إيلاف من الرياض: صدر أخيرًا للكاتب والناشر السعودي محمد السيف كتابين جديدين عن المثقف والناقد نجيب المانع، الذي كتب في عدة فنون من الأدب والموسيقى والسينما والمسرح: كتاب عن حياته وآثاره يقع في 735 صفحة؛ وكتاب عن ذكرياته يقع في 296 صفحة. ومتوقع أن يتوافر الكتابان في معرض الكتاب القادم في الرياض، صادرًا عن "دار جداول".

قصة الكتابين

في قصة تأليف الكتابين كما يرويها السيف في مقدمة الكتاب الأول، أهداه صديقه علي العميم كتاباً عن نجيب المانع بعنوان ذكريات عمر أكلته الحروف، صدر عن دار الرافدين في عام 2019.

يتابع: "لم أكمل قراءة الكتاب، بعد ذلك بفترة، تناقشت مع علي العميم، حول الكتاب وأفصح لي - وهو المطلع على تاريخ المانع - أن هذا الكتاب لا يمثل تاريخ نجيب المانع، وأنه لم يحوي سوى سقطًا من هنا وهناك. وهو ركيك جدا في بعض صفحاته. بعد ذلك شاهدت تغريدة للكاتب العراقي نواف الجنابي، انتقد فيها الكتاب بشدة، متحدثاً عن ركاكاته، وأنه مجموعة خواطر مفككة تتوالى من دون خط تحريري تسير عليه".

أكمل السيف: "محادثتي مع ’العمير‘ ثم قراءة تغريدة نواف جعلاني أعيد قراءة الكتاب بشيءٍ من التمعن والتركيز، ووجدت أنه لا يليق بنجيب المانع، خاصةً أن المانع أحد ألمع كتاب الشرق الأوسط، في فترة سبق. فقمت بالبحث عن جميع مذكراته التي كُتِبَت في صحيفة الشرق الأوسط. وكانت أولى حلقاته نُشِرَت بتاريخ 24 أيار (مايو) 1988 بعنوان ’عوالم بغداد مدينة الشناشيل‘.
هذا العنوان من وضع الصحيفة نفسها وليس من وضع الكاتب، لذلك حذفت العنوان من الكتاب، واكتفي بالعنوان الرئيس ’ذكريات عمر أكلته الحروف‘، وكانت هذه المذكرات نُشِرَت في مرحلة عاشها نجيب في لندن، واستمرت قرابة عشرين عاماً".

دور العمير الأساسي في كتابة المذكرات

يواصل السيف حديثه قائلاً: "واصلت قراءة الحلقات المنشورة في جريدة ’الشرق الأوسط‘ وقارنتها بالموجودة في الكتاب ووجدت العجب العجاب من تغييرات، وحذف غالبية ما ذُكِرَ في حلقات السيرة المنشورة في الصحيفة. ولاحظت عدم ترتيب المذكرات وتداخل عدة مقالات مع بعضها بعضًا، إضافةً إلى إستبدال كلمات بكلماتٍ أخرى لم يكتبها المانع في مذكراته".

يضيف: "أكثر ما فاجأني هو اسقاط مناسبة كتابة المذكرات وأنها لم تكن لتُكتَب إلا بعد إلحاح من الأستاذ عثمان العمير رئيس تحرير الشرق الأوسط حينذاك، والذي أصرّ عليه لنشر هذه الذكريات الأدبية، في الصحيفة نفسها. وثمة نقطة أخرى أثارت استغرابي وهي حذف بعض العبارات العديدة مثلاً: عبارة (أنا السعودي) التي استهل بها نجيب المانع ذكرياته قائلا (أنا السعودي ترعرعت في العراق)، وفي الكتاب المذكور كانت البداية (ترعرعت في العراق)".

وبحسب السيف، السقطات الموجودة في الكتاب المذكور كثيرة، "لذا، حرصت في كتابي على أن أعيد حلقات الذكريات كلها مع وضع خط على الأسطر المحذوفة والتي لم ترد في الكتاب. وذلك بقصد إظهار النص الأصلي والكامل الذي يليق بكاتبه وكي ليلاحظ القارئ الفرق بين الكتابين".

أضاف: "أكتب هذا الكتاب بنسخته الأصلية وبما ذُكِر في المذكرات الأصلية من دون تعديل؛ وإذ نعيد فيه الاعتبار إلى قامة عظيمة كالأديب المثقف نجيب المانع بعيداً عما طال مذكراته، سواء كان ذلك بحذف او اسقاط أو تداخل ساهم بعدم وصول المذكرات كما كُتِبَت حينها، وكذلك بهدف إعادة الاعتبار لصحيفة الشرق الأوسط، التي نشرت ذكرياته كاملة بحلقاتها الثمانية عشرة. ويأتي ذلك أيضاً لايضاح وبيان الدور الكبير لرئيس تحرير ’الشرق الأوسط‘ (آنذاك) الأستاذ عثمان العمير، الذي كان المسبب الرئيسي لكتابة هذه المذكرات، وهو من استكتب الأستاذ نجيب المانع".



كتاب مذكرات نجيب المانع التي فيه العديد من الملاحظات والسقطات حسب مقدمة محمد السيف الذي ذكرها في كتابه

السيف

الجدير ذكره أن السيف يعود بهذين الكتابين للنشر، وكان آخر كتبه ناصر المنقور .. أشواك السياسة وغرفة السفارة، الصادر في عام 2015.

وهو يرأس حالياً تحرير المجلة العربية، وساهم في تأسيس "دار جداول للنشر والترجمة" في عام 2010، وله جهد كبير في كتابة السير الذاتية لعدد من الأعلام في السعودية ونشرها.

من أشهر مؤلفاته كتاب عبد الله الطريقي: صخور النفط ورمال السياسة الذي دوّن فيه جانباً من جوانب التاريخ المحلي للمملكة العربية السعودية من خلال سيرة أول وزير نفط سعودي، فألّف صفحات في تاريخ الإدارة والإقتصاد بالسعودية.