إيلاف من لندن: اعتبر الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الثلاثاء إعادة علاقات بلاده مع السعودية وتعزيزها يصب في مصلحة أمن المنطقة.. بينما أغلقت بلاده حدودها مع العراق أمام المسافرين وفتحتها للتجارة.
وقال الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أن "مبادرات وإجراءات العراق لتحسين مناخ التعاون بين دول المنطقة دون تدخل الأجانب مؤثراً في تعزيز التضامن الإقليمي وقال إنّ إعادة بناء وتعزيز العلاقات بين السعودية وإيران يخدم أمن المنطقة" كما أوضح بيان رئاسي اليوم تابعته "إيلاف".
ووصف رئيسي الجولات الخمس للحوار بين إيران والسعودية بوساطة العراق بأنها كانت مفيدة وأكد أنه مع استكمال تنفيذ الاتفاقات السابقة سيتمهد الطريق لتعزيز التفاعل بين البلدين.
وأضاف خلال استقباله وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مساء الاثنين إنّ الأمن والاستقرار في العراق ممكن فقط عبر الحوار بين جميع التيارات السياسية في هذا البلد على أساس الدستور ولغرض التفاهم حول تشكيل حكومة جديدة لحل مشاكل الشعب العراقي منوهاً الى أن دور المرجعية مهم جداً في هذا الصدد.
وثمّن مبادرات الحكومة العراقية فيما يخص الشؤون الإقليمية وقال "أن مبادرات العراق وإجراءاته لتحسين أجواء التعاون بين دول المنطقة دون التدخل الأجنبي ستكون مؤثرة في تعزيز التضامن الإقليمي".
من جانبه أعرب وزير خارجية العراق فؤاد حسين عن تقديره لدعم إيران المستمر والحاسم لإرساء الاستقرار والأمن في العراق وكذلك استكمال العملية السياسية لتشكيل حكومة جديدة فيه وأكّد استمرار دور الحكومة العراقية في سياق تحسين العلاقات بين إيران والسعودية وقدم عرضاً مفصلاً في هذا الصدد.
وكان حسين قال الأسبوع الماضي أن بغداد ستستضيف الجولة السادسة المقبلة من المفاوضات بين السعودية وإيران والتي من المقرر أن تجرى على مستوى وزراء الخارجية وبشكل علني. وأكد قائلاً في تصريح للإعلام المحلي "نحن منشغلون حالياً بالتنسيق بين الرياض وطهران وسنحدد موعداً للقاء علني بين مسؤولي البلدين في بغداد" بعد أن كانت الجولات السابقة بينهما قد جرت في بغداد بشكل سري وعلى مستوى المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين للبلدين.
ويؤكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي استمرار جهود بلاده للتقريب بين طهران والرياض وتخفيف التوتر في المنطقة يصب في مصلحة العراق.
وقد تسببت الازمة السياسية الحالية في العراق الى تأجيل جولة الحوار السادسة بين طهران والرياض بعد عقد خمس جولات خلال الفترات الماضية حيث انطلق الحوار بين البلدين في بغداد في نيسان/ أبريل عام 2021 في بغداد بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية بالنجاح لجمع الطرفين على طاولة واحدة وعقدا حتى الآن خمس جولات آخرها كانت في نيسان/ أبريل الماضي.

وكانت الرياض قطعت علاقاتها مع طهران بعد أن هاجم محتجون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران في عام 2016.

يشار الى أنه وبعد عقد 5 جولات من المباحثات الأمنية بين إيران والسعودية ودعم طهران في ختامها فتحا متبادلاً للسفارات مع الرياض وافق الجانبان مؤخراً على انتقال الحوار إلى المستوى السياسي العلني.

إيران تغلق حدودها
وفيما أعلنت إيران اليوم إغلاق حدودها أمام المسافرين الى العراق فقد أكدت أن المنافذ الحدودية مع العراق مفتوحة أمام الأنشطة التجارية.
وأوضح المتحدث "روح الله لطيفي" في تصريح اليوم أن الانشطة التجارية ونقل السلع بين البلدين عبر كافة المنافذ الحدودية يتم بشكل اعتيادي ودون توقف.
واستدرك أنه تم تعليق إيفاد الزوار الايرانيين الى العراق حتى إشعار آخر فيما يسمح لعودة الزوار الايرانيين المتواجدين في العراق الى البلاد كما بإمكان الزوار العراقيين العودة الى بلادهم دون قيود.
وفي وقت بدأ الآلاف من الإيرانيين بالوصول الى العراق عبر 6 منافذ حدودية منذ بداية الأسبوع للمشاركة في إحياء مراسيم أربعينية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب التي تصادف الشهر المقبل في كربلاء الجنوبية فقد دعت وزارة الداخلية الإيرانية أمس مواطنينها الى عدم زيارة العراق حتى إشعار آخر.
وطلبت الوزارة في بيان وفقاً لإعلام إيراني تابعته "إيلاف" من "المواطنين عدم التوجه إلى العراق حتى إشعار آخر حرصاً على سلامتهم بالنظر للوضع الأمني في هذا البلد".. ووعدت بإعادة الزوار الإيرانيين المتواجدين في مدينتي النجف وكربلاء العراقيتين المقدستين لدى المسلمين الشيعة مع ضمان سلامتهم.
ومن جانبها أعلنت سلطة الطيران الإيرانية عن وقف جميع الرحلات الجوية من مطاراتها الى العراق حتى إشعار آخر.
وجاءت هذه التطورات فيما كانت السلطات الإيرانية تعول على عبور 5 ملايين من مواطنها هذه الأيام الى العراق للمشاركة في إحياء مراسيم أربعينية الامام الحسين وأشارت الى تسجيلها 6 معابر حدودية إيرانية مع العراق لعبور 5 ملايين زائر للمشاركة في هذه المناسبة.
يذكر أن المسلمين الشيعة يحيون ذكرى الزيارة الأربعينية للإمام الحسين بعد أربعين يوماً على عاشوراء ذكرى مقتل الإمام الحسين مع رهط من أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من شهر محرم عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي حيث تصادف أربعينية هذا العام منتصف الشهر المقبل.