكاظمي ورئيس القضاء
خلال اجتماع عقده مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مع رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان اليوم فقد تم بحث مهام القضاء وتمكينه من اداء واجباته.
ثمن الكاظمي اداء القضاء في مختلف الاختصاصات وابدى استعداد الحكومة لتقديم كل ما من شأنه دعم القضاة لتمكينهم من اداء واجبهم الوطني في افضل الظروف.
شارك في الاجتماع رئيس المحكمة الاتحادية القاضي جاسم محمد عبود ونائب رئيس المحكمة القاضي سمير عباس ونواب رئيس محكمة التمييز كلا من السادة القضاة زيدون سعدون ونجم احمد وكاظم عباس وحسن فؤاد ورئيس الادعاء العام السيد نجم عبد الله احمد ورئيس هيئة الاشراف القضائي السيد ليث جبر.
وجاء الاجتماع فيما يترقب العراقيون انعقاد جلسة المحكمة الاتحادية الثلاثاء المقبل للنظر في دعوى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر لاصدار حكم قضائي بحل البرلمان.
الرئيس صالح وبلاسخارت
من جهته، بحث الرئيس العراقي برهم صالح اليوم ايضا في قصر السلام ببغداد مع مُمثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت تطورات الاوضاع السياسية في العراق.
بحث الرئيس العراقي برهم صالح ورئيسة بعثة الامم المتحدة جنين بلاسخارت تطورات الازمة العراقية، في 28 أغسطس 2022
كما "تناول اللقاء تطورات الوضع السياسي في البلد وسبل الخروج من الأزمة القائمة عبر حلول ترتقي إلى حجم التحديات والاستحقاقات والمطلوبة حيث جرى التأكيد على أهمية اعتماد الحوار بين الجميع وصولاً إلى نتائج مُرضية تضمن الأمن والاستقرار وتُحقق تطلعات المواطنين" كما قال بيان رئاسي تابعته "ايلاف".
وجاء الاجتماع في تشير مصادر عراقية الى دخول الامم المتحدة على خط التوصل للازمة الحالية وتكون ضامنة لتنفيذها.
صالح والكاظمي: تحذير من تداعيات الازمة
كما ناقش الرئيس صالح مع رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي اليوم العديد من القضايا المتعلقة بالأوضاع العامة في البلد وخصوصاً الأزمة السياسية القائمة وتداعياتها، حيث جرى التأكيد على أهمية الحوار الجاد والفاعل للوصول إلى مخارج للأزمة وحلول تأخذ في الاعتبار الظرف الدقيق الذي يمر به البلد وتطلعات المواطنين.
كما جرى التأكيد على ضرورة تمتين الجبهة الداخلية وانتهاج مسارات عمل ترتكز على المصلحة الوطنية العليا، وتُسهم في إخراج البلد من الأزمة الراهنة، وتواجه التحديات السياسية والاقتصادية والمالية، وتستجيب للاستحقاقات المُنتظرة وتُرسّخ الأمن والاستقرار وتحمي السلم الأهلي والاجتماعي في البلد كما اشر بيان رئاسي تابعته "ايلاف".
اجتماع للقوى السياسية للتوجه الى الصدر
تأتي هذه الاجتماعات في وقت ينتظر ان يشهد القصر الحكومي مساء اليوم إجتماعاً موسعاً يضم أغلب القوى والأطراف السياسية الفاعلة بمكوناتها كافة باستثناء التيار الصدري لبحث الأزمة السياسية الراهنة في العراق.
وابلغ مصدر سياسي مطلع "وكالة شفق نيوز" العراقية في تصريح اطلعت عليه "ايلاف" عن اتفاق مبدئي بين القوى السياسية الفاعلة في المشهد لعقد الاجتماع بحضور الكاظمي وزعامات وقيادات قوى الإطار التنسيقي الشيعي وقيادات تحالف السيادة السني فضلا عن زعامات الحزبين الكورديين الرئيسيين (الديمقراطي والاتحاد) او من يمثلهما للتباحث في مبادرة حلحلة الازمة السياسية التي تمر بها البلاد الى جانب إقناع زعيم التيار الصدري بالحوار .
واوضح المصدر انه سيتم بحث تشكيل لجنة لتكون وفدا تفاوضيا مع الصدرواقناعه بالعودة لطاولة الحوار مستدركا القول ان الوفد التفاوضي لن يذهب الى الحنانة ما لم يحصل على الضوء الأخضر من هناك باستقباله والقبول بالحوار والتفاوض وبخلافه لن يذهب الى هناك ومن المؤمل ان يتم اخطار الحنانة مساء اليوم.
أضاف أن اعضاء اللجنة التفاوضية المقترحة ستكون برئاسة رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني او من يمثله وعضوية زعيم تحالف الفتح هادي العامري ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي او من يمثله فضلا عن زعيم تحالف السيادة خميس الخنجرو زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني بافل الطالباني .
سيتم تشكيل هذه اللجنة او الوفد التفاوضي تنفيذا لمحاور مبادرة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لحلحلة الأزمة من خلال تشكيل فريق تفاوضي يذهب برؤية موحدة تكون بمثابة خارطة طريق تتضمن توقيتات محددة لعمر الحكومة المقبلة وحل البرلمان وتحديد موعد إجراء انتخابات مبكرة" مؤكدا أن "تلك من اهم مطالب الصدر فإن قبل بها الأخير ستعاد جلسات الحوار الوطني للخوض في إجراءات المرحلة اللاحقة.
أخطار وتعديات
من جهته، قال العضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي عبد الكريم ان هناك اخطار وتحديات دولية تحدق بالعراق في حال استمر المازق السياسي الحالي.. لافتا في تصريح متلفز الى امكانية دخول بعثة الامم المتحدة كضامن لاي اتفاق بين القوى السياسية.
يواجه العراق حالة خطيرة من الانسداد السياسي منذ انتخابات العاشر من تشرين الأول اكتوبر عام 2021 حيث لا رئيس جديد للبلاد ولا رئيس حكومة جديد.
يطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة فيما يريد خصمه الإطار التنسيقي الشيعي الموالي لايران إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط مطالبا بتشكيل حكومة قبل إجراء الانتخابات.
وأطلق الكاظمي مؤخرا "حوارا وطنيا" لمحاولة إخراج العراق من المأزق لكن ممثلي التيار الصدري وزعيمهم قاطعوا هذه المبادرة مما اضطره الى الغاء جلسة ثانية من الحوار كانت مقررة الخميس الماضي لكنه اعلن امس انه سيعمل على تطوير هذه المبادرة بما يكفل نجاحها من خلال محاولة جمع الفرقاء السياسيين على قائمة حوار مثمرة.
التعليقات