إيلاف من لندن: فيما أعلن رئيس الحكومة العراقية أن بلاده ستفتح حواراً مع قوات التحالف في بلاده بقيادة واشنطن لتحديد مدى الحاجة اليها فقد ردت السفيرة الأميركية بأن بلادها لن تنسحب من العراق.
وأشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أول مؤتمر صحافي يعقده كرئيس للحكومة مساء الثلاثاء وتابعته "إيلاف" الى أن لديه تخويل وتفويض من القوى السياسية بإجراء حوار مهني فني مع قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة في بلاده "لتحديد الحاجة من تواجد التحالف الدولي كأعداد تتعلق بالمستشارين وكمهام للتدريب والمشورة وتبادل المعلومات، وفي ضوء ذلك ما سيتمخض من قرار حكومي ستلتزم به كل الأطراف السياسية وسنشرع باستكمال هذا الحوار وفق ما مخطط له".
وأضاف أن توجه حكومته يؤكد أن دور العراق الطبيعي هو أن يكون محوراً في المنطقة، وهذا الدور الريادي يجب أن يبقى ويستمر ويكون نقطة لالتقاء مصالح الدول بالمنطقة، ومن مصلحة العراق أن يقوم بهذا الدور ويقيم أفضل العلاقات وفي الوقت نفسه يحقق الاستقرار في المنطقة اذا كان هناك نوع من التوتر بين هذه الدولة أو تلك.
يشار الى أن العراق والولايات المتحدة مرتبطان باتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بينهما عام 2008 من قبل حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ونصت على توافقهما على "الاستمرار في تعاونهما الوثيق في تعزيز وإدامة المؤسسات العسكرية والأمنية والسياسية والديمقراطية في العراق والتعاون في تدريب وتجهيز وتسليح قوات الأمن العراقية، من اجل مكافحة الإرهاب المحلي والدولي والجماعات الخارجة عن القانون بناء على طلب من الحكومة العراقية".


السوداني مجتمعاً مع السفيرة الأميركية في العراق في 29 أكتوبر 2022 للمرة الثالثة خلال أسبوعين (مكتبه)

وقد طلب المالكي خلال ولايته بعد سيطرة تنظيم داعش على ثلثي مساحة العراق منتصف عام 2014 من واشنطن إعادة قواتها الى العراق التي كانت قد سحبت معظمها في وقت سابق بالعودة الى البلاد لدعم قواتها في مواجهة التنظيم.
وفي 29 كانون الأول/ ديسمبر عام 2021 أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي استكمال انسحاب القوات القتالية للتحالف الدولي من العراق بعد محادثات سابقة أجراها في واشنطن على مرحلتين مع الرئيسين دونالد ترامب وجو بايدن الذي اتفق معه الكاظمي في تموز/يوليو من العام نفسه على انسحاب القوات الأميركية المقاتلة بنهاية العام وتحول المتبقي منها الذي يضم 2500 عسكريا الى الاستشارة والتدريب.
وقال الكاظمي في تغريدة على تويتر "انتهت المهام القتالية للتحالف الدولي وتم استكمال خروج كل قواته ومعداته القتالية خارج العراق. أصبح دور التحالف يقتصر على المشورة والدعم حسب مخرجات الحوار الاستراتيجي".
وعادة ماتستهدف المليشيات المسلحة العراقية الموالية لإيران مواقع القوات الأميركية في البلاد بالصواريخ تنفيذاً لتعليمات من طهران التي تخوض صراعاً سياسياً وعسكرياً واقتصادياً مع واشنطن.

السفيرة الأميركية ترد
وبعد ساعات من تصريحات السوداني حول فتح محادثات حول الوجود العسكري لقوات التحالف في بلده فقد ردت السفيرة الأميركية في العراق ألينا رومانوسكي عليه اليوم الأربعاء مؤكدة إن بلادها لن تنسحب من العراق ولديها التزام طويل الأمد مع هذا البلد وأولويات منها تنفيذ الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة بينهما عام 2008.
وأضافت السفيرة في كلمة خلال أعمال اليوم الثاني والأخير من ملتقى ميري للشرق الاوسط "عراق للجميع" في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق ونشرتها وكالات انباء كردية محلية وتابعتها "إيلاف" أن الإدارة الأميركية ستقدم الدعم اللازم للحكومة الاتحادية برئاسة السوداني في مجال مكافحة الفساد المالي والإداري وإجراء إصلاح على القطاع الإقتصادي في العراق. وأكدت إن لدى بلادها التزام طويل الأمد ولن تبتعد عن المنطقة مشددة على رغبة الولايات المتحدة في استمرار التعاون مع العراق.
وأضافت السفيرة قائلة "سنبقى نقدم الدعم للعراق ولحكومته الحالية برئاسة السيد السوداني لمكافحة الفساد وإجراء إصلاح على القطاع الاقتصادي وتوفير فرص العمل للعراقيين"، مؤكدة أن الولايات المتحدة ستمضي في تقديم الدعم والمشورة العسكرية للقوات الامنية العراقية في التصدي لتنظيم داعش والقضاء عليه.
ووصفت علاقات بلادها مع الاقليم بأنها وثيقة وشددت على ضرورة التعاون بين حكومتي بغداد واربيل مشيدة بالدور "الكبير" الذي يلعبه إقليم كوردستان في استقرار العراق.
واعتبرت بغداد وأربيل شريكين ستراتيجيين للولايات المتحدة، مؤكدة على سعي بلادها بتطوير العلاقات مع العراق. وحثتهما على العمل سوية في حل الخلافات والقضايا العالقة بينهما.
يشار الى أن رومانوفسكي كانت قد اجتمعت ثلاث مرات مع السوداني خلال الاسبوعين الأخيرين وبحثت معه علاقات بلديهما فيما يحاول الإطار التنسيقي الشيعي الذي رشح السوداني لرئاسة الحكومة التهدئة مع واشنطن لكسب الدعم الغربي لحكومة مرشحه.