إديس ابابا: تبادلت الحكومة الاثيوبية والمتمردون في منطقة تيغراي الاتهامات الاربعاء بفتح جبهات جديدة في شمال إثيوبيا بعد اسبوع على استئناف المعارك التي خرقت هدنة دامت خمسة اشهر.

ويأتي توسيع نطاق النزاع غداة غارة جوية جديدة على ميكيلي عاصمة تيغراي، هي الثانية منذ تجدد القتال في 24 آب/أغسطس في منطقتي أمهرة وعفر في محيط الطرف الجنوبي الشرقي لتيغراي.

بيان

في بيان نشر صباح الأربعاء، اتهمت الحكومة الإثيوبية المتمردين بـ"توسيع هجومهم ليشمل مناطق أخرى" في شمال إثيوبيا في منطقة واغ الإدارية (شمال شرق أمهرة) وفي وولكيت غرب تيغراي وفي مناطق غرب أمهرة على الحدود مع السودان.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس اتهم غيتاتشو رضا المتحدث باسم سلطات المتمردين في تيغراي "نظام أبيي" بـ"شن هجوم على هذه المناطق".

ولم يتسن الحصول على تأكيد للمعارك في هذه المناطق من مصدر مستقل. ولا يُسمَح للصحافيين بالوصول إلى شمال إثيوبيا مما يجعل التحقق المستقل من المعلومات مستحيلاً وتعمل شبكات الاتصالات هناك عشوائيا.

تحتل قوات أمهرة الاقليمية التي تساند الجيش الفدرالي المنطقة الإدارية لتيغراي الغربية منذ نهاية عام 2020، علما ان المنطقة موضع نزاع بين تيغراي وأمهرة.

ولم تذكر الحكومة الإثيوبية في بيانها الغارة الجوية الجديدة كما انها لم تؤكد أو تنفي وقوعها.

لكن مصدرا إنسانيا طلب عدم الكشف عن هويته أكد لوكالة فرانس برس الأربعاء وقوع غارة جوية ليلية على ميكيلي، بدون مزيد من التفاصيل.

وقالت سلطات المتمردين في تيغراي في بيان إن الغارة "تسببت في وقوع إصابات طفيفة وخطيرة بين المدنيين فضلا عن أضرار مادية" بدون مزيد من التفاصيل.

وكانت غارة جوية قد استهدفت المدينة في 26 آب/أغسطس مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم طفلان بحسب الدكتور كيببروم جبريسيلاسي المسؤول في مستشفى آيدر الرئيسي في ميكيلي.

واكد المتمردون واليونيسف أن "روضة أطفال" استهدفت في حين قالت الحكومة إن طيرانها قصف "مواقع عسكرية".

وقال المتحدث باسم السلطات المتمردة في تيغراي غيتاتشو رضا ليلا إن "الغارة الليلية الجديدة بطائرة بدون طيار على ميكيلي" لم تكن تستهدف أي "هدف عسكري" واتهم رئيس الوزراء الإثيوبي ابيي أحمد "بقتل أطفال ومدنيين أبرياء".

الثلاثاء أوضح غيتاتشو أن متمردي تيغراي بعد أن "دافعوا عن مواقعهم" في البداية، شنوا هجومًا مضادًا خارج الحدود الجنوبية لتيغراي.

وأكدت الحكومة في بيانها أن الجيش "دافع ببسالة عن نفسه في وجه الهجمات التي شنها" المتمردون "في شرق أمهرة".

وبحسب مصادر دبلوماسية وإنسانية ومحلية، تقدم المتمردون في الأيام الأخيرة حوالي خمسين كيلومترا داخل أمهرة واقتربوا من مدينة ولدية وكذلك من عفر.

والثلاثاء، أفادت "جمعية تنمية الرعاة في إقليم عفر" (APDA) غير الحكومية، بأنها أحصت 18 ألف نازح في المنطقة بعد استئناف القتال. كما أفادت عن تقدم متمرّدي تيغراي من عفر باتجاه منطقة أمهرة "ممّا سيزيد من عدد النازحين".

بعد هزيمتهم بسرعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 على ايدي القوات التي أرسلها أبيي لطرد السلطات التنفيذية في تيغراي التي كانت تعارض سلطته واتهمها بمهاجمة القواعد العسكرية، استولى المتمردون في تيغراي منتصف عام 2021 على القسم الأكبر من المنطقة بعد شن هجوم مضاد جعلهم يقتربون من أديس أبابا.

ثم تراجعوا بعد ذلك إلى تيغراي متهمين الحكومة بـ"محاصرة" المنطقة وهو ما تنفيه.

في الأيام الأخيرة، تضاعفت دعوات المجتمع الدولي لوقف الأعمال العدائية والحوار.

منذ حزيران/يونيو، كرر الطرفان استعدادهما للتفاوض مع الاختلاف حول سبل المحادثات المستقبلية.

انفتاح

ورغم استئناف القتال أكدت الحكومة الأربعاء "انها لم تستبعد بعد امكانات تحقيق السلام" وأكد المتمردون الثلاثاء انهم "منفتحون على أي مفاوضات".

وفيما سمحت الهدنة باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية من طريق البر إلى تيغراي، بعدما توقّفت لمدة ثلاثة أشهر، يبدو أنها مهدّدة مرة أخرى بسبب تجدد القتال.

من جهة أخرى، تبقى حصيلة هذه الحرب غير معروفة، غير أنها أدت إلى نزوح أكثر من مليوني شخص، كما أغرقت مئات الآلاف من الإثيوبيين في ظروف قريبة من المجاعة، وفقاً للأمم المتحدة.

إضافة إلى ذلك، تعاني هذه المنطقة منذ أكثر من عام حرمانها من الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية، وحتى الوقود.