إيلاف من بيروت: ... وبعد ايام، يأتي نعي هذا الشاب الروسي الذي جنده بوتين ليقاتل في أوكرانيا، وفيه بالروسية طبعًا: "شهيد الواجب الجهادي المقدس في أراضي أوكرانيا الحبيبة".

كيف لا؟ فقد قال البطريرك كيريليس، بطريرك موسكو وسائر روسيا ورئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، في عظة الأحد 25 سبتمبر 2022، إن الجنود الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا ويُقتلون فيها "طاهرون... غُفرت ذنوبهم كلها، وهم من أهل الجنة".

أضاف بطريرك الكرملين، كما يحلو للناشطين الروس المناهضين لغزوة أوكرانيا تسميته، أن تضحية الشباب الروس بأنفسهم خلال أدائهم واجبهم العسكري تمحو كل ذنوبهم، في ما يبدو تأييداً "روحيًا" لقرار الرئيس الروسي إعلان التعبئة الجزئية، لتجنيد 300 ألف جندي وإرسالهم إلى أوكرانيا، في سبيل استعادة زمام المبادرة بعدما تمكن الأوكرانيون من رد جي بوتين على أعقابه ىلاف الكيلومترات في هجوم مضاد حرر منطقة خاركيف وما تيسر من المناطق المجاورة لها.

إن دلّ هذا التدخل "الإلهي" بلسان البطريرك كيريليس على شيء، فإنه يدل بالتأكيد على مدى الضعف الذي ابتليت به أمة القياصرة، بسبب "الخطايا" العسكرية الممينة التي وقع فيها بوتين وجنرالاته وقادة استخباراته.

هذه الخطايا التي أعادت عشرات الآلاف من الجنود الروس إلى أمهاتهم في الأكفان، وتركت في الميدان أحدث العتاد والآليات مهجورة، أرسلها الأوكرانيون فورًا إلى أصدقائهم في الغرب لتفكيك ألغازها.

إنه تدخل "إلهي" مشابه كثيرًا لما يسوقه "ملالي طهران" من مبررات "دينية" لأي إرهاب يقومون به.

ألم تأتِ الميليشيات العراقية كعصائب أهل الحق، واللبنانية كحزب الله، إلى سوريا لقتل الشعب السوري التائق إلى الحرية من الطغيان، تحت شعار "الواجب الجهادي" والدفاع عن "المراقد القدسة"؟

من يعلم؟ أفليس ممكنًا أن في أوكرانيا مراقد روسية أرثوذكسية مقدسة، يحث كيريليس على الدفاع عنها؟