ايلاف من لندن : حذر الرئيس العراقي الجمعة سياسيي البلاد من خطورة نفاذ صبر المواطنين ازاء سوء أوضاعهم والتحول الى نزاعات داخلية. ودعا الرئيس برهم صالح في كلمة خلال مشاركته في احتفالية مركزية لمناسبة المولد النبوي الشريف بمسجد ابي حنيفة في مدينة الأعظمية في بغداد مساء الجمعة، تابعتها "ايلاف"، الى استحضار الدروس البليغة في التسامح والتعايش من سيرة النبي محمد الذي بنى دولة على اُسسٍ انسانيةٍ، مُنادياً بالحق والعدل والرحمة والجنوح الى السلم.

مفترق طرق

اشار صالح الى ان العراق يعيش حاليا لحظة مفصّلية تضعه أمام مفترق طرق: إمّا العودة إلى الوراء بنزاعات داخلية واصطفافات، أو الانطلاق بإرادة موحّدة تَستَوعِب التحديات الجسيمة وتُلَبّي احتياجات المواطنين.

وأعتبر ان غياب الاستقرار الدائم يُنهك العراق وشعبه ويفتَح الباب مُشرعاً أمام تدخلات خارجية جعلت البلد ميداناً ووقوداً لصراعات الآخرين على أرضه بأموال العراقيين وأرواحهم".

وشدد على ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، لإقرار الموازنة المعُطّلة.

الاحتفال بالمولد النبوي بجامع ابي حنيفة في منطقة الاعظمية ببغداد العام الماضي

لا تراهنوا على صبر العراقيين

شدد صالح على انه "لم يَعُد مقبولاً استمرار الوضع القائم اذ ان تشكيل الحكومات بات يطول أكثر وبنود دستورية تُعطَّل أكثر وسوء في أحوال المعيشة والخدمات أكثر ولا يمكن المراهنة على صبر العراقيين أكثر".

وبين انه يمر عام كامل على اجراء الانتخابات من دون إكمال استحقاقاتها الدستورية .. مؤكدا ان "هذا امر غير مقبول بالمرة".

وطالب الرئيس صالح جميع القوى السياسية الى حوار جاد يكون أساسه وغايته مصلحة الوطن والمواطن، والانطلاق نحو تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، لإقرار الموازنة المعُطّلة وتمشيةِ أمور الناس وإدارة المرحلة المقبلة".

وأكد الرئيس العراقي أن "أول الإصلاح هو مكافحة الفساد هذه الآفة الخطيرة التي تنخّر جسد الدولة وتهدّد كيانها وتمنع شبابنا من فرصة عادلة ليسهموا في بناء وطنهم فتداعيات الفساد لا تقتصر على هدر ثروات البلد فحسب بل تعمل على تغذية الانقسامات وتهديد السلم المجتمعي".

ونوه الى أن"العراقيين يصرّون على وطن له سيادة كاملة يعيش في أمن مع شعبه ومع جيرانه وأخذ مكانته الحضارية في المنطقة والعالم". وقال ان موقع العراق الجغرافيُّ في قلب المِنطَقة يجب أن يكونَ جسراً للتواصل ومركزاً اقتصاديّاً وتجاريّاً وثقافيّاً لا أن يكونَ محوراً وساحة صراعاتِ الآخرين". وأكد ان "العراقيين يصرّون على وطن له سيادة كاملة يعيشُ في أمنٍ مع شعبهِ ومع جيرانهِ وأخذُ مكانتهُ الحضاريةَ في المِنطَقة والعالم".

وأد الفتنة الطائفية

وشدد على ان منطقة الأعظمية "السنية" والكاظمية الشيعية في العاصمة تَوأَم بغداد لا يفترقانِ ولا ينفصلان وكان لهما دوراً بارزاً في وأد الفتنة وهما بحقٍ رمزٌ للوحدة والتماسك بين العراقيين. وأكد ان "محاولات الجماعات الإرهابية باءت بالفشل في أن تبرر ممارساتها المرفوضة بالدين الإسلامي الحنيف وخابَ فألُ من أراد إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالمسلمين حيث ان قيم الإسلام تؤكد على السلام والحوار والتلاقي والاعتدال".

يذكر ان العراق يشهد ازمة سياسية خطيرة منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول اكتوبر 2021 وفاز فيها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وشهدت خسارة قاسية للقوى الموالية لايران التي لجأت الى عرقلة انعقاد جلسات البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد يرشح رئيسا لحكومة جديدة.

اثار هذا غضب الصدر الذي قام في 12 حزيران يونيو الماضي بسحب نوابه من البرلمان بعد ما وصفه بالتفاف قوى "الإطار التنسيقي" الشيعي على مشروع حكومة الأغلبية الوطنية الذي يدعو له وإصرارها على حكومة توافقية جديدة قائمة على المحاصصة الطائفية والحزبية والتي يراها الصدر سبباً رئيساً في استمرار الفساد والتردي الخدمي في البلاد.

ادى ذلك الى تصاعد الخلافات بين الجانبين وتفجرها عنفا بين مسلحيهما في اشتباكات دامية شهدتها المنطقة الخضراء وسط العاصمة نهاية آب أغسطس الماضي أوقعت 30 قتيلا إضافة الى 700 مصابا غالبيتهم من القوات الامنية.