بوغوتا: أعلنت أكبر مجموعة منشقة عن حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في تسجيل مصور نشر الجمعة أنها على استعداد لتعليق الهجمات ضد قوات الأمن دعما للمحادثات الرامية لوقف إطلاق النار.

وقّعت "فارك" اتفاق سلام مع الحكومة عام 2016 لإنهاء نزاع مسلّح استمر أكثر من نصف قرن.

لكن بعض المجموعات التي كانت تابعة لها اختارت الانضمام إلى منشقين على صلة بالتجارة غير الشرعية للمخدرات والمعادن.

وأكد زعيم مجموعة "فارك-جيش الشعب الكوادر المركزية" "FARC-EP Central Staff" المنشقة بأنها ستوقف الهجمات من أجل السماح بتطبيق اتفاق ثنائي لوقف إطلاق النار.

وقال زعيم المجموعة الذي لم ينشر اسمه في تسجيل مصور مثل فيه إلى جانب 16 مسلحا بلباس مموه "صدرت أوامر لجميع الوحدات بأن يتم، بقدر الإمكان، تجنب الدخول في اشتباكات مع القوات العامة طالما أننا لم نتعرض إلى هجوم".

مورديسكو

وذكرت صحيفة "إل تييمبو" الكولومبية بأن القيادي هو إيفان مورديسكو الذي سبق أن أعلنت حكومة الرئيس المحافظ السابق إيفان دوكي مقتله في عملية عسكرية.

ومنذ وصل أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا غوستافو بيترو إلى السلطة في آب/اغسطس، دعا مرارا المجموعات المسلحة إلى إلقاء السلاح والحضور إلى طاولة المفاوضات بهدف تحقيق "سلام كامل".

وأفاد القيادي المنشق الذي ذكر بأن التسجيل تم الخميس أن توقف الأعمال العدائية سيشكل نقطة انطلاق "لخلق مناخ موات لبدء الاتفاقيات والآليات من أجل وقف ثنائي لإطلاق النار مع الحكومة الوطنية".

وذكر بأنه مستعد للدخول في "حوار صريح لإيجاد مخرج من النزاع الاجتماعي والمسلح" المستمر منذ قرابة ستة عقود.

والسبت الماضي، التقى ممثلون عن الحكومة في منطقة كاكويتا لإطلاق محادثات سلام مع أعضاء "الكوادر المركزية"، وهي مجموعة تضم نحو ألفي مقاتل، بحسب مجموعة "إنديباز" للأبحاث.

وتنشط الجماعة إلى حد كبير في منطقة الغابات المطيرة في الأمازون على الحدود مع فنزويلا وتحصل على عائداتها من خلال تجارة المخدرات واستخراج المعادن بشكل غير قانوني.

مجموعات أخرى

وأبدت مجموعات أخرى منشقة عن "فارك" اهتماما بالدخول في حوار مع الحكومة الجديدة.

وكان بيترو (62 عاما) نفسه منضويا في عصابة وقضى عامين في السجن في فترة شبابه.

وأعلن الرئيس الخميس بأن المفاوضات مع "جيش التحرير الوطني"، مجموعة التمرد الأخيرة الناشطة في كولومبيا، ستبدأ في غضون أيام.