واشنطن: أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء إنه يعتزم الاستفسار من الرئيس الصيني شي جينبينغ عن "خطوطه الحمراء" خلال حضورهما قمة مجموعة العشرين في بالي الأسبوع المقبل، وذلك بهدف تقليل احتمال نشوب نزاع بعد تصاعد التوتر بينهما بشأن تايوان.
وأكد بايدن بشكل غير مباشر قبل يوم من توجهه إلى آسيا عزمه عقد اجتماع مع شي على هامش القمة، في أول لقاء شخصي بينهما منذ أن أصبحا رئيسين لأكبر اقتصادين في العالم.
وقال بايدن في مؤتمر صحافي بعد انتهاء انتخابات منتصف الولاية "ما أريده منه عندما نتحدث هو تحديد (...) ما هي خطوطنا الحمراء".
وأضاف بايدن إنه سيسعى لمعرفة "ما يعتقد (شي) أنه يفيد المصالح الوطنية الحيوية للصين، وما أعرف أنها المصالح الحيوية للولايات المتحدة، وتحديد ما إذا كانت هذه المصالح تتعارض مع بعضها البعض أم لا".
ولفت بايدن الى أنه في حال كانت هناك تباينات، فهو يأمل في العمل معاً على "ايجاد حلول لها".
وأجرى بايدن سابقاً محادثات افتراضية مع شي لكنهما لم يلتقيا شخصيا، كما أن الزعيم الصيني استأنف مؤخرا القيام برحلات خارجية بعد امتناع طويل بسبب جائحة كوفيد.
ويتوجه شي إلى المنتجع الإندونيسي بعد أن نال فترة رئاسية ثالثة لحزبه الشيوعي، بينما يغادر بايدن واشنطن في أعقاب أداء قوي مفاجئ لحزبه الديموقراطي في انتخابات منتصف الولاية.
قضية تايوان
ويعرف الزعيمان بعضهما البعض بشكل جيد، وقد زار بايدن الصين عام 2011 وأجرى لقاءات عدة مع شي عندما كان كلاهما في منصب نائب رئيس.
وبعد 11 عاماً تصاعد التوتر بشكل حاد حول تايوان، مع تحذير إدارة بايدن من أن بكين عدّلت جدولها الزمني للاستيلاء على الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي وتدعي الصين أنها جزء من أراضيها.
أشار بايدن في ثلاث مناسبات إلى استعداده لتكليف الجيش الأميركي مهمة الدفاع عن تايوان، وفي كل مرة كان يتم لاحقاً التراجع عن هذا الخرق لسياسة واشنطن الطويلة الأمد حيال تايوان.
وشدد بايدن الأربعاء على عدم وجود تغيير في موقف الولايات المتحدة التاريخي الذي يعتمد على الغموض الاستراتيجي بشأن ما إذا كانت واشنطن ستستخدم القوة في حال أقدمت الصين على غزو تايوان.
وقال بايدن إن "عقيدة تايوان لم تتغير على الإطلاق منذ البداية"، مضيفا أنه سيبحث مسألة تايوان إضافة الى العلاقات التجارية.
وتقلصت مخاوف الولايات المتحدة بشأن تايوان بشكل ملحوظ مع الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، وهي الحرب التي كان يُنظر إليها حتى وقت قريب على أنها احتمال بعيد.
بين الصين وروسيا
وكرر بايدن بشكل صريح التقييمات الأميركية بأن الصين ترددت في دعم روسيا بشكل عملي، على الرغم من زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لبكين للقاء شي قبل الغزو.
وقال بايدن "لا أعتقد أن هناك الكثير من الاحترام من قبل الصين تجاه روسيا أو بوتين".
أضاف "لا أعتقد انهم ينظرون الى ذلك كتحالف من نوع خاص. في الواقع كانوا نوعا ما يحافظون قليلا على مسافة بينهما".
وحدد بايدن مثل سلفه دونالد ترامب الصين باعتبارها المنافس العالمي الأول للولايات المتحدة، متعهدا إعادة توجيه السياسة الأميركية لتتمحور حول هذا التحدي.
لكن إدارة بايدن وعدت أيضاً بالعمل مع الصين فيما يتعلق بالمصالح المشتركة مثل أزمة التغير المناخي.
والتقى المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري بنظيره الصيني شي جينهوا خلال قمة المناخ في مصر، ما يمثل مزيداً من خفض التوتر.
وكانت الصين قد أعلنت أنها ستعلق الحوار حول المناخ، وهو محور رئيسي لبايدن، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان في آب/أغسطس الماضي.
التعليقات