أمر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بفتح تحقيق بشأن "كنيسة التوحيد"، وهي جماعة دينية سُلطت عليها الأضواء بعد اغتيال الزعيم السابق شينزو آبي.
وقال الرجل المتهم في جريمة القتل إن الكنيسة أفلست والدته، وألقى باللوم على آبي في ترويجه المزعوم لها.
وكشف تدقيق، أجري في شؤون الطائفة الدينية في الأسابيع التي أعقبت الاغتيال، أنها على صلة بالعديد من المشرعين الحكوميين.
وأجبرت الفضيحة رئيس الوزراء كيشيدا على الاعتذار عن تلك الروابط.
- ما هي "كنيسة التوحيد"؟ وما علاقتها باغتيال شينزو آبي؟
- كيف يمكن لاغتيال شينزو آبي أن يغير اليابان إلى الأبد؟
ووافق كيشيدا يوم الاثنين على إجراء تحقيق حكومي بشأن الكنيسة، وذلك بعد أن قاوم في السابق دعوات لإجراء مثل هذا التحقيق.
وقال إنه يأخذ "على محمل الجد" المزاعم بأن الكنيسة دمرت عائلات واستغلت أتباعها من أجل المال.
وسبق للكنيسة أن قالت إنها تعرضت لتشويه غير عادل لصورتها بسبب حادث إطلاق النار على آبي، الذي كانت قد أدانته.
ورُفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد الكنيسة من قبل أتباعها السابقين.
وأقر كيشيدا بأن للكنيسة "العديد من الضحايا"، وقال إن "الجهود المبذولة لمساعدتهم ما زالت غير كافية".
ووصف معلقون سياسيون محليون إعلان كيشيدا بأنه محاولة لاستعادة ثقة الجمهور. وقد تراجعت نسبة تأييد ناخبيه في الأشهر الماضية، مع ورود تقارير عن صلات حزبه بالكنيسة.
وخلص تحقيق داخلي، أجراه الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي يرأسه كيشيدا، أن 179 من نواب الحزب، البالغ عددهم 379، قد تعاملوا مع كنيسة التوحيد.
وبعد هذا التقرير، اعتذر كيشيدا وقال إنه طلب من نواب حزبه قطع جميع العلاقات مع الطائفة. كما شدد على أنه ليس لديه صلات شخصية بها.
ويقول باحثون إن كنيسة التوحيد، التي أنشأها سون ميونغ مون في كوريا الجنوبية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، دخلت اليابان في العقد التالي حيث أقامت علاقات مع سياسيين لتعزيز قاعدة أتباعها وسمعتها. وتُعرف الكنيسة رسميا باسم "اتحاد الأسرة للسلام العالمي والتوحيد".
ويقول مراقبون إن الكنيسة ترسل أتباعها للعمل كمتطوعين أو موظفين في مكاتب السياسيين وإنها أقامت شبكة مع الحزب المحافظ. ونفى الحزب الليبرالي الديمقراطي أي ارتباط تنظيمي بالكنيسة.
واتهمها محامون بإكراه أتباعها - المعروفين بالعامية باسم "مونيز" نسبة لاسم مؤسسها - على التبرع بمبالغ كبيرة من المال.
وكانت علاقة آبي بالجماعة الدينية موضع تكهنات قبل وفاته، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي العام الماضي، شارك آبي عبر الإنترنت كمتحدث في فعالية متعلقة بالكنيسة، ويُعتقد أن جده - وهو أيضًا رئيس وزراء سابق - كان مقربا منها بسبب طبيعتها المناهضة للشيوعية.
التعليقات