ساو باولو: تبادل الرئيس البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو ومنافسه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الاتهامات الأحد خلال مشاركتهما في أولى المناظرات التلفزيونية قبل الانتخابات الرئاسية، حيث اتهم بولسونارو الرئيس السابق بارتكاب جرائم فساد كبيرة ورد عليه الأخير بأنه "يدمر البرازيل".

والمرشحان اللذان انتظرا حتى اللحظة الأخيرة لتأكيد حضورهما المناظرة قبل انتخابات تشرين الأول/أكتوبر، لم يضيعا أي وقت في مهاجمة بعضهما البعض في ساو باولو.

وافتتح بولسونارو المبارزة الكلامية باتهام الرئيس السابق البالغ 76 عاماً بأنه "لص"، مركزاً على فضيحة عملية "غسل السيارات" التي شهدتها شركة بتروبراس العملاقة المملوكة من الدولة خلال عهده.

وأدى التحقيق في هذه القضية إلى سجن لولا من عام 2018 حتى 2019 بتهم فساد مثيرة للجدل ألغتها المحكمة العليا العام الماضي.

وتابع بولسونارو البالغ 67 عاماً هجومه على لولا بالقول "حكومتك كانت الأكثر فساداً في تاريخ البرازيل"، مضيفاً "لقد كانت حكومة كليبتوقراطية، حكومة تقوم على السرقة (...) لأي سبب تريد العودة الى السلطة؟ كي تفعل الشيء نفسه في بتروبراس مرة أخرى؟".

التوتر بلغ أوجه

ورد لولا معتبراً أن بولسونارو ينشر "الأكاذيب"، واتهمه بالقضاء على النمو الاقتصادي ومبادرات مكافحة الفقر التي خلفها وشكلت إرثه كرئيس.

وقال لولا بصوته الأجش الذي يعد علامته الفارقة "هذه البلاد قد دُمرت".

ورغم تبادل الشتائم التزم المرشحان بقواعد المناظرة وحافظا على سلوك متحضر نسبياً.

لكن التوتر بلغ أوجه في غرفة الصحافة حيث كان فريقا المرشحين البارزين يتابعان المناظرة، إذ علا الصراخ بين أندريه يانونيس النائب المؤيد للولا وريكاردو ساليس وزير البيئة السابق في حكومة بولسونارو، وتدخل البعض لإبعادهما عن بعضهما البعض.

واعتلى المنصة للمشاركة في المناظرة ستة من أصل 12 مرشحاً رئاسياً.

لكن الأنظار في البرازيل التي يبلغ عدد سكانها 213 مليون نسمة شاخصة نحو المتصدر لولا، عامل المعادن السابق الذي قاد البرازيل بين عامي 2003 و2010، وخصمه بولسونارو الملقب ب"ترامب الاستوائي" والذي يراهن على تحقيق تقدم كاسح وسط الاستقطاب الحاد.

ويتقدم لولا بنسبة 47 بالمائة مقابل 32 لبولسونارو، وفقاً لأحدث استطلاع أجراه معهد "داتافولها".

وفي حال لم يفز أي مرشح بأكثر من 50 بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى التي ستجرى في 2 تشرين الأول/أكتوبر، سيتم اللجوء الى جولة إعادة في الثلاثين من الشهر نفسه.