إيلاف من لندن: فجر منشد شيعي عراقي استياء شعبيا واسعا وتحذيرات من فتنة طائفية اثر مهاجمته لصحابة النبي محمد ووصفهم بالعصابة.
فقد اثار مقطع فيديو للمنشد الحسيني الكربلائي باسم الكربلائي على موقعه الالكتروني وهو يُتلي قصيدة رثاء في مقتل الامام الحسين لمناسبة اربعينية التي تشهد مشاركة الملايين من الشيعة المسلمين في كربلاء الجنوبية الجمعة المقبل وهو ينشد قصيدة في حسينية بمدينة الكوفة الجنوبية امام مجموعة من الحاضرين يقول فيها "حجتهم ضعيفة .. شيل أسم الصحابة.. واكتب عصابة".

وفيما رفع محام من محافظة الانبار الغربية الاثنين دعوى قضائية لدى المحاكم ضد الكربلائي فقد طالب ديوان الوقف السني في بيان تابعته "ايلاف" بالتحقيق الكامل بالقضية والوقوف على ملابساتها ومعرفة من يقف وراءها فضلا عن تقديم المتسببين بهذه الاساءة الى القضاء .
ودعا الى "تعميم الفتاوى الشرعية التي تحرم الاساءة الى الرموز الدينية لاسيما الانبياء والمرسلين وال البيت فضلا عن تشديد الرقابة على محتوى القصائد من النواحي الشرعية والقانونية والمجتمعية".

استياء واسع ودعاوى قضائية

وقد اثارت قصيدة الكربلائي استياء واسعا اعتبرها مغردون محاولة لاثارة الفتنة الطائفية داعين الكربلائي الى اعتذار لجميع المسلمين.
واليوم الاثنين رفع ثلاثم محامين من محافظة الأنبار دعوى قضائية بحق المنشد باسم الكربلائي بتهمة التحريض وإثارة الفتنة الطائفية.
وقال المحامي انور ابراهيم فرحان في دعواه القضائية التي تداولت نصها مواقع التواصل الاجتماعي "إن المشكو منه قام بالتحريض وإثارة الفتنة الطائفية الخطيرة وهدد كيان المجتمع العراقي من خلال التجاوز على صحابة الرسول محمد، ووصفهم بالعصابة من خلال إلقاء قصيدة بحضور جمع من الناس ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي علانية وعدم احترام شريحة كبيرة من المجتمع وطائفة كبيرة من طوائف البلد".
ونوه الى أن "العراق بلد متعدد الطوائف ويجب على الجميع عدم مخالفة الدستور العراقي واحترام والتقاليد والشعائر الدينية".
وأشار المحامي الى أن الدستور العراقي نص في المادة 43 بأن أتباع كل دين أو مذهب أحرار في ممارسة الشعائر الدينية واعتبر جريمة التحريض الطائفي من الجنايات" .. مبينا أن "قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005 قد عاقب على جريمة اثارة الفتنة الطائفية باعتبارها من الجرائم الإرهابية".

المنشد يواجه السجن 7 سنوات

وقد راجعت "ايلاف" قانون العقوبات العراقي واطلعت على مادته 200 حيث نصت على معاقبة المدان باثارة النعرات الطائفية بالسجن 7 سنوات.
ويشير القانون العراقي هذا والمرقم 111 الى انه "يُعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 7 سنوات أو بالحبس كل من حبذ أو روج ما يثير النعرات المذهبية أو الطائفية أو حرض على النزاع بين الطوائف والأجناس أو أثار شعور الكراهية والبغضاء بين سكان العراق وهدد السلم الأهلي".

دعوات لاعتقال المنشد

ومن جهته دعا رئيس تحالف السيادة السني خميس الخنجر بعدم السماح لابواق الفتنة العبث بوحدة العراقيين.
وقال الخنجر في تغرية على تويتر تابعتها "ايلاف" "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة".. آل البيت الأطهار والصحابة الكرام (رضي الله عنهم أجمعين) رموزنا وقادتنا وقدوتنا، وهم الجيل الأول الذي ضحى بكل شيء من أجل الدين والأمة لن نسمح لأبواق الفتنة المأجورة أن تعبث بوحدتنا وأخوتنا، ونطالب كافة المؤسسات المختصة بضرب المفتنين".

تغريدة رئيس تحالف السيادة السني خميس الخنجر الاثنين 12 سبتمبر 2022 مطالبا باسكات ما اسماها ابواق الفتنة المسمومة (تويتر)

كما دعا القيادي في التحالف النائب رعد الدهلكي في بيان تابعته "ايلاف" السلطات الى اسكات "الافواه الطائفية التي كانت سببا في خلق الفوضى وتمزيق النسيج المجتمعي". وحذر من ان الصمت على هذه التجاوزات "سيعطي المبرر لأصوات طائفية مسمومة أخرى ان ترتفع وستكون الأرضية لإعادة النفس الطائفي وحينها لن يكون من حق القضاء او الأجهزة الأمنية او حتى القوى السياسية والبرلمانية حينها التدخل لانهم السبب في السماح لهكذا بدع ان تنتشر وتأخذ حيزها في مجتمعنا".

وناشد النائب الدهلكي "الزعامات الدينية والسياسية من الاخوة الشيعة الى قول كلمتهم وعدم تجاهل هذه الإساءة الواضحة لصحابة رسول الله لان هذا الصمت سيخلق فجوة واضحة بين المكونات وتكون بداية لنار قد تحرق الأخضر بسعر اليابس".
ومن جانبها اعتبرت رابطة ائمة وخطباء الاعظمية في بغداد الإساءة الى رموز الامة من مظاهر الغلو والتطرف التي لا تختلف عن الجرائم التي ارتكبها متطرفو داعش و من جملتها الإساءة التي صدرت من باسم الكربلائي بحق سادة الأمة صحابة رسول الله.
وطالبت المرجعيات والمؤسسات الشرعية في العالم العربي والإسلامي ان تتخذ موقفا واضحا من هذه الإساءة .

رفض برلماني

كما اعتبرت لجنة الأوقاف والعشائر في مجلس النواب العراقي كلام المنشد الكربلائي وتشبيهه للصحابة بمفردات لا يمكن السكوت عليها اثارة للفتن والنعرات الطائفية بين أبناء البلد الواحد.
واشارت الى أن "الأمة الإسلامية تواجه أزمات وتحديات كبيرة وما أحوجنا اليوم إلى رص الصفوف ونبذ الطائفية وتجنب إثارة الخلافات الطائفية والمذهبية".

ودعت اللجنة ديوان الوقف الشيعي الى تحمل مسؤليته القانونية والشرعية بالتدخل السريع لايقاف مثل هذه التجاوزات التي تحدث بين الحين والآخر، والتي تسعى لتكريس الفرقة والانقسام وتعميق هوة الخلافات الطائفية بين المسلمين.

وقد جاء نشر مقطع الفيديو للكربلائي على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت حساس ودقيق حيث يستعد ملايين المسلمين الشيعة لاحياء مراسم زيارة الاربعين للامام الحسين بن علي بن أبي طالب بعد أربعين يوماً على عاشوراء ذكرى مقتله مع رهط من أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من شهر محرم عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي حيث تصادف أربعينية هذا العام الجمعة المقبل.