بيروت: أعلنت القوات الأميركية أنها قتلت ليل الأربعاء الخميس قيادياً كبيراً في تنظيم الدولة الإسلامية خلال عملية إنزال في شمال شرق سوريا.

وأكدت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان أن العملية استهدفت راكان وحيد الشمري.

وقعت العملية في قرية ملوك في ريف مدينة القامشلي، وهي إحدى القرى القليلة الواقعة تحت سيطرة مجموعات تابعة للنظام في محافظة الحسكة التي يسيطر على أغلبها المقاتلون الأكراد وتنتشر فيها قوات التحالف.

وهذه هي المرة الأولى التي تقوم بها القوات الأميركية بعملية في قرية خاضعة لنفوذ النظام السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

قوات سوريا الديموقراطية

وينتشر المئات من العسكريين الأميركيين ضمن تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين ويواصل القتال مع حلفائه من قوات سوريا الديموقراطية ضد الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت سينتكوم "شنت القوات الأميركية مساء الأربعاء غارة بطائرة مروحية قرب القامشلي استهدفت راكان وحيد الشمري المسؤول في تنظيم الدولة الإسلامية المعروف بتسهيل تهريب الأسلحة والنقل السري للمقاتلين".

وأضاف الجيش الأميركي أن "الشخص المستهدف قُتل وأصيب أحد مرافقيه واعتقل اثنان آخران" بدون أن تحدد جنسياتهم. وبحسب المصدر ذاته، لم يقتل أو يجرح أي عسكري أميركي كما لم تسجل خسائر في صفوف المدنيين.

وفي دمشق، أفاد التلفزيون الرسمي السوري عن عملية نفذتها "قوات الاحتلال الأمريكي" قتل فيها شخص، ولم تورد مزيدا من التفاصيل.

وتشن القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن بين الحين والآخر عمليات مداهمة أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال أحد سكان قرية ملوك لوكالة فرانس برس إن ثلاث مروحيات أميركية شاركت في العملية بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل وحتى الرابعة فجراً، ورافقتها ثلاث ناقلات جند انتشرت عند أطراف القرية.

وأضاف "نادوا بمكبرات الصوت على الأهالي للزوم منازلهم، قبل أن يداهموا أحد المنازل".

القضاء على "الخلافة"

منذ العام 2014، يشن التحالف الدولي في العراق وسوريا حملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية تُوجت في آذار/مارس 2019 بإعلان قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركياً وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، القضاء على "الخلافة" بعد انتهاء آخر المعارك ضد التنظيم في قرية الباغوز الحدودية مع العراق.

وبعد القضاء على "الخلافة"، انكفأ مقاتلو التنظيم في سوريا بشكل رئيسي إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور عند الحدود مع العراق، كما يتوارى كثر في قرى ومناطق مختلفة.

ومنذ ذلك الحين، يلاحق التحالف الدولي قياديي التنظيم وينفذ عمليات لاعتقالهم إن كان في دير الزور والحسكة شرقاً أو في مناطق أخرى في شمال سوريا وشمال غربها.

ونجحت القوات الأميركية في اعتقال قادة في عمليات عدة، قتل في أبرزهما زعيما تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/أكتوبر 2019 ثم أبو ابراهيم القرشي في شباط/فبراير الماضي في مخبئيهما في محافظة إدلب (شمال غرب).

وفي تموز/يوليو، أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ماهر العكال في ضربة نفذتها طائرة مسيرة أميركية، ووصفته القيادة المركزية في البنتاغون بأنه "أحد القادة الخمسة الأبرز" في التنظيم المتطرف.