طهران: قضى خمسة أفراد من الحرس الثوري في الاشتباكات التي شهدتها الجمعة محافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق الجمهورية الإسلامية، وفق حصيلة جديدة أوردها الاعلام الرسمي الأحد.
وكانت وسائل الاعلام الإيرانية تحدثت سابقا عن مقتل زهاء 20 شخصا بينهم أربعة من قوات الأمن في اشتباكات مع "إرهابيين" في زاهدان، مركز المحافظة الحدودية مع أفغانستان وباكستان.
وأتت الاشتباكات في سيستان بلوشستان التي غالبا ما شهدت مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات متطرفة، في وقت تشهد مدن إيرانية تحركات احتجاجية إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد توقيفها على يد شرطة الأخلاق.
وأوردت وكالة "إرنا" الرسمية أنه "بوفاة أحد عناصر قوات التعبئة مساء السبت، ارتفع عدد شهداء حرس الثورة الإسلامية في الحادث الارهابي الذي وقع في زاهدان الجمعة الى خمسة".
وأضافت أن عدد جرحى الحرس بلغ 32.
وكان قائد شرطة المحافظة أفاد عن تعرض ثلاثة من مراكزها للهجوم، وفق التلفزيون الرسمي الذي أوضح أن الاعتداءات نفذها "مسلّحون" وأودت بقائد استخبارات الحرس في المحافظة.
وتقع سيستان-بلوشستان في جنوب شرق الجمهورية الإسلامية عند الحدود مع أفغانستان وباكستان، وهي غالبا ما تشهد مناوشات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحّة.
وفي حين يرتبط الكثير من هذه المواجهات بمحاولات تهريب، يعود بعضها الى اشتباكات مع انفصاليين من أقلية البلوش أو جماعات جهادية متطرفة تنشط في تلك المنطقة.
وكان من أبرز الأحداث في الأعوام الأخيرة، تفجير في شباط/فبراير 2019 أدى الى مقتل 27 عنصرا من الحرس.
وتبنت الهجوم جماعة "جيش العدل" السنّيّة المتطرفة، والتي تقول طهران إنها تشن عمليات غالبيتها انطلاقا من قواعد في باكستان المجاورة.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية السبت أن "جيش العدل" تبنت الهجوم الأخير على مركز للشرطة، مشيرة الى مقتل عنصرين بارزين في الجماعة هما "عبد المجيد ريغي وياسر شه بخش على يد القوات الأمنية" في زاهدان، إضافة الى "القناص المسؤول عن مقتل قائد استخبارات الحرس" في المحافظة.
ولم تقدم الوكالة تفاصيل إضافية.
وكان إمام الجمعة للسنّة في سيستان بلوشستان مولوي عبد الحميد، حذّر هذا الأسبوع من توتر في المحافظة على خلفية "قضية حديثة تتعلق بتعرض مراهقة للاغتصاب من قبل رجل شرطة".
ولم تتضح الأسباب المباشرة للتوتر الذي شهدته زاهدان الجمعة، وما اذا كان مرتبطا بالتحركات الاحتجاجية التي تشهدها مدن إيرانية منذ وفاة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر، بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران لمخالفتها قواعد اللباس الإسلامي.
وأفادت وسائل إعلام محلية عن مقتل زهاء ستين شخصا على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من الأمن. من جهتها، أوردت منظمات حقوقية خارج الجمهورية الإسلامية عن مقتل أكثر من تسعين.
والأحد، أفادت وكالة "إرنا" أن أحد عناصر قوات التعبئة قضى متأثرا بجروح أصيب بها جراء تعرضه "للطعن" خلال "أعمال الشغب الأخيرة" في مدينة قم المقدسة جنوب طهران.
ووفق أرقام رسمية، قضى 10 من عناصر قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي بدأت في 16 أيلول/سبتمبر، بينما أوقف أكثر من ألف شخص في محافظات مختلفة.
التعليقات