تتوجه الأنظار إلى كاميلا شاند التي أصبحت الملكة القرينة بعيد انتقال التاج الملكي إلى زوجها الملك تشارلز الثالث عقب وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية. فهل ستقدّم نموذجاً يحتذى به وتحظى بمحبة الشعب؟

لا شك أن "شاند" ستكون تحت مجهر الصحافة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، لكون أخبارها شكلت مادة صحافية دسمة_ على مدى 25 عامًا منذ وفاة أميرة ويلز ديانا، باعتبارها شخصية خلافية في بريطانيا.

فقد عاشت كاميلا علاقة غرامية مع الأمير تشارلز خلال زواجه بالأميرة الراحلة ديانا. وبعد وفاتها، تزوجت به في العام 2005.
بعد زواجها، حاولت أن تُطلّ على الشعب بصورة المرأة الطيبة، حيث تميّزت بمناصرتها للجمعيات الخيرية التي تساعد النساء والأطفال، لكن الناس لم ينسوا علاقتهما الغرامية التي سبّبت الألم للأميرة الراحلة.

ولقد سلّط المسلسل الدرامي "The Crown" على نتفليكس الضوء على تلك الفترة المضطربة في مواسمه الأخيرة، معرّفًا بعض المشاهدين على كاميلا، ومذكّرًا الآخرين بماضيها.

وعليه، يطرح السؤال نفسه: ماذا ستقدّم كاميلا للشعب؟ وكيف سيتقبلها الناس بصفتها الجديدة كزوجة لملك بريطانيا العظمى؟

سيرة حياتها

ولدت كاميلا شاند في يوليو/ تموز 1947، وترعرعت في الريف الإنجليزي، حيث طوّرت شغفها بالخيول.

التقت بالأمير تشارلز خلال مباراة بولو أقيمت في وندسور عام 1970، وأصبحا صديقين.
في العام التالي انضم تشارلز إلى البحرية الملكية، وفيما كان بعيدًا، تزوّجت كاميلا من أندرو باركر بولز، ضابط سلاح الفرسان، وأنجبت منه طفلين في السبعينيات.

عام 1981، تزوج تشارلز من الليدي ديانا سبنسر، في حفل أشبه بالقصص الخيالية تابعه الملايين حول العالم. لكنه اعترف عام 1994، بأنه على علاقة غرامية بكاميلا.

وأكدت ديانا خيانته لها وخيانتها له في العام التالي، وذلك خلال مقابلة شيّقة على قناة "بي بي سي" عندما قالت عبارتها الشهيرة: "كان هناك ثلاثة منا في هذا الزواج، لذلك كان مزدحمًا بعض الشيء".

طلاق

تطلقت كاميلا من أندرو باركر بولز عام 1995، وفي العام التالي، وقع طلاق تشارلز وديانا. لكنها غابت عن الواجهة وسط التعاطف الشعبي مع أميرة ويلز، خصوصاً بعد وفاتها في حادث سيارة في باريس عام 1997.

لكن اسمها بدأ بالظهور في الأوراق الرسمية في العام 1999، بعدما نُفِّذَت خطة مدروسة بإطلالتها على الجمهور مجدداً في مقر إقامة تشارلز وكاميلا، بعد ظهورهما الأول معاً خارج فندق ريتز في لندن.

وبعد ست سنوات، تم زواجهما في وندسور، بموافقة الملكة. وباتت كاميلا رسميًا زوجة تشارلز، وعُرِفَت باسم صاحبة السمو الملكي دوقة كورنوال، والملكة المستقبلية للمملكة المتحدة.

نشاطات

شاركت كاميلا بقوة في الحياة العامة بصفتها إحدى كبار الشخصيات الملكية، ودعمت تشارلز في التزاماته الرسمية بالمملكة المتحدة، وفي جولاته الخارجية، رغم خوفها الكبير من الطيران. سرعان ما أصبحت إحدى ركائز العائلة المالكة والحكومة البريطانية من خلال قدرتها المعروفة على تبديد التوتر في أي غرفة تكون فيها.

وكان الأمير تشارلز قال لـCNN عام 2015: "من الجيد دومًا أن يكون هناك شخص ما إلى جانبك". وتابع: "إنها دعم كبير جدًا لي. الأمر الرائع أننا نضحك كثيرًا لأنها ترى الجانب المضحك من الحياة، حمدًا لله. إذا تخيلت ذلك، فإنه يضيف قدرًا هائلًا على كل شيء".

وحددت كاميلا أيضًا دورها الملكي، من خلال مناصرة قضايا قريبة إلى قلبها مثل محو الأمية لدى الأطفال، ودعم ضحايا العنف المنزلي. وقالت لـCNN خلال زيارة قامت بها إلى ملجأ للنساء في بريستول بإنجلترا، عام 2017، إنها تمكنت من استخدام منصبها لتسليط الضوء على محنة "النساء الشجاعات" اللواتي عانين على أيدي شركائهنّ. وقالت: "عندما ترى تؤمن، وعندما تصغي تؤمن".

التوعية الصحية

وعملت الدوقة أيضًا على رفع مستوى الوعي حول مرض ترقّق العظام، الذي أصيبت به كل من والدتها وجدتها. وقال الأمير تشارلز لـCNN عام 2015: "إنّ هذا الأمر يمسّها بالعمق".

وأضاف: "لقد أنجزت (كاميلا) أمورًا رائعة في قضايا العنف ضد المرأة، والاغتصاب، والعنف الجنسي على ما أعتقد. وأرى أن ما حققته على هذا الصعيد كان مميزًا. ومرة ​​أخرى مع كل الجهد الذي تبذله من أجل محو الأمية، لأنها مهووسة بالمطالعة إسوة بوالدها الذي كان قارئًا كبيرًا، وأعتقد أنه شجعها على ذلك، لذا فهي نهمة لقراءة جميع أنواع الكتب".

وأضاف تشارلز: "أنا فخور جدًا بها، بالإضافة إلى كل الدعم الذي تحاول توفيره لي، وهذا أمر رائع من قبلها".

وفي اللحظة التي أصبح فيها زوجها ملكًا، أصبحت كاميلا الملكة القرينة تلقائيًا. ورغم ذلك، كان يُعتقد منذ فترة طويلة أنها لن تستخدم هذا اللقب، ذلك أن كلارنس هاوس سبق وأصدر بيانًا عام 2005، أفاد بأنها ستُعرّف عن نفسها بـ"زوجة الأمير". وكان البعض في القصر شعروا حينها أنّ الجمهور لم يكن مستعدًا كي يتقبل أن تحمل كاميلا اللقب الذي كان مكرّسًا لديانا.

لكن مع مرور السنين، لانت المواقف الحادة تجاه كاميلا. فعام 2015، وجد استطلاع أجرته CNN أنّ واحداً من كل أربعة بريطانيين نما لديه حب أكبر لها مع الوقت، أما عدد المعترضين على إعطائها لقب ملكة فقد قلّ.

مباركة الملكة

إلى ذلك، في فبراير/ شباط 2022، استغلت الملكة مناسبة يوبيلها البلاتيني البارزة كي تمنح دوقة كورنوال مباركتها حتى تصبح ملكة عندما يحين الوقت.

وقالت في مناسبة رسالة الاحتفال بالذكرى السبعين على توليها العرش البريطاني: "عندما يصبح ابني تشارلز ملكًا، أعلم أنك ستمنحه وزوجته كاميلا الدعم نفسه الذي حصلت عليه. وأتمنى من كل قلبي، عندما يحين ذلك الوقت، أن يطلق على كاميلا لقب الملكة القرينة فيما تواصل عملها بإخلاص".

واستجابة لكلمتها، قال متحدث باسم تشارلز وكاميلا إن كلمات صاحبة الجلالة أثرت بهما وتشرّفهما.

لقد كان تدخلاً بالغ الأهمية من الملكة، الشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد الألقاب الملكية.

وأكدت خطوة إليزابيث لإثبات النظام الملكي في المستقبل، أن كاميلا لم يعد يُنظر إليها، سواء علنًا أم من داخل جدران القصر، على أنها العشيقة الملكية، بل كشخصية مركزية في قلب "الشركة".